مجتمع

إرهاق العمل بالمستشفيات و التعرض للعنف وفقدان العمل .. النساء أول من يدفع فاتورة "كورونا"

سكينة بنزين الخميس 02 أبريل 2020
المغربيات أولا
المغربيات أولا

AHDATH.INFO

تتصدر النساء لائحة المتضررين مع ظهور كل أزمة .. وهو نفس السيناريو الذي يتكرر مع جائحة كورونا، بعد أن سلطت الأضواء على الجهود ا لجبارة التي يقوم بها العاملون في قطاع الصحة لزحف عدوى الوباء، مع استحضار أن 70 في المائة من العاملين بهذا القطاع هن من النساء، مما يجعلهن تحت ضغط مضاعف، وفق ما أشارت له المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فومزيلي ملامبونكوكا، بعد أن ذكرت بأن نساء القطاع الصحي موكول لهن مهام إضافية لرعاية أسرهن.

وفي المغرب ظهرت العديد من التسجيلات التي توثق للحالة النفسية المتدهورة للعاملات في القطاع الصحي، أغلبهن تحدثن عن عدم قدرتهن على الاتصال بأسرهن باعتبارهن مكلفات برعاية أطفالهن، ومنهن من اضطرت لترك رضيعها والالتحاق بالعمل من باب الواجب، وهو ما أثر على علاقتهن بمحيطهن بسبب الغياب المتكرر عن البيت، ككلفة لا يدركها عدد من المتابعين لتفاصيل الشأن الصحي.

ويزداد عبء الأزمة من الناحية الاقتصادية على النساء، ذلك أن عددا منهن يعلن أسرهن من خلال العمل في القطاع غير المهيكل، سواء كن أرامل أو مطلقات، أو زوجات أو شابات موكول لهن السهر على تدبير شؤون  أسرهن ... لتظهر هذه الجائحة من جديد أن الاختلال يتجاوز الجانب الصحي إلى " أمر له صلة جوهرية بالمساواة بين الجنسين"، وفق تعبير المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

ومن الأمور التي تجعل النساء أكثر تأثرا بالجائحة، كونهن المدبر الأول للبيت، وهو ما يعني إلى جانب أعمال البيت، توفير الرعاية للمريض، سواء كان زوجا، أو أحد الأبناء،أو أحد الوالدين، مما يجعلها عرضة للعدوى في حال إهمال اجراءات السلامة، أو التعامل مع المرض على أنه مجرد نزلة برد عادية.

كما نبهت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، من تراجع الرعاية الطبية المخصصة للنساء، لاسيما الحوامل منهن، ذلك أن الضغط على المستشفيات خلال مواجهة جائحة كورونا، سيكون على حساب حالات أخرى، وعلى رأسها النساء الحوامل.

ويبقى العنف الأسري من الأمور التي تشكل عبء إضافيا على النساء زمن الجائحة، حيث تسبب تقييد الخروج من المنازل كإجراء احترازي للحد من نشر  عدوى فيروس كورونا، تفاقهم المشاكل الأسرية بين الزوجين، ورفع عدوانية الرجال داخل المنازل، حيث أوضحت بشرى عبده عن جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، في تصريح سابق لموقع "أحداث أنفو"، أن الجمعية تتلقى اتصالات عبر الواتساب و الهاتف والمسانجر، لسيدات معنفات منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، بعد أن وضعت الجمعية خطوطا هاتفية للبقاء على اتصال مع النساء من بعيد، إلا أن بشرى أوضحت ان الخوف يعيق الكثيرات على خطوة الاتصال بسبب تواجد المعنف في البيت.

وعن الأسباب خلف هذا الارتفاع في حالات العنف تزامنا مع حالة الطوارئ الصحية، قالت بشرى عبده، أن المحرك الأول "التواصل اليومي ..الذي هو غائب بالمطلق بين الزوجين .. كذلك ضعف الامكانيات عند البعض يخلق ازمة مالية خانقة تتسبب في العنف، وهناك حالات تعيش العنف اليومي ولكن امام هذه الأزمة تضاعفت حدة العنف بحكم أن كل الابواب مغلقة في وجه  النساء للتقدم بشكاية والبحث عن مكان اخر".

وفي نفس الإطار لكن هذه المرة خارج المغرب، وتحديدا في فرنسا، أطلق الائتلاف النسوي تحذيرا من النتائج المتوقعة، والتي يمكنها أن تتعدى العنف النفسي والمعنوي، لتنتقل إلى عنف جسدي و جنسي و جرائم تقل، في ظل تداعيات الحجر الصحي الذي أجبر المواطنين على البقاء في منازلهم، مما يرفع من نسبة التوتر والهشاشة النفسية التي يعاني منه المعنف مسبقا.

أما في أستراليا، فقد تم تخصيص أزيد من 61 مليون دولار، لمحاربة العنف المنزلي، بعد أن ارتفعت نسبة البحث على المساعدة ب 75 في المائة منذ ظهور وباء كورونا، وعرفت المدن الأكثر اكتظاظا ارتفاعا في عدد الشكايات ب 40 في المائة، ثلثها له علاقة بحالات انتشار الفيروس، مع ظهور انتهاكات وصفت بأنها غير مألوفة مما تطلب مضاعفة تدخلات الشرطة خلال الأسبوع الأخير.

وأشارت هيئة دعم النساء "وايس"، في تصريح صحافي، أن وجود أفراد الأسرة في المنزل بسبب الحجر الصحي، فوت عليهم فرصة التنفيس عن الضغط الذي كان يسمح به الذهاب للعمل، أو الخروج  .. مما أفرز أساليب تعنيف غير مألوفة وصلت حد التهديد بفيروس كورونا كشكل من أشكال العنف الممارس على الشريك !!!