ثقافة وفن

الصحافة زمن كورونا: نكبة قطاع غير مهيكل !

عن جريدة "الأحداث المغربية" الأربعاء 06 مايو 2020
بطاقة-الصحافة-474x340
بطاقة-الصحافة-474x340

AHDATH.INFO

حكايات هذا القطاع غير المهيكل المسمى الصحافة في المغرب حكايات غير قابلة للانتهاء قريبا. آخر ما علم به أهل المهنة من ضربات توالت عليهم هو أن رأيهم لن يكون مطلوبا في النقاش الدائر حول القانون المؤجل إلى حين آخر المسمى قانون 20.22

لاأحد يريد اليوم الإنصات لصوت المهنيين، والعديدون يسارعون لقتل الصحافة وإعلان موتها، وإعلان رهانهم على وسائط التواصل الجديدة عبر الأنترنيت وإن كانوا يتوجسون منها لكنهم يقولون هي فرصة للتخلص من الوسيط القديم وبعدها سنرى. والتوقف الصادم والأليم لنشر الجرائد وطبعها وتوزيعها زاد هذا الإحساس ترسيخا، وأكد لمن كان يريد تسريع الدفن أنه محق، وأن الإكرام الأخير لن يتم إلا في المقبرة وكفى.

أيضا زاد الصحافيون بسبب حالة التشرذم التي يعانونها، وحالة الاقتتال الداخلي من أجل اللاشيء الطين بلة. وتمكنوا من أن يسجلوا مهنتهم وأنفسهم باعتبارهم أقل مهنة تستطيع أن تسمع صوتها في هاته الجائحة، وآخر مهنة يمكن أن ينتبه الناس إلى أهميتها في الزمن الراهن.

لن نخفي الحقيقة عن أحد: ماينتظر المهنة بعد رفع الحجر أسوأ بكثير مما مرت منه إلى حدود الآن. ولن ننحو باللائمة على الأطراف الخارجية في هذا الوضع المذل الذي تحياه الصحافة في المغرب

سنلوم أنفسنا، وسنلوم اقتتالنا الداخلي، وسنلوم سماحنا في زمن آخر لكل من هب ودب أن يدخل هذا الميدان، وسنلوم الحسابات الصغيرة التي قتلت مهنة كبيرة، وسنلوم التفريط في عديد الثوابت المهنية، واكتفاء أغلبيتنا بالتفكير في إنقاذ نفسها ولو على حساب الآخرين. سنلوم قراء أقنعناهم سنة بعد سنة، وعقدا بعد عقد أن مايحرك أغلبيتنا ليس المهنة، لكن هواجس أخرى بعيدة عنها، وصغيرة جدا منها.

سنلوم كل مافعلناه بمهنتنا إلى أن وصلت أرذل العمر، وأصبحت غير قادرة على أن تضمن للمنتسبين إليها أي فرصة للدفاع عن أنفسهم في وجه هاته الجائحة التي ضربتها، والتي ستؤدي بها وبهم إلى هلاك أكيد.

يستطيع كل من وضع لبنة في مسلسل التناحر القاتل والسباق الفارغ نحو تصفية أكبر قدر ممكن من الحسابات الفارغة أن يشعر بالارتياح الآن، فالمهمة أنجزت بسلام، وماسيأتي فيما بعد لن يكون إلا تطبيقا تقنيا للتفاصيل

لاأقل ولا أكثر…للأسف الشديد