ثقافة وفن

فيديو صادم يفضح حقيقة الفقر في الجزائر بلاد الغاز والبترول

مجيد حشادي الثلاثاء 18 فبراير 2020
Capture d’écran 2020-02-18 à 12.11.26
Capture d’écran 2020-02-18 à 12.11.26

AHDATH.INFO

الجزائر التي ظل النظام المتحكم في رقاب شعبها هي هذه.. هكذا صور شريط فيديو أمر الرئيس تبون بعرضه خلال لقائه بالولاة، حقيقة مايعانيه شعب بلاد الغاز والبترول..

الفقر والحاجة هي سمات هذا الشريط الذي يوضح أنه خلف بعض الواجهات الزجاجية بالعاصمة الجزائر، تنتشر أحزمة الفقر في شمال البلاد وجنوبها، حيث تنعدم البنية التحتية في جل المناطق.. لاطرق ولامدارس ولامستشفيات.. وضعية تسود في كل أرجاء البلاد.

الشريط الذي سعى من خلاله تبون، لدغدغة مشاعر الشعب الجزائري، مع اقتراب الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للحراك الجمعة القادمة، كان صادما للمسؤولين، الذي ذرف بعضهم الدموع وهو يستمعون لشهادات مواطنين جزائريين يعيشون خارج التاريخ.

مشاكل النقل وغياب الطرق وقنوات الصرف الصحي والبطالة والفقر المدقع، وعدم توفر مياه صالحة للشرب وعدم ربط أحياء بالتيار الكهربائي، هي سمات لجزائر العشرين بعد الألفين، في ظل لامبالاة السلطات المحلية عن تلك المشاكل، في الوقت الذي يقرر فيه الرئيس تقديم هبات من أجل البنية التحتية، ليس في بلاده الجزائر، وليس لفائدة شعبه، بل في تندوف حيث المحتجزين الصحراويين.

الفيديو المحزن تضمن تصريحات للمواطنين كانوا يحكون عن همومهم ومعاناتهم التي امتدت لعقود من الزمن، بعضهم يعيش ظروفا غير إنسانية لا يعيش فيها حتى الحيوان، بحسب تعليق معد التقرير، هذا في وقت كان فيه التلفزيون الحكومي ذاته لسنوات يتحدث عن الجنة التي أنجزها بوتفليقة.

https://youtu.be/eUfdaLLpo_E

في تعليقات جزائريين على الفيديو، عبر العديد منهم عن كون الوضع لم يتغير وأن النظام لايزال نفسه، ويتابع نفس السياسة التي أوصلت البلاد لهذا الوضع، وأن "الرئيس تبون المعين من طرف الجنرالات يعيد نفس مسرحية سابقه على أنه رئيس حقيقي يتمتع بكل الصلاحيات وكل خرجاته ووعوده ليست إلا للضحك على بعض الجزائرين الذين مازالوا يؤمنون بأن الخير يمكن أن يأتي من العسكر على غرار ما حصل في مصر". يقول أحد الجزائريين.

ويواصل المواطن الجزائري تعليقه بالقول" لا يمكن لإي دولة في العالم أن تتقدم للأمام تحت حكم جنرالات يحتكر كل واحد منهم قطاعا من القطاعات الإقتصادية ويفرض شروطه وأثمنته ولا يمكن لأي دولة في العالم لا تتوفر على مؤسسات حقيقية منبثقة من الشعب وقضاء عادل ومستقل أن تتقدم ولا يمكن لدولة تعتمد على المحروقات فقط أن تتقدم ولا يمكن لدولة تصرف الملايير على أسلحة الخردة الروسية وعلى إرشاء بعض الدول في قضية خاسرة لا ناقة و لا جمل للشعب الجزائري فيها أن تتقدم .... عاش حراك الشعب الجزائري العظيم".

ويقول جزائري آخر:" الاقتصاد الجزائري ينهار وتبون الجنرالات يوزع إكراميات بـ 2 مليار لجنوب افريقيا و 550 مليون دولار لعصابة البوليساريو".

وفي تعلق آخر، قال مواطن جزائري:" هذا الفيديو كشف جميع الأوراق المتلاعبة بمصير الأمة منذ عقود، كشف فساد النظام العسكري الحاكم والإدارة السخيفة وزيف الإعلام الذي دخل البيوت فلوّث أفكار الناس وهدم أخلاقهم ، وزعزع استقرارهم . انكشفت اليوم المعارضات الكرتونية وانزاح النقاب عن ناهبي الأموال والمزورين لإرادة الشعب ، سقطت أقنعة الكذابين الممجدين بالحضارة والرقي والتطور ، اكشفت عورة الجميع. إن ما تم فضحه، حرر العقل الجزائري والارادة الشعبية نسبيا من إرهاب عسكر الكوكايين وأذنابهم وأكّد للجميع أن هذا النظام حاصر نفسه بنفسه واستسلم للواقع المرير، وأكد أن الشعب هو الأقوى اليوم وهو من سيقرر مصيره ويختار قرارته بكل استقلالية".

بينما علق جزائري قائلا:"عمار سعداني كان على حق حينما صرح بشجاعة قول الحق و الحكمة ” الأموال التي تُدفع لمنظمة البوليساريو، والتي يَتجَوّل بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عامًا، فإن مدنا جزائرية كسوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها، هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر".

وبعد انتهاء الفيديو الذي أمر الرئيس تبون بإنجازه وبثه، وفق مانقله مصدر إعلامي جزائري، لم يجد رئيس الوزراء عبد العزيز جراد ما يقوم به سوى أن يذرف دموع التأثر، في حين ظهر أن بعض الولاة لم يتأثروا بتاتا، وكان بعضهم يبتسم،  في حين أن كبار المسؤولين بدوا وكأنهم يكتشفون تلك الجزائر لأول مرة.