ثقافة وفن

في عددها 59 .. "ذوات" تعيد قراءة العلاقة الملتبسة بين المثقف والسلطة

سكينة بنزين الثلاثاء 26 نوفمبر 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO

أي علاقة تجمع المثقف بالسلطة، سؤال يطفو على السطح في محطات تاريخية مختلفة، وها هو يعيد صياغة نفسه تحت مجهر عدد من الباحثين من العالم العربي، ضمن ملف غني للعدد 59 من مجلة "ذوات" الثقافية العربية الإلكترونية، الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، تحت عنوان "المثقف والسّلطة..بين التحدي والاستلاب".

وفي كلمة العدد التي حملت توقيع رئيسة تحرير المجلة "سعيد شريف"، تم استحضار عدد من التغيرات التي جعلت للموضوع راهنيته، للتساؤل عن موقع "النخبة المثقفة" على خارطة التغيرات التي خلفتها ثورات اشتعلت داخل الرقعة العربية الإسلامية، والتي حولت بعض المثقفين لأبواق سلطة، بينما اختار القلة الابتعاد عن حلبة الصراع.

الالتباس والشك والريبة، من أهم السمات التي تطبع العلاقة بين المثقف والسلطة منذ القدم، لكن التحولات المجتمعية تفرض اليوم البحث في مفهوم المثقف والسلطة، ومن أجل الوصول إلى معرفة المطلوب من المثقف، تشير سعيدة شريف أن الحاجة ملحة اليوم إلى إعادة تعريف الأشياء، لتحديد الأدوار المطلوبة من النخبة انطلاقا من نقد ذاتي، ينطلق منه المثقف ليحدد طبيعة علاقته بالسلط الاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية السائدة، لينخرط في دور المؤثر بدل المشاهد.

وكالعادة يبقى الموروث الديني أشد عقبة تواجه المثقف، بعد وإشهار المتشددين لورقة الحفاظ على الموروث الديني بطريقة منغلقة تحول دون انفتاح القراءات الدينية على ما يفرضه الحاضر من أدوات و مواضيع.

وقد ساهم في إعداد هذا الملف كل من الباحث المصري الدكتور محمود كيشانه، الذي قدم له بمقال بعنوان: "الثقافة والسلطة.. أيّ معنى؟"، إلى جانب أربعة باحثين من العالم العربي، حيث تناول الباحث و الأكاديمي المغربي يحيى بن الوليد، قضية الثقافة و الأيديولوجيا ... وسلطة المعرفة الملتزمة، حاول فيه أن يتتبع مفهوم الأيديولوجيا وعلاقته بالفكر و الثقافة مستشهدًا بنخبة المفكرين العرب، مبينًا النقص الأيديولوجي . وفي المقال الثاني، يستعرض الباحث التونسي الدكتور توفيق الجميعي طبيعة العلاقة بين ثقافة الشارع و السلطة السياسية، تفسيرًا و تحليلاً، في سياق الحراك الثوري الذي شهدته بعض المجتمعات العربية، مركزًا على الحالة التونسية كنموذج، مبينًا الأشكال التعبيرية التي تجاوزت حدودها الثقافية اللامادية، والتي أصبحت تمثل نموذجً الحياة شبابية تتشكل في الشارع بعيدًا عن رقابة السلطة ومؤسسات الدولة والمجتمع، مركزا على نموذج "الهيب هوب".

وفي المقال الثالث، يحاول الباحث الدكتور شريف الدين بندوبة من الجزائر الإجابة عن سؤال الثقافة وسلطة المقدس الديني،أما المقال الرابع تناول فيه  الباحث السوسيولوجي الحر الدكتور أحمد موسى بدوي من مصر، مكانة المرأة العربية في الحقل.

العدد يتضمن أيضا حوار مع المفكر المصري محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، الذي يكشف العلاقة المتداخلة بين الثقافة والفكر، بالإضافة إلى مقالات رأي تحمل توقيع الكاتب والباحث السوري فادي كحلوس، و الباحث المغربي نورالدين عزار، والكاتب التونسي عبد الدائم السلامي؛ ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للباحث المغربي الدكتور عادل القريب بعنوان:"رحلة المعاناة وجمالية الحوارية في رواية "قاعة الانتظار" للزهرة رميج، والثاني للناقد والكاتب اليمني رياض حمادي، بعنوان: "ثيمة الانفصال وفوضى العلاقات في أفلام المخرج الإيراني أصغرفرهدي".

ويقدم باب "حوار ذوات"، لقاء مع الكاتب والروائي المغربي – الأمريكي أنور مجيد، أستاذ السينما، والحضارات، والأدب بجامعة "نيو إنغلند"، ونائب رئيس الجامعة ذاتها بولاية ماين بأمريكا، وعميد فرعها بمدينة طنجة المغربية، والمسؤول عن "التواصل" مع فروع الجامعة بأوروبا، وآسيا، وأستراليا، ومؤسس ورئيس "منتدى طنجة العالمي".

إلى جانب بورتريه العدد، عن المفكر المصري  الراحل نصر حامد أبوزيد، أحد أهم المفكرين الذين اهتموا بقضية تجديد الفكر الديني الإسلامي،

وفي باب "سؤال ذوات"، يستقرئ الكاتب والإعلامي المصري وائل سعيد، آراء مجموعة من الباحثين والكتاب العرب حول سؤال: كيف ينظر الكاتب العربي اليوم لعلاقة المثقف بالسّلطة؟وفي باب "تربية وتعليم" يتناول الأكاديمي المغربي المهتم بقضايا التربية الدكتور أحمد سوالم موضوع "الغش في الامتحانات المدرسية: من غش المجتمع إلى غش المدرسة"، فيما تقدم الأكاديمية المصرية الدكتورة مروة مختار، قراءة في كتاب "دولة الحب: مراسلات تولستوي وغاندي" الذى أعده وترجمه الدكتور و الباحث المصري أحمد صلاح الدين.