ثقافة وفن

المغرب والجزائر في القمة الإفريقية.. الفعل وردة الفعل

مجيد حشادي الثلاثاء 11 فبراير 2020
summitafricancop22
summitafricancop22

AHDATH.INFO

في الوقت الذي قدم فيه المغرب، من خلال مشاركته في القمة الإفريقية، تفاصيل تقرير جلالة الملك بخصوص مرصد الهجرة الإفريقي، وتصورات جلالته حول الطريقة المثلى لمعالجة هذا المشكل الذي يؤرق بلدان القارة السمراء، كانت الجزائر، وعبر رئيسها تبون، تسعى للعودة لإفريقيا، لكن عبر بوابة نفس الخطابات التي ظل النظام الجزائري يرددها منذ عقود خلت.

مابين الفعل ورد الفعل، كان السلوك المغربي والسلوك الجزائري يتباينان.. مابين المغرب الذي يسعى لتقديم خبرته وتجربته لبلدان القارة من أجل وشعوبها من أجل محاربة قضية الهجرة التي تجهز سنويا على ملايين الأفارقة، ومابين الجزائر، التي لاتزال تردد أنها تسطتيع أن تدفع الأموال بسخاء من أجل إعطاء "الصحراويين الحق في تقرير مصيرهم"!

ذهب الوفد المغربي للقمة الإفريقية، وفي جعبته المخطط المدروس، بتفاصيل دقيقة، والكفيل بتطبيقه، أن يساعد بشكل كبير في يحد من هذه الآفة التي لاتساعد فقط على الموت، بل أيضا تقضي على فرص الاستقرار والتنمية، وتساعد على استغلال حاجة سكان القارة الفقراء، في الدفع بهم في آتون الحروب التي تدار بالوكالة، هنا وهناك.

كان تقرير جلالة الملك واضحا وصريحا، وهو يحدد مشكل الداء، ويقترح الحلول التي من شأنها أن تنمي دول القارة، من خلال تحديد مشاكل الهجرة التي تتعدى حدود الفقر، إلى مشاكل ترتبط بالتغيرات المناخية والتي تساهم في تهجير السكان من أراضيهم، وتهدد مستقبل القارة، بل الكرة الأرضية مستقبلا، إذا لم يتم وضع قيد التنفيذ آليات العلاج منذ الآن قبل أن يستفحل الوضع.

وبينما ذهب المغرب بهذا التصور الذي يشكل فعلا لمايمكن أن يخدم القارة، ذهب الوفد الجزائري، برد فعل، هو أقرب للهذيان، يعلن أنه جاء للعودة لأحضان القارة، ليس بمشاريع وقرارات حقيقية، بل بدفتر شيكات مستعد أن يقدمها لمن يساعده في الإضرار بمصلحة المغرب فقط، ولاشيء بعد ذلك يهم.

ومرة أخرى يتأكد أن تبون هو بوتفليقة هو كل من سبقوه.. وأن النظام الذي ظل لعقود يبني عقيدته على العداء المستحكم ضد المغرب، لايزال يسود بلاد الشهداء، ومستعد أن ينفق المزيد من المليارات من قوت الشعب الجزائري، فقط إمعانا في معاداة المغرب.

النقطة الثانية التي حملها تبون في حقيبته، هي الملف الليبي، ومرة أخرى لم يكن هدفه هو خدمة القضية الليبية، بل فقط ضرب اتفاق الصخيرات، ولو على حساب الشعب الليبي وقضيته، مؤكدا من جديد أنه النظام الجزائري، لايستطيع أن يقود فعلا حقيقيا في أي ملف، وأن كل قراراته هي ردة فعل ليس إلا!!!