السياسة

في أول زيارة لها بعد تعيينها.. وزيرة الخارجية الإسبانية في المغرب الإثنين القادم

بايوسف عبد الغني السبت 18 يناير 2020
spain
spain

Ahdath.info

في أول زيارة لها خارج إسبانيا منذ تعيينها على رأس الدبلوماسية، من المنتظر أن تحل وزير الخارجية الإسبانية «أرتشا غونزاليس» بالمغرب الإثنين القادم.

أهم الملفات على طاولة المحادثات بينها ونظيرها المغربي ناصر بوريطة، ستكون العلاقات الثنائية بين البلدين وفي مقدمتها قضايا الإرهاب  والتطرف ومحاربة كل أشكال الجريمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى موضوع ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وقد شكلت العلاقات الاستراتيجية وخاصة الأمنية إلى جانب العلاقات الاقتصادية والمالية والثقافية بين مدريد والرباط، أولويات أساسية وتابثة في السياسة الخارجية  للدولتين، حيث بلغ التعاون المغربي مع إسبانيا إلى مستويات عالية من التنسيق والتعاون المتبادل سواء لمحاربة ومحاصرة التهديدات الإرهابية أو مواجهة تنامي وتصاعد الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

ويأتي ذلك في ظل ظروف دولية وإقليمية يعيشها العالم تميزت بتنامي التطرف والإرهاب الذي ضرب العديد من الدول، في مقدمتها إسبانيا الحليف الاستراتيجي للمغرب.

ولعل هذه التوابث في سياسة المغرب وإسبانيا رغم التناوب بين من يحكم في إسبانيا أهو اليسار أم اليمين، هي ما أعطت دوما تلك الدينامية في العلاقات بين البلدين، ودفعت بتوثيقها وتطويرها وفق منظور استرتيجي ظل يتجاوز الخلافات الظرفية أو الشد والجذب، التي تبرز أحيانا على سطح العلاقات بين البلدين.

رغم أن استراتيجية  إسبانيا اتجاه العلاقة مع المغرب خاصة في مجال الأمن، حكمها دائما منظورها ضمن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي اتجاه بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، أو ضمن مجموعة خمسة زائد خمسة التي تضم فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومالطا عن الجانب الأوروبي، والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريطنيا عن الجانب المغاربي.

إلا أنه رغم ذلك ظلت مدريد تراهن في تعاونها الثنائى مع المغرب في المجال الاستراتيجي على التنسيق والتشاور الدائم بين البلدين خاصة في مايتعلق بموضوع الارهاب، والذي كان دائما أحد البنود الرئيسية في علاقات البلدين بالنظر للمخاوف التي ظلت تبديها مدريد وباقي بلدان الاتحاد الأوروبي من تنفيذ جماعات إرهابية عمليات على أراضيها وخاصة من قبل المغاربة المنظوين أو المتعاطفين ضمن تنظيم داعش.

منذ سنتين من الآن وفي خطاب ألقاه العاهل الإسباني «فيليب السادس» في البرلمان الإسباني «الكورتيس»، قال إن «الحرب التي يخوضها المغرب ضد الإرهاب هي حرب إسبانيا أيضا، والعكس صحيح».

هذ التصريح من قبل  العاهل الإسباني لم يكن مجرد حبر على ورق، بل كان إعادة تأكيد عملي علىالتعاون والتنسيق الأمني الذي ظل مستمرا بين مدريد والرباط، من خلال آليات تبادل المعلومات والخبرات بين الجانبين.

لكن قبل هذا التاريخ كان التعاون بين المغرب وإسبانيا على مستوى الأمن، يتم من خلال اللجنة المشتركة للتعاون التي تجتمع دوريا في مدريد أو الرباط، والتي تم إنشاؤها بموجب أول اتفاقية شاملة للتعاون في هذا المجال بين البلدين، وهمت مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وأساسا الاتجار في المخدرات والبشر وتبييض الأموال والهجرة غير الشرعية.

ففي مجال مكافحة الإرهاب، ظل التنسيق بين  إسبانيا والمغرب متواصلا، وازداد قوة خاصة في السنتين الأخيرتين، ارتباطا بالتطورات المتسارعة في سوريا والعراق، إضافة إلىالتهديدات الإرهابية المتربصة بالبلدين، ودليل ذلك العشرات الخلايا الإرهابية التي فككها البلدان بتعاون وتنسيق بين أجهزتهما الأمنية ولاستخباراتية.

أما آليات التنسيق بين الرباط ومدريد، فتتعلق بتبادل المعلومات عن الجماعات الإرهابية وأعضاء هذه الجماعات، ممن يعتزمون أو ارتكبوا أعمالا إرهابية على تراب أحد الطرفين، والتي تمس مصالح الطرف الآخر.