ثقافة وفن

طنجة تحتضن الدورة الثانية من مهرجان "ميازين"

حسن حليم الثلاثاء 22 أكتوبر 2019
1-2
1-2

AHDATH.INFO

حظيت مدينة البوغاز على مدى يومي  11 و 12 من أكتوبر 2019 بإقامة مهرجان ميازين في دورته الثانية  المنظم من طرف جمعية رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي بطنجة برئاسة الفنان العندليب سعيد بلقاضي .

هذا العرس الثقافي الذي أسدل ستاره يوم السبت الماضي، أصبح حدثا وعرسا ثقافيا سنويا يحج إليه المئات من محبي الفن المغربي الروحي الأصيل، حيث أن الهدف من تنظيمه هو السمو بالحقل الثقافي، وخلق فسحة ومتنفس فني صاحب جودة أمام من يريد تعلمه من الشباب وأمام محبيه من الجمهور.

وعرفت فقرات المهرجان فسيفساء فنية استهلت بآيات بينات من الذكر الحكيم ،تلاها على مسامع الحضور المقرئ يونس قرباش، كما اشتملت على عروض متنوعة اعتمدت على المزج بين الموسيقى الروحية التراثية والموسيقى الاندلسية، أثثتها كل من فرقة الحضرة الشفشاونية من المدينة الزرقاء شفشاون برئاسة الفنانة خيرة افزاز، ثم جوق محمد العربي المرابط برئاسة الفنان الطنجاوي محمد العروسي ، قدم بدوره  ميزان قدام عرق العجم وختمها بكشكول شعبي شمالي للمرحوم عبد الصادق شقارة.

وداخل هذه الاجواء الاحتفالية الروحية كُرمت بدرع المهرجان ثلة من الفنانين والنشطاء داخل هذا الميدان، منهم المنشد والمادح الطنجاوي عبد الحميد الحداد، زينب ارسلان ،الفنانة خيرة افزاز والفنان محمد العروسي، اعترافا من الجمعية لهم على ما قدموا لهذا الفن. لقيت هذه الفقرات استحسانا كبيرا لدى الجمهور الذي حج بكثافة غير مسبوقة من داخل أرض الوطن وخارجه لحضور هذا الحدث الثقافي الضخم، حيث ملئت جنبات قاعة احمد بوكماخ على أكملها، متفاعلا  مع الوصلات الفنية بحب وشغف .

وفي يومه الثاني استهل الحفل بندوة علمية حول خصائص التراث ودورها في تهذيب النفوس قدمها لجمهور ميازين الاستاذ الباحث شيخ الطريقة الدرقاوية بجهة الشرق محمد الاخضر الدرفوفي استاذ التواصل بجامعة محمد الاول بمدينة وجدة ومشاركة العالم الاسباني محمد عبد الله الذي اسلم على يده 700 شخص عبر العالم.

بينما كانت الوصلة الفنية الأولى لليوم الثاني من تقديم جوق جمعية رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي برئاسة الفنان سعيد بلقاضي الذي طعم الجوق بخيرة العازفين على الصعيد الوطني مع مشاركة كل من كورال جمعية رياض الطرب وكورال جمعية نفحات تراثية من العاصمة الرباط-سلا برئاسة يونس غفير وبتأطير من الفنان سعيد بلقاضي الذين أبان عن رقي ونخوة تدل على القيمة الفنية لفننا المغاربي الأصيل، إذ اتحفونا بوصلات اندلسية من نوبة الاصبهان وحصة من الفن الغرناطي والمالوف بينما ختمت الفقرة الأولى بحصة روحانية من السماع الصوفي حملت  عنوان "منازل ليلى".

وما زاد هذه الفقرات سحرا وجمالا مشاركة الطائفة العيساوية السلاوية برئاسة الفنان ياسر الشرقي حيث اتحف بدوره منصة ميازين بوصلات عيساوية، تجاوب معها الجمهور بقوة ،وبين الوصلتين ابت الجمعية إلا ان تكرم كعادتها عددا من الوجوه التي اعطت الكثير لهذه المدينة ونذكر منهم على سبيل عبد الحميد الحنوط إذ يعتبر المدرسة التي تخرج منها الفنان سعيد بلقاضي في ميدان المديح والسماع، اعترافا من هذا الأخير لما قدمه إليه أستاذه في هذا المجال.