اقتصاد

الدورة الثانية لقرية المغرب تنجح في الترويج لصورة المملكة في أبيدجان

أبيدجان :حسن بن جوا الثلاثاء 10 ديسمبر 2019
0-7
0-7

AHDATH.INFO

احتضن قصر الثقافة بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، على مدى أربعة أيام، تظاهرة قرية المغرب التي قدمت المملكة في بعدها الثقافي للإيفواريين للضيوف والزوار.

وشهدت أيام الحدث إقبالا مهما من قبل أبناء أبيدجان وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالبلد، وذلك من أجل اكتشاف مختلف مظاهر الثقافة المغربية من مطبخ وصناعة تقليدية وأزياء وموسيقى، إضافة إلى مختلف تمظهرات الحضارة المغربية في علاقتها بجذورها الإفريقية الأصيلة التي تتقاسمها المملكة مع أسرتها الإفريقية، والتي تكرست بشكل خاص وشهدت دينامية جديدة منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في يناير من سنة 2017.

وبلغت قرية المغرب نضجها، بعد أن تمكنت من رفع التحدي في التحول إلى منصة ثقافية لتسويق صورة المغرب في الخارج. قرية المغرب، وبعد الدورة الأولى التي احتضنتها أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية، تكسب الرهان في دورتها الثانية بالقارة السمراء وتحديدا بأبيدجان بالكوت ديفوار.

الكوت ديفوار والمغرب، حكاية عشق متبادل بين الشعبين ترسخت وتوطدت أواصره منذ عقود كثيرة. المملكة والجمهورية الإيفوارية مثال للتعاون الوثيق.

وهذا هو التوجه الذي اختار مساره الملك محمد السادس خلال كل رحلاته التي كان يقوم بها لهذا البلد، إيمانا من جلالته وكما قال في أحد خطبه إن «إفريقيا يجب أن تثق في إفريقيا».

وقد أصبح هذا الأمر مطلبا ملحا اليوم لكي تكسب إفريقيا رهان التنمية الحقيقية والصادقة والمبنية على تضافر الجهود للرقي بالإنسان، وخلق الثروات في قارة تزخر وتختزن ثروات طبيعية وبشرية واعدة سيكون لها ما لها في المستقبل.

ضمن هذه الفلسفة وهذا التوجه والرؤية الملكية، اختارت رئيسة لجنة تنظيم قرية المغرب، بهية بنخار، وفريقها في مؤسسة «مسك استراتيجي»، أن تعيد الكرة وتنطلق جنوبا وتحديدا نحو الكوت ديفوار لتنظيم التظاهرة في دورتها الثانية.

وفي هذا السياق، قالت بهيبة بنخار إن اختيار الكوت ديفورا لاحتضان النسخة الثانية من هذا الحدث الثقافي، لم يكن اعتباطيا ولم يأت من محض الصدفة، بل تقول، أملاه ما يجمع بين البلدين من روابط تاريخية إنسانية وثقافية واقتصادية وسياسية تمتد لعقود طويلة. واعتبرت بنخار أن الإشعاع المغربي في الكوت ديفوار عرف خلال السنوات الماضية طفرة كبيرة قادها جلالة الملك، الذي اختار أن يجعل من هذا البلد واحدا من أهم شركاء المملكة على مستويات عدة شملت مختلف الميادين، والتي أثمرت مجموعة من مشاريع التعاون التي يشهد عليها الإيفواريون اليوم واقعا يتحقق.

وأوضحت بهية بنخار أن مشروع قرية المغرب يجوب العالم ويعطي الإشعاع المطلوب للمملكة. وقد تمكن منذ اليوم الأول من تحقيق الأهداف المسطرة، وذلك بفضل العمل الذي يقوم به الفريق المكلف بالتنظيم، وأيضا، تضيف بنخار، بفضل الانخراط اللامشروط لمجموعة من الشركاء الذين احتضنوا القرية من البداية كالوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات والوكالة المغربية للتعاون الدولي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وباقي الشركاء الآخرين الذين يدعمون القرية .

الجديد في تظاهرة هذا العام هو التحاق مجموعة من الفاعلين المغاربة في مجالات مختلفة بهذا المشروع، إضافة إلى فاعلين آخرين من الكوت ديفوار عموميين وخواص. الفكرة في قرية المغرب هي الترويج للمغرب وروافده على مختلف الأصعدة، ثقافية واقتصادية، وإبراز تراثه المادي واللامادي وكل ما من شأنه أن يقرب المملكة من الآخر.

وقد ضمت القرية رواقا يبرز فن العيش المغربي، والمطبخ المغربي. وقد راهنت دورة هذا العام على شريك له مرجعيته في المغرب وفي الخارج. يتعلق الأمر بمجموعة رحال سفيرة المطبخ المغربي، التي أشرفت على تفاصيل حفل الافتتاح من خلال مختلف الأطباق المغربية التي تم إعدادها، والتي نالت إعجاب الحضور خاصة الإيفواريين لتصل رسالة القرية الرامية إلى جعل زائر القرية ينبهر ويعجب بما تبدعه يد الطباخ المغربي الذي جابت نكهاته العالم.

الصناعة التقليدية كانت حاضرة بدورها، من خلال فاعل مغربي في الصناعة التقليدية، والذي قدم المعمار المغربي من زليج وزخرفة أثثت بها فضاء القرية. ورواق آخر خصص بالمؤسسات المغربية والشركات الخاصة لعرض منتجاتهم، وتقديم مختلف الشروحات حول مجال اشتغالهم. فيما تم فرد الرواق الثالث والأخير لعقد الندوات المؤسساتية، منها ندوة الافتتاح التي حضرها كل من سفير المغرب بأبيدجان عبد الملك الكتاني، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة نزهة بوشارب، إضافة إلى وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، مساعد الناطق باسم الحكومة الإيفوارية آن ديزيري أولوتو.

حضور هذه الوزيرة في قرية المغرب تعبير آخر عن الاهتمام الحكومي الإيفواري بكل ما يقام على أرضها، والمتعلق بالمغرب وإشارة قوية على مستوى العلاقات بين البلدين. هي كذلك لأن القطاع الذي تشرف عليه المسؤولة الإيفوارية يشهد على انبثاق مشروع بيئي إيكولوجي يتعلق الأمر بمشروع تثمين خليج كوكودي، الذي كان أعطى انطلاقته جلالة الملك سنة 2015.

هذا المشروع الذي يشكل نموذجا مثاليا للتعاون جنوب- جنوب بين المغرب والكوت ديفوار، والذي حقق نجاحا كبيرا، وذلك بفضل روابط الصداقة والأخوة المتينة التي تجمع البلدين. كما أن هذا المشروع وضع من خلاله المغرب تجربته وخبرته في مجال تطوير المشاريع السياحية والحضرية المستدامة رهن إشارة الكوت ديفوار. وتم، في هذا السياق، تقديم عرض حول تقدم الأشغال بمشروع خليج كوكودي من قبل شركة مسؤولي «مارشيكا ميد».