ثقافة وفن

#طوندونس: حسن الفد يستمتع ويمتع بكوميديا تستحق الاحترام

AHDATH.INFO الاحد 10 مايو 2020
IMG_6589
IMG_6589

AHDATH.INFO

امتلك الفنان المغربي حسن الفد شجاعة لم تمتلكها مؤسسات صحفية كبرى، وهو يتولى نيابة عن الجسم الإعلامي الجاد والجدي قصف الجبهة الإعلامية الجديدة التي غزت وسائط تواصلنا الاجتماعية في السنوات الأخيرة، والتي أصبحت تمارس « الصحافة » بقوة الأمر الواقع، وفرض هذا الأمر الواقع مستغلة غياب أي تنظيم لا خارجي ولا داخلي للمهنة

الفد الذي اختار الإطلالة عبر منتوج أسبوعي في شهر رمضان الحالي، استطاع أن يتميز عن البقية بقوة، واستطاع أن يقلب هذه السنة الوجهة من انبهار التلفزيون بالأنترنيت وعوالمه إلى العكس أي انبهار هذا الأنترنيت بالتلفزيون ومايقدمه من خلال تداول  برنامج حسن الفد « طوندونس » بقوة على كل الصفحات في كل مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي

مافعله حسن يتجاوز السخرية المجتمعية اللاذعة التي يعد أبرز عناوينها منذ سنوات، هو الذي يتمكن من إلقاء القبض على تفاصيل لا يتقن اصطيادها غيره.

ماقام به حسن أتى في لحظة جد حساسة للصحافة المغربية توقفت فيها الجرائد عن الصدور، وأصبح التنافس حول من يمد يده وميكروفونه أكثر إلى الجميع هو مقياس النجاح الإعلامي. لذلك حبلت حلقات #طوندونس بجانبها الساخر الخفيف، لكن أيضا حبلت بجانب عميق وبرسالة حقيقية وصلت إلى من يتقن التقاط الرسائل، وهو جمهور حسن الفد الذي رافقه منذ البدايات وكانت له قدرة احتضان كل أعمال هذا الفنان سواء وهو يتعامل مع طيب الذكر المأسوف عليه والراحل قبل الأوان مصطفى المسناوي، أو في أعماله التي أتت فيما بعد

هذا النوع من السخرية التلفزيونية يعيد لنا الأمل في أن لدينا من يستطيع الكتابة دون استسهال، ودون أن يضع نصب عينه فقط توزيع أرباح رمضان، ودون أن يسقط في التافه الرخيص، ودون أن يحرم نفسه من حقه في العيش بكرامة ونيل مايستحقه من مال وبيع المنتوج الجيد الذي ينتجه بكرامة للقناة التي يريد أو لفاعل إشهاري خاص يختار القناة التي يمر عبرها

نادرا ما ننوه بمنتوج تلفزيوني في هذا الركن، خصوصا في شهر رمضان، لكن طوندونس حسن الفد فرض علينا قول هاته الحقيقة اليوم، وتوجيه التحية له باعتباره اليوم علامة كوميديا محترمة ماأحوجنا إليها في المغرب، وما أحوج عدد كبير من الراغبين في ممارستها إلى التعلم من أستاذها الآن حسن الفد.