فكر و دين

العاني يدعو إلى إخراج نقاش الفلسفة الإسلامية من دائرة النخبة

سكينة بنزين الخميس 21 نوفمبر 2019
2
2

AHDATH.INFO

استمرارا للمشروع  الكبير الذي تشتغل عليه منذ مدة، والذي بدأته بإصدار أعمال علمية وترجمات مجموعة من الكتب من بينها كتب لفخر الدين الرازي والفارابي، احتضنت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، صباح اليوم الخميس 21 نونبر، يوما دراسيا حول"راهن البحث في الفلسفة الإسلامية وآفاق تطويره"، بحضور عدد من المفكرين والباحثين من المغرب، لبنان، الإمارات، العراق، و موريتانيا.

وخلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها بصالون جدل الثقافي بالرباط، دعا المدير العام لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، محمد عاني، إلى  إخراج نقاش الفلسفة من دائرة النخبة، حتى تتحقق الاستفادة منها عبر إعادة تناولها بطريقة مبسطة تمكن من تقديم المعارف والأسئلة الجوهرية التي تحتاجها الساحة اليوم، من خلال اعتماد صيغ معاصرة تراعي استيعاب الأجيال الحديثة.

 

 

من جهته أكد الدكتور الطيب بوعزة، منسق اليوم الدراسي، على دور الفلسفة الإسلامية في تطوير كثير من الحقول المعرفية (المنطق،الميتافيزيقا،السياسة،العلوم الطبيعية...)، ولكن التأريخ لها شابته العديد من النقائص، التي جعلت البعض يضعها في خانة الترجمة الحرفية للفلسفة اليوناينة.

وأكد الطيب بوعزة، أن الدراسات النوعية التي  حاولت تجديد  النظرة إلى  الفلسفة الإسلامية، كانت باصطناعها للمنهج التاريخي،وانحصارها في تتبع السردية المفهومية والمعرفية، أغفلت إخراج النص الفلسفي الإسلامي من مجاله الزمني الضيق،وتتبع خطوات ومستويات انتقاله في الفكر الفلسفي الإنساني، مما يستدعي " إعمال نمط منهجي جديد في تناول الفلسفة الإسلامية من حيث المفاهيم والشخوص والمدارس الفلسفية"،باعتبار أن النتاجات المتوفرة لا تفي بهذا الغرض،لكونها عانت إجمالا من النزعة التجزيئية التي تفصل دون مبرر منهجي بين الأعمال الفلسفية العربية الوسيطة و باقي نصوص المدونة التراثية، إلى جانب الفصل بين النص الفلسفي الإسلامي والسردية الفلسفية الكونية سواء باختزال هذا النص إلى مجرد متن مترجم،أوشارح للفلسفة اليونانية دون خصوصيات إبداعية أو إقصائه من منظور تاريخاني مع الفكر الفلسفي الحديث.

تجدر الإشارة أن هذا اليوم الدراسي، سيتلوه مؤتمر دولي كبير العام المقبل، حول الفلسفة الإسلامية، بعدما تعذر تنظيمه في الفترة الأخيرة في لبنان، بسبب الأحداث والتطورات التي يشهدها البلد.