مجتمع

لقاء تواصلي حول اختتام مشروع " إحياء الغناء النسائي بتارودانت ونواحيها "

موسى محراز الاثنين 11 نوفمبر 2019
CKKIYGTTRGGGHUapture
CKKIYGTTRGGGHUapture

AHDATH.INFO

في إطار أنشطتها الثقافية والفنية، ولقاءاتها التواصلية لجمعية " بحاير الداليا "، نظمت هذه الأخيرة مساء يوم السبت 9 نونبر 2019 بجنان السوسية خارج أسوار مدينة تارودانت، الذي أشرفت عليه "جمعية بحاير الداليا" ، بشراكة مع وزارة الثقافة ، وحظي بدعم من طرف " الصندوق الدولي للتراث الثقافي اللامادي" التابع لمنظمة اليونسكو، لقاء تواصليا بمناسبة اختتام مشروع " إحياء الغناء النسائي بتارودانت "، حضر إلى جانب أعضاء الجمعية ثلة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني من داخل وخارج المدينة.

وبالمناسبة وفي كلمتها الافتتاحية تقدمت رئيسة جمعية " بحاير الداليا " هند الحسايني أصالة عن نفسها ونيابة عن فريق عمل الجمعية بعبارات الامتنان على تلبية الدعوة والانخراط الفعال لإنجاح مشروع إحياء التراث الغنائي النسائي، منذ انطلاقته يوم 22 دجنبر 2017، والذي يدخل في اطار تفعيل اتفاقية 2003 للحفاظ على التراث اللامادي، مشيرة إلى أن اللقاء التواصلي يعتبر وقفة لتقديم نتائج المشروع وما تم تحقيقه على مدى سنتين، مؤكدة على إن الهدف من اليوم التواصلي مشاركة الحضور تجربة جمعية " بحاير الداليا " وطرح منهجية أشغالها على إشكالية إحياء التراث الثقافي اللامادي عموما والغناء النسائي على وجه الخصوص وتقاسم النتائج المحققة بفضل انخراط وزارة الثقافة والشباب والرياضة ودعم منظمة اليونسكو من جهة، ومن جهة أخرى بفضل الجهود التي بدلتها الجمعية.من خلال هذا التقاسم تأمل الجمعية فتح نقاش جاد مع الجميع حول ما تم تحقيقيه وكذلك حول مسارات واستراتيجية الغور في ذاكرة تارودانت الثقافية وانتشال كنوزها الثمينة من تحت الانقاص، والذي أفضى إلى تحقيق نتائج متميزة مكنت من إنقاذ الغناء النسائي لتارودانت ونواحيها من الاندثار الكلي، وإعادة إحياءه ، وكان من ابرز هذه النتائج، على سبيل المثال إعداد شريط وثائقي حول الموضوع، إلى جانب إصدار كتاب توثيقي قيم يجمع مختلف متون الشعر الغنائي النسائي والذي يحمل عنوان "روح أبراز ... كنوز من تاريخ رودانة ".

أما الأستاذ شهبون مولود عن المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتارودانت، فقد أوضح الأهمية التي يحظى بها الغناء النسائي الروداني باعتباره أحد مكونات التراث الشفاهي في تارودانت ، حاضرة سوس، والذي يتميز بتنوعه وغنى مكوناته الثقافية والفنية سواء منها المادية أو الشفاهية، مشيرا في معرض كلمته إلى أن المشهد الثقافي والفني في الوقت الراهن يعرف غزوا متصاعدا للتعابير الحديثة، مما يستوجب معه العمل على حفظ هذا النمط التراثي الأصيل، واستشراف آفاق استثماره وإدماجه في مسلسل التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن تنظيم الملتقى الأول للغناء النسائي بتارودانت مؤخرا، يعتبر بادرة أولية في سياق استكمال مشروع الإحياء الفعلي لهذا التراث العريق، وذلك في انتظار إسهام مبادرات أخرى في تحقيق مزيد من الإشعاع لهذا الفن الأصيل.

أما مداخلة الأستاذ الجامعي والباحث حسن الناصري، المشرف على المشروع ، فتناولت منهجية العمل التي اعتمدت في إنجاز هذا العمل، إلى جانب مجلات البحث التي تناولها ، من خلالها  حرصت جمعية " بحاير الداليا " على تقاسم نتائج عملها مع الفنانات الممارسات والأساتذة الباحثين والمثقفين والجمعيات التراثية المهتمة .

وأضاف الأستاذ الناصري أن العمل انصب أيضا على التنقيب على المتون الغنائية وجمعها وتحقيقها، إلى جانب الاشتغال على إعادة تأسيس الجمعيات الممارسة للغناء النسائي في تارودانت ونواحيها ، فضلا عن تحضير أرضية من أجل التأسيس لمهرجان خاص بهذا النمط الغنائي في تارودانت، وذلك بهدف تثمين هذا الموروث الفني اللامادي، والخروج به من دائرته المحلية نحو آفاق أرحب وطنيا ودوليا.

من جانب آخر، شكل هذا اللقاء التواصلي للجمعية فرصة وقيمة لتسليط الضوء على العديد من الصعوبات التي واجهت جمعية " بحاير الداليا " في إنجاز هذا المشروع، ومن جملتها رفض بعض النساء الممارسات الإدلاء بشهاداتهن، أو الامتناع عن تصويرهن الى غير ذلك من العوائق، إضافة إلى الصعوبات الخاصة بضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي النسائي من طرف الفتيات الشابات، فضلا عن كون الاشتغال على هذا الموروث اللامادي يستوجب من الباحث تكوينا أوليا يلم من خلاله بخبايا هذا الموروث .

وختاما وبعد مجموعة من المداخلات وإغناء النقاش، قد أفضى اللقاء إلى بلورة مجموعة من التوصيات التي من شأنها المساهمة في إعادة الروح للغناء النسائي في تارودانت ونواحيها ، وإحيائه وضمان استمراريته، ومنها على الخصوص ، إيلاء ما يلزم من الاهتمام للجمعيات النسائية الممارسة لهذا الموروث الثقافي اللامادي، والعمل على تكوين فتيات شابات وتحفيزهن على التعاطي لهذا الفن الأصيل، والسعي إلى جعل هذا الموروث الثقافي موضوع اهتمام من طرف الباحثين على مستوى الجامعة، فضلا عن السعي إلى خلق حدث فني ، عبارة عن مهرجان، موضوعاتي لضمان استمرارية هذا الفن وحفظه من الاندثار .