ثقافة وفن

براءة كورونا.. و أشياء أخرى !

عبد الرحيم المدني (-) الاثنين 06 أبريل 2020
Capture d’écran 2020-04-06 à 23.01.07
Capture d’écran 2020-04-06 à 23.01.07

AHDATH.INFO

لقد أضحى امتلاك المعلومة، أكثر من أي وقت مضى، امتلاكا للقوة و وسائل القوة. و بامتلاكها لذلك، توالدت مجموعات ضغط و تحكم أو "لوبيات"، و توسع حجم نفوذها و امتدادها الجغرافي لتنتقل، تدريجيا مع ظاهرة العولمة، من لوبيات ذات بعد وطني و إقليمي إلى لوبيات ذات بعد عالمي.

و قد طورت هذه اللوبيات عبر الزمن من الإمكانيات، و بما صارت تملك من معلومة و قوة، و بمباركة من السياسي صنيعة يدها في حالات كثيرة، ما يجعلها اليوم تتحكم في الحجر و البشر و في مصيره و سلوكه، سواء بشكل مباشر عبر فرض سياساتها بوجه مكشوف، أو بشكل غير مباشر لا يراه المُتحَّكمُ فيه عبر التحكم و التوجيه عن بعد، بحيث يُساقُ دون أن يدري في ظل "تغييب" المعلومة لغرض في نفس يعقوب.

و في سعيها لتحقيق أهدافها، صار سلوك هذه اللوبيات تجاه البشرية - و لعل أخطرها لوبيات الدواء و السلاح - أكثر ضراوة و شراسة، مستمدة ذلك من سمات النظام الرأسمالي الذي لا يؤمن إلا بمنطق الربح المحض الذي لا يعترف بالإنسانية إلا لضرورة الاستهلاك الإعلامي.

 و لعل المتتبع لمجريات الأحداث يكاد يجزم بأن هذه اللوبيات صارت تنظر للبشرية كقطيع غنم و فئران تجارب وُجِد لخدمة أهدافها، حين وصلت بها الجرأة إلى حد العبث بالهندسة الجينية و الوراثية للإنسان، قصد إحكام قبضتها على بني البشر، تحت يافطة البحث العلمي الذي صار هو الآخر أسيرا لأهدافها، في تحد صارخ لخلق الله و نواميس الطبيعة.

لقد صار نشر فيروس أو ميكروب مُصَنَّعٍ من طرفهم - كورونا نموذجا - وسيلة من بين وسائل أخرى في يد هذه اللوبيات من أجل تحقيق هيمنة و أهداف محددة في الزمان و المكان و الكم، تماما مثلما حدث و سيحدث تارة تحت ذريعة الديمقراطية و حقوق الإنسان و تارة تحت ذريعة الإرهاب، و تارة تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل.

ختاما، لا تتهموا كورونا بقتل البشرية، و لا تتهموه بأنه "مستجَد"، فهو بريء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف و براءة الديمقراطية و أسلحة الدمار الشامل، إنهم يجددون أسلحتهم، ثم يلصقون بها تدبيرهم و مكرهم، و يا ليتهم يعرفون أن للبشرية رب مدَبِّر يحميها و هو خير الماكرين.

(-) كاتب مقالات رأي و باحث في المالية العمومية و الضرائب