ثقافة وفن

هند صبري: أنا ضد الكوطا في السينما

نورالدين زروري/ تصوير: العدلاني الخميس 05 ديسمبر 2019
DSC_0158
DSC_0158

AHDATH.INFO

بعدما نشرنا الجزء المتعلق بالنجمة الإيرانية غولشيفته فرحاني في فقرة «محادثة مع..، نعود للجزء الخاص بالطرف الثاني من هذا الحوار وهي النجمة التونسية هند صبري، إذ حاورهما الناقد الفرنسي ماتوه كاسوفيتز.

في أول جواب لها، على نقطة أثارها محاورهما حول قاسم بينهما، يتمثل في ظهورهما كبطلتين في أول عمل سينمائي، وعمرهما لم يتجاوز 14 عاما، كشفت هند صبري أن طموحها الأول وهي طفلة أن تغدو ديبلوماسية لا ممثلة، وتسافر إلى فرنسا لمتابعة دراستها العليا في العلوم السياسية، قبل أن تجد نفسها وسط هذا العالم بتشجيع من والديها.

لقاء بالصدفة سيغير مجرى حياتها، ويكون له أكبر فضل لما وصلته الآن، جمعها مع المخرج التونسي نوري بوزيد بحفل حضراه معا.. من نظرته الأولى لها التقط مؤشرات موهبتها، واقترح على والدها الانضمام إلى فريق فيلم «صمت القصور» الذي اشترك في كتابة سيناريوه وأخرجته مفيدة التلاتلي، ومن هنا ابتدأ المشوار.

ست سنوات بعد صدور فيلم ´صمت القصور عام 1994، سافرت هند صبري إلى مصر أو هوليود الشرق كما يلقبونها.. سفر كان لا يتناسب، كما قالت، مع ذوقها الفني الأوروبي.. كانت منفتحة على ثقافته بشكل أكبر، وليس على الشرق عموما. هذا الموقف المسبق، سرعان ما سيغدو في خبر كان بمجرد دخولها إلى القاهرة عام 2000 وهي لم تتجاوز عامها العشرين.

منذ ذاك التاريخ لم تغادرها وماتزال مستقرة بها ليومنا هذا.

في موضوع وضعية المرأة في العالم العربي، سجلت بطلة مسلسل «عايزة أتجوز» أن الفنانات دائما ما يوضعن في الواجهة كجبهة دفاعية للذود عن بنات جنسهن مع أن قضيتها قضية كونية، كما قالت، وتستغرب من فكر سائد، يضع النساء العربيات في سلة واحدة، كما لو أنهن نسخة مكررة، مع أن ثمة فروقات واختلافات بينهن. «المرأة العربية الشرقية موسومة عندنا  مجرد جسد يمشي»، تضيف هند صبري.

وطالبت بطلة فيلم «بنات وسط البلد» بالكف عن استخدام المرأة في الشاشة العربية كموضوع وجسد، بعيدا عن طرح أحاسيسها والحديث عن أمورها الشخصية، مرجعة السبب وراء هذا الواقع إلى ما طرحته الفنانة فرحاني  التدرع بمفهوم الحفاظ على الشرف، وهي تتفق معها.

«أنا ضد الكوطا».. بهذا عبرت بطلة فيلم «موسم الرجال» عن موقفها الرافض لما يعرف بالكوطا أو التمييز الإيجابي لفائدة المرأة.. فهي لم تستسغ كما أكدت هذا المنطق منذ بداية تداوله، وتراه لا يستقيم مع حقيقة الواقع. ´قد تجد رجالا لهم حساسيات نسائية أكثر من النساء والعكس صحيح»، توضح الفنانة التونسية.

تواصل بطلة فيلم «مذكرات مراهقة» هجومها على الكوطا من منطلق أنها تتعارض مع ما تتطلبه الحرية من شروط. وفي المقابل تطالب بالعدالة،  لتمكين النساء كما الرجال من الوصول إلى مصادر التمويل لإخراج أفلامهم، إذ كشفت أن الأرقام صادمة في هذا الباب، وتكرس هيمنة العقلية الذكورية «قرأت إحصائيات أن المنتجين وممولي السينما يعطون الأسبقية للرجال أكثر من النساء وهذا كارثي. لنا الحق في الوصول إلى مصادر التمويل.. أمر محزن أن يكون واقعنا هكذا ماضويا ونحن نعيش في القرن 21»، تقول هند.

ساقت عفوية الحوار إلى الانتقال من موضوع إلى آخر، حتى انتهى بالمتحاورين إلى طرح موضوع اللعب. النجمة فرحاني كانت المبادرة لإثارته، وعبرت من خلال رأيها أن اللعب يظل عنصرا مهما وحيويا، يتيح الحفاظ على الشباب: «ألا نقول بأن الحياة لعب ولهو ونحن في إيران نطلق حتى على  المضاجعة لعبا» تقول فرحاني.

هند صبري صارت معها في الاتجاه نفسه، معتبرة أن اللعب قضية جادة. «نحن نعاني لأننا لا نلعب.. لا ينبغي أن نحمل الحياة على محمل الجد في جميع الأحوال. ففي النهاية ينتظرنا مصير حتمي واحد ألا وهو الموت»؟ تختم بطلة فيلم «الفيل الأزرق 2».