مجتمع

اهتمام كبار السن بالفنون يطيل أعمارهم

وكالات الأربعاء 15 يناير 2020
a_7
a_7

AHDATH.INFO

تشير دراسة أجريت في إنجلترا إلى أن كبار السن الذين يتردّدون على المعارض الفنية والمتاحف ويحضرون العروض المسرحية والحفلات الموسيقية قد يعيشون أطول من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.

وحتى بعد حساب مجموعة واسعة من العوامل الصحية والاجتماعية الأخرى، وجد باحثون من كلية لندن أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما ويقبلون على متابعة الأنشطة الفنية كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 31 بالمئة خلال متابعة استمرت 14 عاما مقارنة بأقرانهم الذين لا يعطون أهمية كبيرة للفنون.

وقالت ديزي فانكورت أستاذة مساعدة في علم النفس وعلم الأوبئة في كلية لندن “إن هذه النتائج تدعم التحليلات الإحصائية السابقة والأبحاث الأنثروبولوجية التي تشير إلى احتمال وجود فوائد للفنون مع التقدم في العمر”.

وكتب الباحثون في الدورية الطبية البريطانية أن نتائج الدراسة تتسق مع الأبحاث السابقة التي أشارت إلى أن الفنون قد تساعد في إطالة العمر من خلال تحسين الصحة العقلية وتعزيز العلاقات الاجتماعية والنشاط البدني وتقليل الشعور بالوحدة.

وأوضحت دراسة بريطانية أن المحافظة على العلاقات الاجتماعية والتواصل المستمر مع الأقارب والأصدقاء، له تأثير إيجابي على صحة الإنسان وإطالة العمر وتأخّر الشيخوخة.

وقال الباحثون القائمون على الدراسة إن الأشخاص الذين اعتادوا لقاء أصدقائهم مرة في الأسبوع على الأقل، تقل لديهم أعراض الشيخوخة وتدهور الصحة، ويتمتعون بصحة جيدة مقارنة بغيرهم.

وأضاف الباحثون أن كبار السن الذين يحرصون طيلة حياتهم على القيام ببعض النشاطات الاجتماعية تكون صحتهم أفضل بنسبة 73 بالمئة. وأشاروا إلى أهمية العلاقات الاجتماعية والحياة المليئة بالنشاطات، حيث تساعد في حماية الأشخاص من تدهور الصحة وزيادة أعراض الشيخوخة وتمنحهم السعادة بقدر أكبر.

كما نشرت دورية علم الأوبئة والصحة العامة دراسة عن كيفية تأثير مجموعة من العوامل الاجتماعية والصحية وأنماط الحياة على معدلات البقاء على قيد الحياة لأكثر من 1500 شخص تجاوزت أعمارهم السبعين عاما.

وخلص الباحثون إلى أن الاتصال الوثيق بالأطفال والأقارب كان له تأثير طفيف على معدلات البقاء على قيد الحياة على مدى عقد من الزمان. لكن كبار السن الذين يتمتعون بأقوى شبكة من الأصدقاء والرفاق تزيد الاحتمالات الإحصائية لبقائهم على قيد الحياة لدى انتهاء الدراسة من ذوي شبكات الأصدقاء الأقل قوة.

واستمد فريق البحث البيانات من “الدراسة الأسترالية المتابعة للشيخوخة” التي بدأت عام 1992 في أديليد بجنوب أستراليا.

وكجزء من الدراسة، سئل المشاركون عن كم الاتصالات الشخصية والهاتفية التي أجروها مع شبكات اجتماعية مختلفة، تشمل الأطفال والأقارب والأصدقاء.

ثم تابع فريق البحث معدلات بقاء المشاركين على قيد الحياة على مدى العقد التالي، وذلك بالسؤال عنهم بعد أربعة أعوام، ثم بعد كل ثلاث سنوات.

وبعد مقارنة تأثير متغيرات الصحة وأنماط الحياة، وجد الباحثون أن احتمالات الوفاة على مدى العقد التالي قلت بنسبة 22 بالمئة لدى من يتمتّعون بصداقات وبعلاقات اجتماعية قوية ممن صداقاتهم أقل قوة.

وبدا ذلك صحيحا حتى لدى الأشخاص الذين يمرون بتغيّرات كبيرة مثل وفاة الزوج أو الزوجة أو عضو قريب من العائلة، أو انتقال الأصدقاء إلى أماكن أخرى من البلاد.

وكشفت دراسة أجراها مؤخرا ويليام جيه تشوبيك، أستاذ علم النفس في جامعة «ميتشيجان» الأمريكية، أن الصداقة هي أهم عامل للحفاظ على سلامة وصحة الإنسان عند التقدم في السن.

قد أثبتت الدراسة خطأ الافتراضات التي يعتقدها كثير من الناس بأن الروابط الأسرية القوية لها التأثير الأكبر على السلامة والصحة في سن الشيخوخة مقارنة بالصداقة، وأنه إذا لم يكن لدى الشخص عائلة كبيرة، فإنه من المحتمل أن ينتهي وحيداً ومريضا.ً