مجتمع

ضحاياه طفلات في السابعة.. العقليات تحول دون القضاء على تزويج القاصرات في المغرب

سكينة بنزين الاثنين 09 ديسمبر 2019
Screenshot_٢٠١٩١٢٠٩-١١٠٣٥٤
Screenshot_٢٠١٩١٢٠٩-١١٠٣٥٤

AHDATH.INFO

"كنا نعتقد أن تزويج القاصرات يقتصر على الفتيات في سن 13 وما فوق، إلى أن وقفنا في دراسة ميدانية داخل ايملشيل أن تزويج الأطفال يبدأ من سن سبع سنوات" تقول نجاة ايخيش خلال تقديمها لنتائج دراسة ميدانية لجمعية "يطو" خلال اللقاء الذي نظمته وكالات الأمم المتحدة، بتعاون مع سفارة بلجيكا،  المقام في إطار حملة16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات،  بالرباط اليوم صباح اليوم الاثنين 07 دجنبر.

اللقاء الذي عرف حضور  ممثلات عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي و رئاسة النيابة العامة و منظمات المجتمع المدني ، للحديث عن السبل الكفيلة بتقوية الترافع والالتزام بالقضاء عليه عرف تقديم مداخلات سلطت الضوء على التداعيات الصحية والاجتماعية لتزويج القاصرات الذي اعتبرته المتحدثة باسم جمعية يطو أنه أقرب ما يكون للبيدوفوليا الذي يجب وقفه بعقوبات.

من جهتها أوضحت ممثلة النيابة العامة باللقاء، أن هناك عقبات كثيرة تحيط بالظاهرة مما استدعى إصدار دورية للنيابة العامة لضمان عدم المساس بمصالح الطفل، إلى جانب تعزيز النقاش مع باقي الفاعلين لتطويق الظاهرة التي تحركها أسباب اجتماعية، ثقافية، دينية جيد القاضي نفسه آخر المتعاملين مع نتائجها حين تعرض عليه ملفات زواج.

وللوقوف أكثر على الظاهرة، تعكف النيابة العامة حاليا على إعداد دراسة تشخيصية حول الجوانب القضائية المرتبطة بظاهرة تزويج الأطفال والآثار المترتبة على هذا الزواج في الجانب القضائي كالطلاق، التعنيف،الطرد من بيت الزوجية، الاختصاص المكاني ...

ممثلات الجمعيات المهتمة بالظاهرة، استعرضن بلغة الأرقام حجم الأذى الذي تسببه هذه الزيجات التي عرفت ارتفاعا رغم حملات التحسيس واستعراض الأخطار التي تحيط بزواج القاصرات،  حيث ارتفع معدل هذه الزيجات من 7 % سنة 2004 إلى 12 %سنة 2013.  ليصل عدد طلبات زواج الأطفال إلى  32104 سنة 2018, والتي تم  قبول 85 في المائة منها.

كما أشارت  المعطيات الواردة في المسح الوطني حول السكان وصحة الأسرة لسنة 2018 إلى أنّ 16.7 % من النساء اللائي تمّ استجوابهن كنّ قد تزوّجن قبل سن 18، لتكشف شهاداتهن أن الأمر كان قسريا، وأن اغلبهن لا يعي معني الزواج ولا المسؤولية، و يجهلن كيفية التربية، والتربية الجنسية.

واجمع الحاضرون على ضرورة التصدي للظاهرة من خلال حملات تحسيسية تغير وعي الفئات الهشة وسكان البوادي، لمحاربة العقليات التي ترى في بيت الزوجية المكان الطبيعي للقاصرات، مع وضع قوانين تقطع الطريق على الظاهرة بعيدا عن فتح قوس الاستثناءات التي سمحت بتنامي الظاهرة التي تحرم الطفلات من الدراسة، والحق في الصحة، والحق في اللعب.