مجتمع

لماذا اختارت الزلازل فبراير أربع مرات لتدمير أكادير؟!

أكادير: إدريس النجار الخميس 20 فبراير 2020
2020B
2020B

Ahdath.info

 

أربع  زلال منها ثلاثة كبرى اختارت ليل شهر فبراير لكي تحدث دمارا كبيرا بأكادير.

الزلزال الأول اختار أن يأتي في شهر فبراير وفي شهر الصيام حين كان الناس نيام على الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة، فاهتزت الأرض من تحت أسرة ساكنة هذه المدينة يوم 29 من  هذا الشهر من سنة 1960 لم تكن هناك ملاهي أو أجهزة التلفاز أو نوادي للسهر اللهم قاعة سينما يتيمة، فلاذ الناس إلى نومهم ليستيقظوا للسحور.

لكن كتبت لهم الاقدار الإلهية أن يستفيقوا على هول فاجعة كبرى تستعد الآن المدينة لتخليد ذكراها الستين. فاجعة مسحت 90 بالمائة من خارطة أكادير العمرانية وأزهقت روح 15 ألف شخص ( ثلث سكان المدينة) مع جرح 12 ألف آخرين آخرينالزال ترك 350 ألف شخصا بلا مأوى وبلغت خسائره يومها 290 مليون دولار

 

ومن مكر الصدف أن هزة طبيعية  ثانية عرفتها أكادير كانت مند ثلاث سنوات يوم 20 فبراير من سنة 2017 بلغ عمقها خمس كيلومترات، شعرت بها الساكنة بعدما تحركت الأرض وأحدث احتكاكا بين  الصحون بالمطابخ ثم خرج الناس إلى أرض الله العارية الخالية من الجذران، وقد ذكرت هذه الواقعة ساكنة مدينة الانبعاث بالزلزال الستيني، الذي لم تسلم من فواجعه أي أسرة سوسية في ذل التاريخ.

لنترك جانبا زلزال الله الناتج عن حركة طبيعية لها أسبابها الجيولوجية، فنعرج على الزلزال الذي يتسبب فيه جشع البشر.

ثالث زلزال عرفته المدينة التي انبعثت مثل الفينيق من ترابها حدث بعد قدوم وزير الداخلية الشرقي الضريس يوم ثامن فبراير من سنة 2012 إلى ولاية أكادير  لتقرير مصير مدينة اكادير والاقاليم المجاورة التي نبثث بها مدنا عشوائية خلال فترة ما سمي بالربيع العربي ونتج عنها أزيد من 10 آلاف سكن عشوائي.

يوم ثامن فبراير عقد الضريس اجتماعا وبدا غاضبا وهو يكشف عن فيلات غير قانوينية بنيت بتاغزوت وأورير وإيمي وادار  ليلا، وعن مدينة صفيحية بالحي المحمدي وسفوح الجبال بجنوب المدينة حيث بني المركب الرياضي أدرار.

وقد أعطى الضريس صافرة البداية لينطلق زلزال الجرافات فأتى ليلا على عشرات الفيلات بناها مسؤولون بدورهم بالليل بجوار البحر بشمال أكادير ثم انتقل الزلزال الإداري ليهدم بالنهار.

وعلى مدار أسابيع مدينة جبلية عن كاملها بمدخل المدينة تحت حراسة الأمن والدرك والوقوات المساعدة سوى بها أزيد من خمسة آلاف سكن. ثم انتقل إلى الدراركة وتكاديرت نعبادو  ودار بوبكر بمدخل المدينة حيث نبتت احياء في جنح الظلام.

كما انتقلت " الطراكسات" لتهدم مدنا عشوائية صعدت على حين غرة في اوج حراك 2011 بمنطقة اشتوكة الزراعية، وسميت تلك المدن العشوائية يومها بأسماء الثورة الليبية مثل تجزئة " لانوف " و تجزئة " اجدابيا"، فمن مكر الصدف أن زلزال الجرافات مثل الزلزال الستيني انطلقت بالليل من البحر شمال أكادير وهي النقطة نفسها التي ضربت قوتها الارتجاجية  أكادير من عمق البحر ليلة 29 فبريار 1960.

ييت القصيد أن أكادير ضربها خلال هذا الأسبوع زلزال رابع شمل هذه المرة علية القوم بمشروع تغازوت باي وفي شهر فبراير، ومن مكر الصدف أن الزلزال وللمرة الثالثة يختار الليل والبحر ليضرب،   ففي الساعات الأولى من فجر يوم الأحد كانت الطراكسات وصلت مشروع تغازوت باي لتقول " باي باي " لقرابة 30 فيلا، ولتهديم واجهة ثلاثة فنادق سياحية ذات علامة تجارية عالمية، ولتكسر طوابق مخالفة للتصميم الأصلي، وقد أمهل قائدا تغازوت وأورير مالكي هذه المشاريع 48 ساعة لإرجاع الحالة على ما كانت عليه، فكان لابد من استنفار طوابير الطراكسات يوم أم  لتهديم الطوابق العلوية المخالفة للقانون.