السياسة

رضا والقانون الدولي الجديد: ياك آلمرضي؟!

AHDATH.INFO عن جريدة "الأحداث المغربية" الأربعاء 19 فبراير 2020
Capture d’écran 2020-02-19 à 13.37.09
Capture d’écran 2020-02-19 à 13.37.09

ahdath.info

قال المواطن الموزع بين الهنا والهناك، أحمد رضا بنشمسي لموقع « لكم » الإخباري إن « الانتقاد السلمي لموظفي الدولة خطاب محمي من قبل القانون الدولي حتى لو تضمن سبا أو قذفا ».

بنشمي كان يستدل بمول الكاسكيطة وسبابه، الذي نشره على الأنترنيت وكان يحاول إقناع المغاربة الذين سيطالعون كلامه في سنة 2020 أن مايقوله صحيح .

هذا الأمر كان ممكنا في سنوات أخرى لم يكن لدى المغاربة فيها إلا تلفزيون واحد ووحيد، يشرع في العمل في السادسة مساء وينتهي من العمل في الحادية عشرة ليلا. لم تكن لديه أجهزة التقاط برامج عبر الفضائيات، ولم يكن لدينا الأساس أي الأنترنيت، هذا الاختراع الصغير الذي يتيح لك الاطلاع على كل مايجري في العالم دون أن تضطر للإنصات لكل من هب ودب وهو يحاول شرح الأمور لك..

هذا الأنترنيت العجيب يخبرنا أن السب والقذف مجرم في أمريكا، ومجرم أيضا في فرنسا، ومجرم في إسبانيا، ومجرم في المملكة المتحدة، ومجرم في ألمانيا ميركل ومن معها، ومجرم في الدول الاسكيندينافية تلك التي تدفع بغطاء القارورة بعيدا في مجال الحرية هذا، أي أن القانون الدولي في كل هاته البلدان التي يمكن اعتبارها مهدا للديمقراطية يجرم السب والقذف سواء كان موجها لمواطن عادي أو لمسؤول حكومي.

طيب، عن أي قانون يتحدث رضا الموزع بين الهنا والهناك؟

ربما يتحدث عن قانونه الخاص به، أو عن قانون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يرعى حقوق الإنسان في الهيومان رايتس وواتش باسمها.

لكن مرة أخرى حتى هاته المنطقة تجرم السب والقذف تماما مثلما يجرمه كل صاحب عقل سوي، وكل مستعمل لذهنه استعمالا سليما..

بعض حقوقييي الساعة الخامسة والعشرين ممن فهموا ألا مكان لهم في الصحافة، وألا حظ لهم في السياسة، فقدوا بوصلة التفكير السليم، وشرعوا فعلا يخبطون خبط عشواء مستغلين الميكروفونات الجاهلة أو المتواطئة التي تمتد إليهم في غفلة من الوقت، مستغلين فضاء الحرية الذي يؤمن به المغرب والذي لن يتراجع عنه، ومعتقدين أن المغاربة لا يعرفون عن العالم الآخر الخارجي إلا الشيء القليل.

أشياء كثيرة فهمها حقوقيو السياسة، واستفادوا منها وصنعوا من ورائها مالا كثيرا وأشياء أخرى، سوى أنهم لم يفهموا الأشياء البسيطة ولم يصدقوها من قبيل أن المغاربة يمتلكون الأنترنيت، وأنه من الممكن بزرة بسيطة على حاسوب أو هاتف أو لوحة أن تعرف أن القانون في كل دول العالم التي تحترم نفسها يعاقب السب والقذف

في كل دول العالم التي تحترم نفسها، والتي تحترم حرية التعبير وتميزها عن السب والقذف إلا في دولة بنشمسي العظمى، تلك التي لاوجود لها إلا في خياله هو ومن يرافقه في هذا المسار…