مجتمع

الكاتب العام لمجلس مغربيات العالم:نحن المغربيات لا نحتاج إلى تحسين صورتنا في أذهان الغير

سكينة بنزين الخميس 23 يناير 2020
Capture
Capture

AHDATH.INFO - حاورتها سكينة بنزين

في سيرتها مسارات مختلفة. سيدة تجمع بين التخصص في الاقتصاد وكل ما هو فني، أمال اليحياوي تحمل صفة باحث استثمار في الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية بقطر، وهي في نفس الوقت شاعرة وفنانة تشكيلية تلون يومياتها باهتمامات وأنشطة تحاول أن تبقي على خيط رفيع يربطها دائما ببلدها الأم المغرب.

أمال حاصلة على عدد من الشهادات الدولية  في مجال الإدارة، و التواصل، الاستثمار، إدارة المال و الأعمال والنظام البنكي، وباحثة أيضا في مجال المرأة والهجرة والأمثال الشعبية، وغيرها من التخصصات التي تغري بالتقرب منها أكثر، للتعرف عليها، ومن خلالها على المغربيات في بلدان المهجر، وتحديدا في قطر حيث تقيم منذ 14 سنة، وهو ما أهلها لأن تكون على رأس اللجنة النسائية في رابطة الجالية المغربية بقطر، وعضو اللجنة التنفيذية لصالون البنفسج  الأدبي الثقافي بنفس الدولة، إلى جانب كونها الكاتب العام لمجلس مغربيات العالم.

 

في البداية،هل يمكنك الحديث عن الظروف التي جعلتك تختارين الهجرة؟

لم أختر لا الهجرة ولا قطر بل هما اختاراني أولا، لأختارهما فيما بعد.

كانت هجرتي إلى قطر وليدة صدفة غير مدروسة تلاها قرار، سعيا لاكتساب خبرة دولية لفترة محدودة تحولت إلى أكثر من 14 سنة لحد يومنا هذا .

هل من السهل على المرأة المغربية تقديم صورة إيجابية عن بلدها عموما وعن النساء خصوصا في ظل بعض الصور النمطية التي يتم الترويج لها؟

ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا كذلك. واسمحي لي أن أقول لك أنني لا أريد ولم أهدف يوما لتقديم صورة إيجابية عن بلدي وعن نساء بلدي لأن صورتنا في الأصل إيجابية لكن لم ترسل بالشكل اللائق بسبب بعض المراسلين الغير أكفاء والذين تنعدم فيهم الأمانة والوطنية.

اليحياوي خلال مشاركتها فعاليات معرض الكتاب بقطر

أنا دائما أقولها وأعيدها، نحن المغربيات لا نحتاج إلى تحسين صورتنا في أذهان الغير بل تصحيحها فقط. الصور النمطية موجودة وستبقى لأن الحياة فيها الخير والشر معا؛ إننا أمام أمر واقع وأمامنا خياران اثنان: إما أن نكافح حتى يضمحل هذا الواقع شيئا فشيئا ويختفي من الوجود ويحل محله الواقع المرجو، أو الاستسلام له عبر التهرب والتنصل من المسؤولية الوطنية أو عبر ترسيخه بالإسهام فيما يعززه.

إن تصحيح صورة المرأة المغربية أعتبرها مسؤولية ومهمة وطنية.

هل لك أن تقربينا من فكرة مجلس مغربيات العالم والهدف منه؟

مجلس مغربيات العالم هو إطار نسائي دولي معترف به حسب القانون الدولي ومسجل في ألمانيا. يسعى إلى تعزيز قيم روح التسامح الدولي والحوار الثقافي بين الحضارات، إبراز صورة المغرب والمرأة المغربية الحقيقية، المساهمة في نشر قيم الهوية والثقافة المغربية مع الإنفتاح على القيم الكونية وكذلك تعميق التواصل والتفاهم ما بين مغربيات العالم وباقي الجنسيات الأخرى.

المجلس تأسس سنة 2015 من طرف مغربيات مقيمات في المهجر والوطن الأم، منطلقا من فكرة أن المرأة كائن كوني والمجلس لا يقتصر على المرأة المغربية فقط ويقصي الرجل بل يؤمن أن الرجل والمرأة كلاهما جاء برسالة إلى هذا العالم ويكملان بعضهما البعض.

 بما أنك باحثة في مجال الثقافات، إلى أي حد تمكنت أناقة المرأة المغربية من تقديم صورة عن عراقة المغرب الثقافية عبر الزي الذي أقبلت عليه نساء الخليج؟

الأناقة أولا هي أناقة الفكر والسلوك ولا يمكن لأي شخص، رجل كان أم امرأة، أن ينشر ثقافة وعراقة بلده إن لم يكن أنيقا في فكره؛ الإنسان يميل لا شعوريا إلى الإنطباع الأول و الإرتسامات الأولى التي يولدها عنده الآخر وبالتالي، أناقتي الفكرية هي التي ستجعل الناس تثق وتحب وتركز في أناقتي الخارجية. الزي المغربي، في رأيي الخاص المتواضع، لا يحتاج إلينا الآن أكثر مما نحن نحتاج إليه. الزي المغربي أثبت نفسه في العالم بأسره وهو ينافس بكل ثقة وعزة وصدارة الموضة العالمية وجميع نساء العالم وأشهرهن يتهافتن عليه؛ إننا نحن المغربيات الآن من نحتاج إلى الزي المغربي لأنه هويتنا؛ ففي اعتقادي الخاص، إن أنا لبست الزي المغربي فإنني حملت جوازي وتلحفت بعلم وطني الغالي وكتبت على جبيني أنا مغربية؛ وهنا أعود إلى الأناقة الفكرية من جديد: هل أنا أهل لارتداء هويتي وتمثيلها خير تمثيل؟؟؟

 

خلال نشاط لمجلس مغربيات العالم

الموضوع بالنسبة إلى هو فلسفي أكثر من كونه "زي أنيق أو موضة أو جمال".... لكن ردا على سؤالك سيدتي، الزي المغربي هنا في الخليج عموما وفي قطر على وجه الخصوص، هو رمز الرقي والنخوة والحشمة والفخامة وكل معاني الجمال والأنوثة وأنا، ومن خلال بحثي المستمر في الثقافات والثقافات المغربية تحديدا، أسهمت في نشره على الأقل عبر التزامي الشديد بارتدائه في كل المناسبات بدون استثناء ودائما ألاحظ شغفا وفضولا مستحبا في عين كل من تراه، وأحرص على أن أقدم شروحا مستوفية وشاملة لكل من سألت عن الزي أو عن تفاصيله التي يبدعها عقل ويد "المعلم" المغربي. ي

انطلاقا من مشاركتك الثقافية ، ما هي بصمة المرأة المغربية في الحقل الإبداعي والأدبي داخل قطر؟

يجب علي أولا أن أشكر المرأة المغربية على المكانة التي وصلتها في شتى المجالات وعلى كل ما تساهم به وتضحي به من أجل سمعتها وأسرتها والبلد الذي تمثله والمجتمع الذي تعيش فيه، فلها بصمتها ولها صيتها ولكنني أرى أن حضورها في الحقل الإبداعي والثقافي تحديدا هنا في قطر لا زال بسيطا وأتمنى أن أراه أكبر إيمانا بأن الثقافة هي مفتاح، إن نحن متمكنات منها وأمينات عليها، أدخلتنا إلى العالم من بابه الواسع وفتحت لنا كل الآفاق حتى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية و.... ومن خلال مشاركاتي في الفعاليات والأنشطة الثقافية سواء في المعارض الفنية والأدبية أو الأمسيات الشعرية أو الجلسات الثقافية أو الموائد المستديرة أو.... أحاول أن أفرض مغربيتي بكل ذكاء وترفع لأن البصمة والهوية عموما يحتاجان إلى إستراتيجية أساسها تمييز شعرة رقيقة قد تنزلك من خانة العزة والسيادة إلى حفرة الازدراء والتبعية.

 

رفقة سفيرة المغرب في صوفيا "زكية الميداوي" خلال تتويجها بنجمة الديبلوماسية المثقفة

وللأمانة، أحب أن أذكر أن الكاتبات والمثقفات المغربيات اللواتي لم يغادرن المغرب، أعمالهن وإبداعاتهن وإنتاجاتهن الفكرية أوصلتهن هنا ولهن حضور قوي في الساحة الثقافية وكبار المثقفين القطريين يشيدون بأعمالهن وأسمائهن ومن خلالك سيدتي أحب أن أقول لهن "شكراً"