السياسة

كلمة لابد منها: أيها المغاربة لستم سواسية في أعين أدعياء النضال !

AHDATH.INFO الجمعة 15 نوفمبر 2019
Capture d’écran 2019-11-15 à 12.20.04
Capture d’écran 2019-11-15 à 12.20.04

AHDATH.INFO

وأما هذه فقد فهمناها أو شرعنا في فهمها: إذا ما نشرت في مواقع التواصل صورة لأحد معتقلي أحداث الحسيمة في حالة سيئة، فهو إنسان تعرض للتعذيب البشع ولانتهاكات حقوق الإنسان كلها، ولكثير من التعنيف ويجب أن تتوقف الأرض حتى ينال الفتى حقه ويزيد.

أما إذا مانشرت في نفس مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمواطن مغربي مثله لكنه ينتمي هاته المرة لمندوبية السجون، حارس أو موظف أو مايشبه هذا الكلام، وقد مزقت ملابسه وظهرت على وجهه الكدمات، حينها يجب أن نقول إذا ماكنا نريد أن نظهر بمظهر المدافعين عن حقوق الإنسان والمناضلين الذين لايشق لنا غبار بأن الصورة مفبركة، أو بأن ملابسه قد قدت من قبل أو دبر مثلما جاء في الآية الكريمة.

أهلنا من بعض المدافعين عن المعتقلين في أحداث الحسيمة، ذهبوا بعيدا في تقسيم البلاد إلى فسطاطين، وذهبوا أبعد في عدم تشغيل العقل أو إعماله في تناول مايخص هاته الأحداث حتى أصبحوا غير قادرين على التوقف قليلا عن كثير من الهراء الذي يبدعونه، وأضحوا قادرين على إخراج كل من يعارضهم من الوطنية ومن الدين بل وأحايين عديدة من الإنسانية فقط، لأنه يقول لهم مالايطيقون سماعه من اختلاف يطالبون - وهذه هي المفارقة الكبرى - باحترامه في أماكن أخرى ويحرمون على الآخرين أن ينعموا به.

أخطر من كل هذا، أهلنا من المدافعين عن معتقلي أحداث الحسيمة صاروا يخلطون في الآونة الأخيرة بين الوطن، سقفنا المشترك الذي يضم كل اختلافاتنا وبين انتماءاتهم القبلية أو العصبية. وحقيقة نخشى على البلاد من اليوم الذي يقول لنا فيه الناس « المغرب بين قوسين »، وقد قالوها، ونخشى من اليوم الذي يرفعون فيه علما غير علم البلاد وقد فعلوها ونخشى من اليوم الذي يحذروننا فيه من دخول مناطقهم وقد فعلوها مثلما اقترفها والد الزفزافي - غفر الله صنيعه الأحمق - عندما تساءل : « كيف تدخلون الحسيمة بدون إذني؟ ومن أين أتى كل هؤلاء الأغراب؟ »

نقولها بصوت واضح ولا ارتجافة خوف فيه عكس اللاعبين على كل الحبال: أشياء سلبية عديدة تسللت إلى هذا الملف أول بداية لحله ستكون من خلال التخلص منها، لكي نعرف مع من نحن وبعد ذلك لكل حادث حديث

أما إذا ماطال أمد هذا الالتباس، فليعذرنا أهالينا من المدافعين عن معتقلي أحداث الحسيمة، لكننا ملزمون بقولها: الوطن أولا ولا قبل لنا بالدفاع عن أشياء وأمور وأشخاص وحدكم تعرفون ارتباطكم بها ومايعنيه هذا الارتباط وما يجلبه عليكم من أرباح وأيضا من خسائر هذا الارتباط