ميديا

أمام صمت السلطات.. أعشاش وأكواخ عشوائية تستوطن وسط تارودانت

موسى محراز الثلاثاء 03 مارس 2020
Capture d’écran 2020-03-03 à 09.44.31
Capture d’écran 2020-03-03 à 09.44.31

AHDATH.INFO

وجه عدد كبير من المتضررين وممثلين عن المجتمع المدني واعضاء جمعيات حي القدس وسط تارودانت، شكايات الى كل من عامل الاقليم والسلطات المحلية والمجلس الجماعي، في موضوع التدخل العاجل لرد الاعتبار للحي.

الحي المذكور تحول في وقت وجيز الى ساحات كبرى  لتفريخ اعشاش مشبوهة، يصعب التكهن ما يقع بداخلها في ساعات متأخرة من الليل،.

ولعل اجبار احد الاشخاص في وقت سابق من مغادرة المكان، عن طريق اضرام النار في قشه من طرف بعض زملائه لا يحتاج الى تعليق، وذلك بعدما اكتشفوا انه كان يتخذ احد الاكواخ لاستغلال الاطفال بطرق تعيد الى الذاكرة فصول الجريمة التي اهتزت لها عاصمة اقليم تارودانت، سنة 2004، حيث العثور على جثة اطفال صغار تعرضوا للاغتصاب ثم القتل، او ما يعرف ب قضية " سفاح تارودانت ".

وبجولة ولو بالقصيرة بسوق ما يصطلح سوق المتلاشيات ولا هي بمتلاشيات على الاطلاق، بساحة القدس المجاورة لساحة العلويين، يقع نظر الزائر على صور قاتمة تؤكد بالملموس ان مدينة تارودانت بعيدة كل البعد التنمية، كما تبين وبكل الصور على ان لا وجود لدور السلطات بمختلف الوانها واشكالها وكذا الغياب التام لدور المجالس المنتخبة.

وساهم هذا الوضع بشكل كبيرة في تحويل العديد من الساحات بالمدينة الى اسواق عشوائية في غياب سياسة واضحة المعالم لإخراج مدينة تارودانت من الحالة المتردية التي اضحت عليها، بشهادة مجموعة من زوار المدينة، الذين أقر البعض منهم الذي التقت به الجريدة الى ان مدينة تارودانت من اجمل المدن، لكن للأسف وبواضح العبارة " مدينة تارودانت مدينة متسخة ".

وهي الشهادة التي ادلت بها احدى الصحفيات المحسوبة عن اذاعة وطنية وهي تودع المدينة بعض ان انهت عملها حيث تصوير برنامج، دون ان ننسى ما جاء على لسان صاحب احد البرامج الاذاعية الذي صرح قائلا " تارودانت خصها اللي اخدمها ".

ساحة القدس من بين الساحات التي يجب انقاذها من الحالة الكارثية التي اضحت عليها رد الاعتبار الى ساكنتها ونفض الغبار عن اسمها، تقول احدى ساكنة الحي المذكور، ان الساكنة عانت وتعاني من المشاكل المترتبة عن السوق العشوائي للمتلاشيات، حيث انتشار الازبال والنفايات ما يساعد على انتشار الامراض بين الساكنة خاصة والاطفال بصفة عامة، اضافة الى ارتفاع انتشار وثيرة الحشرات،.

تحويل جنبات الدور السكينة الى مراحيض، كما تحول الحي الى مرتعا للكلاب الضالة، خاصة حي القدس الذي أصبح في حالة يرثى لها يصعب العيش بداخله في ظل الحالة المتردية التي اصبح عليها الحي.

وطالب السكان من السلطات المحلية والامنية والمجلس الجماعي وكل من لهم رغبة في انقاد الحي، الاسراع بحجب تلك الاوكار المشبوهة والمشيدة بالحي بدعوى انها سوق للمتلاشيات، حيث أن الكل بالحي يطالب بحياة بيئية ملائمة نظيفة.

وبنبرة تعلوها الحسرة على ما اضحى عليه حي القدس، يقول احد الساكنة في تصريحه للجريدة، على انه جزء من الساكنة، على ان الحي عرف ويعرف مجموعة من المظاهر المشينة التي اثرت وتؤثر ليس فقط على الحي، بل المدينة ككل، حيث وقوف السياح على مظاهرة جد مؤثرة للغاية، في سوق يقال عنه ان سوق للمتلاشيات، بل العكس من ذلك فالمكان تحول لبيع الازبال حسب تعبير المتحدث، مؤكدا على انه لو قامت اللجن الصحية بعملها القانوني حيث المراقبة لوقفت على ان كل ما يباع بالسوق العشوائي الضار تضر بالسلامة الصحية للسكان وكذا مستعملي الطريق، واول الضحايا هم الاطفال الصغار.

وبالليل يتحول الحي الى مرتع لأشياء غريبة كالفساد خاصة وان هناك بعض الأكواخ تحول الى سكن ليلي، انتشار ظاهرة الكلاب الضالة ما يحرم الساكنة مغادرة منازلهم لقضاء ماربهم ليلا، ومغادر الاب والابن لمسكنه ليلا تفرض عليه الظروف القاهرة حمل عصا بيده للدفاع عن نفسه.

والغريب في الامر كما يضيف المتحدث، على المشاكل التي عرفها ويعرفها الحي ولا زال يعاني منها، كان موضوع العديد من الشكايات والعرائض المرفوعة للجهات المعنية وعلى راسها عامل الاقليم وباشا المدينة وكذا المجلس الجماعي، لكن للأسف الشديد لم تلق تلك الشكايات اذانا صاغية، في غياب الاسباب الداعية لهذا الصمت الذي يخدم مصلحة دون اخرى، مطالبا الجهات المسؤولة القيام بواجبها القانوني.