مجتمع

"المحاربة رجاء " تغادر الحياة قبل إحداث "صندوق مكافحة السرطان"

سكينة بنزين الثلاثاء 07 يناير 2020
1
1

AHDATH.INFO

بعد معركة لم تكن عادلة منذ البداية، رحلت رجاء، أو المحاربة كما كانت تحب أن تصف نفسها، بعد أن أنهكتها حصص العلاج وتبخر آخر أمل في العلاج من مرض السرطان، لتخلف جوا من الحزن بين معارفها، وباقي المحاربات داخل مختلف المدن المغربية، بعد أن كانت سباقة لحمل شعار "مبغيناش نموتو بالسرطان".

 

صورة الراحلة رجاء مرفقة بشاهد قبرها

رجاء توفيت في النهاية بالسرطان، قبل أن تسمع ردا على رسالتها الموجهة لرئيس الحكومة و وزير الصحة، من أجل تقديم المساعدة لمريضات السرطان، لإعفائهن من المعاناة المادية والنفسية بسبب ارتفاع كلفة العلاج، وطول فترة الانتظار، وصعوبات التنقل ... وهي الرسالة التي لقيت تعاطفا كبيرا، لتتحول فيما بعد إلى عريضة موجهة إلى رئيس الحكومة، للمطالبة بإحداث "صندوق مكافحة السرطان"، لدعم علاج مرضى السرطان، وفقا للفصل 15 من الدستور والقانون التنظيمي 44/14 المتعلق بالعرائض الوطنية.

 

صورة تركيبية لرجاء خلال مختلف مراحل مرضها

وخلال رثاء رجاء، وجهت صديقاتها نفس الانتقادات للتماطل واللامبالاة التي يتم بها التعامل مع الحالات المستعجلة، "لا سامح الله كل من ماطل في علاجها وعلاج كل مرضى السرطان، كيف يعقل غياب أدوية لمرض خطير بالأشهر" تقول إحدى الصديقات.

وكانت رسالة رجاء المؤثرة الموجهة لرئيس الحكومة و وزير الصحة، قد سلطت الضوء على معاناة مريضات السرطان، بعد أن طالبتهما بالتدخل لاتخاذ إجراءات عملية للحد من المعاناة التي يختلط فيها الألم المادي بالمعنوي لنساء أنهكن المرض والانتظار، والتماطل، ولامبالاة المسؤولين المستهترين بأرواح المرضى من خلال وضع مواعيد قد تصل لستة أشهر، لمريض يحصي مرارة ألمه بالدقائق، وهو ما يعني للمريضات شيئا واحدا " حين يطلبون منك العودة بعد 6 أشهر، هم يطلبون منك أن تموت على مهل داخل بيتك". تقول رجاء.

الراحلة طالبت بالتعامل مع مرضى السرطان كوضع استثنائي، حتى يتمكن من مواجهة الألم بعيدا عن المنغصات الإضافية، كالتنقل والانتظار، والتماطل، وغياب أماكن الإيواء، من خلال تدابير عملية تجعل المريضات يواجهن ألمهن البدني بعيدا عن الظروف غير الإنسانية التي تزيد ألمهن النفسي .. "يكفي من المعاناة، عاونونا  نواجهو  مرضنا"

وعن العبء المادي الكبير الذي لا يمكن للعديد من المريضات تحمله، قالت رجاء أن الحصة الواحدة تصل إلى 3000 درهم، وأحيانا حتى لو توفر المبلغ لا يتوفر الدواء، ولو توفر لمرة أو مرتين، يصعب تأمينه طيلة فترة العلاج، خاصة أن المريضات قد يحتجن إلى 18 حصة، وكل توقف للعلاج بسبب غياب الامكانيات يعني البداية من الصفر.

وقد كان فيديو رجاء سببا في إخراج معاناة مرضى السرطان، من قاعات الانتظار داخل مستشفيات تفتقر لظروف استقبال إنسانية تراعي حساسية هذا المرض، إلى فضاء النقاش على مواقع التواصل، قبل أن يصل من جديد إلى قبة البرلمان،  بعد أن وجه البرلماني عادل بركات، لوزير الصحة "خالد آيت طالب"، حول طول المواعيد داخل المستشفيات خاصة المرتبطة بمرضى السرطان، الذي أوضح أن هناك توجها نحو اعتبار السرطان ليس مرضا عاديا، لذلك يتطلب وضعه في خانة الاستثناء لتمكين المرضى من تعجيل المواعيد بدل الانتظار، بعد أن أشار أن "هناك دول ينتظر المريض عامين أو أكثر لإجراء عملية بسيطة !!»