السياسة

بعد وحم الاستقالة.. مخاض جهة الشمال يولد تحالفا "مشوها"

محمد كويمن الأربعاء 30 أكتوبر 2019
0-3
0-3

AHDATH.INFO

كانت الأمور تبدو عادية، بعد أسبوع من المشاورات، ظل فيها حزب العدالة والتنمية خارج دائرة التحالفات المشكلة للمكتب الجديد لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى أن تغير كل شيء قبل ساعات قليلة من موعد التصويت، ليكتشف الجميع أن المقعد الوحيد المضمون هو منصب الرئيسة، أما لائحة نوابها فقد اخترقها حزب المصباح في ليلة وضحاها وأعاد ترتيبها وفق اتفاق جديد لم يكن في حسبان حتى العديد من أهل البيجيدي.

وهكذا نام بعض الأعضاء نوابا للمرشحة لرئاسة مجلس جهة الشمال، واستيقظوا على وقع مفاجأة كبرى، حين علموا أن الليلة، التي سبقت موعد التصويت على خليفة إلياس العماري المستقيل، جرى فيها ما لم يشتهونه، بعدما اجتمع زعماء التراكتور والمصباح في جنح الظلام ليعلنوا عن تحالف جديد لم يتوقعه الكثير من المتتبعين، الذين لم يجدوا جوابا عن السر في لجوء الأصالة والمعاصرة إلى العدالة والتنمية في آخر لحظة، رغم أنه كان يتوفر على أغلبية مطلقة من شأنها عزل فريق المصباح في المعارضة؟.

أحمد الإدريسي، أحد قادة التراكتور بالشمال، منفذ عملية "الانقلاب" على إلياس العماري، عرض على القيادة الجهوية لحزب العدالة والتنمية منح سعيد خيرون منصب النائب الأول لرئيس الجهة، مقابل سحب ترشيحه للرئاسة، رغم أنه (خيرون) لم تكن له أي حظوظ في منافسة مرشحة البام فاطمة الحساني.

وذلك ليضمن حصول هذه الأخيرة على دعم 16 عضوا الذين يشكلون فريق المصباح بالمجلس، في الوقت الذي لم يعد لباقي الفرق الحزبية أي خيار سوى الخضوع للأمر الواقع، والتفاوض على نيل نصيبها في ترتيب لائحة النواب الثمانية، فلم يعلق حزب الاستقلال على انضمام العدالة والتنمية ودافع عن مركزه في الصف الثاني لنواب الرئيس بعدما كان مرشحا للصف الأول.

ونفس الشيء بالنسبة لحزب الأحرار، الذي كان يردد مع حلفائه في المرحلة الأولى للمفاوضات حول تشكيل المكتب الجديد بأن التحالف مع المصباح خط أحمر، وكذلك باقي الأحزاب الممثلة بالمجلس، فهناك من وجدوا أنفسهم خارج اللعبة، وفرض عليهم الانتماء للمعارضة، كالمنسق الجهوي لحزب الحصان محمد الزموري، الذي تلقى بطاقة حمراء من غريمه الادريسي جعلته يغادر المكتب مكرها لا بطل.

لماذا قبل حزب المصباح التحالف مع التراكتور لتدبير شؤون جهة الشمال خلال ما تبقى من عمر هذا المجلس؟، سؤال لم يجد الكثير من البيجيديين جوابا مقنعا من طرف قيادتهم حول تبريرهم لهذا الموقف، بعدما اعتادوا مناقشة مثل القرارات على مستوى القواعد الحزبية، قبل أن يفاجأوا بتنفيذ حزبهم "تعليمات" آخر ساعة، وإعلان نهاية أسطورة الخطوط الحمراء في الشعارات السياسية الاستهلاكية، وهو ما حاول حزب التراكتور تداركه حين اختار هذا التحالف لاستعادة توازنه بوجه جديد يقوده "تيار المستقبل"، ضمن خلاله الحفاظ على منصب رئاسة جهة الشمال بأغلبية مريحة ومعارضة ضعيفة.

ويتساءل البعض هل كان ضروريا مغادرة إلياس العماري كرسي الرئاسة لإتاحة الفرصة للعدالة والتنمية لمشاركة حزب الأصالة والمعاصرة في تسيير مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، كعربون لتحالفات مستقبلية تعيد خلط أوراق المشهد السياسي المغربي من جديد، بعدما ظل شبح الغموض يخيم على توقيت الاستقالة وموعد التسيير المشترك بين البام والبيجيدي؟.