ثقافة وفن

منى فتو.. نجمة ذهبية في مراكش

نورالدين زروري/ تصوير: العدلاني الخميس 05 ديسمبر 2019
DSC_0957
DSC_0957

AHDATH.INFO

على إيقاع «الصلاة والسلام» والزغاريد جرى استقبال النجمة منى فتو، عروس اليوم السادس للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في ليلة تكريمها. قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات امتلأت عن آخرها بمحبيها وأصدقائها وصديقاتها في الميدان الفني.

يوم الأربعاء 04 دجنبر 2019 سيظل تاريخيا في حياتها، وعصيا على النسيان كنقطة مضيئة في مسيرتها، أن تحظى باعتراف وهي في عز قوتها وعطائها، من طرف مهرجان عالمي، صار مفخرة المغرب، ويستقطب كبار نجوم السينما عبر العالم، بل ويكرم عمالقتها، والقائمة طويلة في هذا الباب كروبرت دي نيرو، الراحل عباس كياروستامي، فرانسيس كوبولا، أنيس فاردا والزعيم عادل إمام والمخرج المغربي جيلالي فرحاتي والراحلين أمينة رشيد ومحمد بسطاوي وغيرهم كثير.

بدت بطلة فيلم «البحث عن زوج امرأتي» في منتهى السعادة وهي توزع ابتسامتها المشرقة في كل الاتجاهات، كيف لا وهي ترى وتلمس عن كثب كل هذا الحب والدفء يغمرانها من طرف جمهورها وزملائها من الممثلين والممثلات والمخرجين، الذين أجمعوا جميعا على موهبتها، وأنها تستحق هذا التكريم، كتتويح لمسار غني بالأعمال والأدوار أثبتت على مداه، الممتد لما يناهز ثلاثة عقود، تفانيها وعشقها لعملها كممثلة.. لم يثنها عن بلوغ أهدافها وممارسة حريتها أي عوائق وصعوبات.

استقبال النجمة المحتفى بها أول أمس الأربعاء، انطلق بمجرد نزولها من السيارة أمام المدخل المؤدي إلى السجادة الحمراء، وعلى طول مساحتها، لم تتوان عن الاستجابة بكل حب لطلبات التقاط سيلفيات مع شباب وشبان ونساء ورجال.

وقع اختيار المنظمين على النجمة التونسية هند صبرى لتسلم للمكرمة درع التكريم، كما اختاروا منشطا وليس ممثلا أو مخرجا بإذاعة البحر الأبيض المتوسط هو عبد الله المنتصر للإدلاء بشهادة في حقها، بسط فيها بعضا من أهم مزاياها وخصالها كفنانة وإنسانة «لا تعرف سوى الحب، ولا تتوقف عن الحب، لأن عملة الفنان هي الحب» كما قال.

وتجنبا لأي ارتباك، وحتى تكون في مستوى وقيمة مكان الاحتفاء بها، فضلت المكرمة في الدورة 18 للمهرجان الدولي للفيلم أن تلقي كلمة مكتوبة، استهلتها بإشادتها بولادة هذا العرس السينمائي العالمي بمبادرة من الملك محمد السادس، إيمانا منه بقدرة المغرب على رفع هذا التحدي في الميدان السينمائي، وتقديم صورة راقية عنه كبلد يعلي من قيمة التفتح على ثقافات الآخرين، ويؤمن بالحرية والاختلاف.

كما ثمنت عمل مؤسسة المهرجان ومجهوداتها، للارتقاء به على جميع المستويات من نسخة إلى أخرى، حتى أضحى اليوم فارضا اسمه ضمن قائمة المهرجانات العالمية.

علاقة الفنانة منى فتو بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش قديمة، لما كانت مقدمة لدورته لعام 2006، وهو ما أهلها لتكون شاهدة على مراحل نموه وتطوره الدولي ممثلا «في برمجة أفلام رائعة، واستقدام أسماء عالمية وعربية لهذا أشعر بالفخر أن ينضم اسمي إلى لائحة المكرمين من الأسماء الكبيرة لهذا المهرجان كعباس كياروستامي وأنيس فاردا وروبرت دين يرو وفرانسيس كوبولا وأمينة رشيد ومحمد بسطاوي والقائمة طويلة...».

لم تخف بطلة فيلم «نساء ونساء» وهي تقف على منصة التكريم اليوم أن تسجل من باب الإنصاف ما أوفى به المهرجان الدولي للفيلم من وعود، وعد بالانفتاح على السينما المغربية، وأوفى وفعل، التزم بعرض أفلام مغربية وتكريم نجومها وأوفى بهما معا. وفضلا عن كل هذا أفسح المجال أمام المواهب الشابة وإبداعاتها، وصار يحتضنها ويؤطرها عن طريق «ورشات الأطلس».

«تكريمي في هذا الحفل، هو تكريم لجميع الفنانات، وتكريم للمرأة المغربية على وجه العموم»، تقول منى فتو، مضيفة أن السينما كانت وستظل مطالبة بالاستماع إلى نبضات قلب المجتمع، والانخراط الفاعل في كل نقاشاتها لعل من بين أهمها النهوض بوضعية المرأة وتحقيق المساواة والمناصفة بين الجنسين.

وختمت منى فتو خطاب تكريمها بتشديدها على أن لحظة الاعتراف هاته هي اعتراف واحتفاء بمجهودات كل المهنيين سواء ممثلين أو منتجين أو مخرجين وباقي المهن المرتبطة بالصناعة السينمائية. «أشكر أمي.. أخواتي.. أصدقائي.. وصديقاتي.. أهدي هذا التكريم الذي كان أجمل هدية إلى ابني ابن سالم...»، تضيف بطلة فيلم «حب في الدار البيضاء».