آراء وأعمدة

في زمن وهبي نفتقد إلياس العماري

يونس دافقير الثلاثاء 02 يونيو 2020
Wahbi_pam_52
Wahbi_pam_52

AHDATH.INFO

أعترف أنني لم أستطع أن أكمل قراءة ما كتبه وهبي في الموقع الإلكتروني لحزبه، منذ اللحظة التي قرأت فيها أن أصحاب النقاش السياسي حول الحكومة "رجعيون جدد"(!).

لا أعرف لماذا تذكرت على الفور عنوانا قيما لكتاب قرأته في مراهقتي السياسية وكان له أثر علي، أظن الكتاب لعلال الأزهر وعنوانه: حين يرتد السلاح إلى الخلف.

ويبدو أن أسلحة "بام وهبي" السياسية والإيديولوجية، ورجعيته قد ارتدت إلى الخلف.

ولا أعرف أيضا لما تذكرت إلياس العماري فورا، الأمين العام السابق للحزب. واستحضرت معه قولة المغاربة: ما تبدل صاحبك غير بما كرف منو.

رغم كل ما قد يكون في إلياس من عيوب، إلا أنك تحترم فيه وضوح الرؤية، وبوصلة غير تائهة.

وتحترم فيه أنه كان يجتهد ليؤصل لمواقفه فكريا وتاريخيا وسياسيا، ولو استعان ببعض الحلقة والتهريج.

وكان شجاعا في إعلان اختياره بوضوح، وحين فشل فيه انسحب ومضى.

لم يلعب على كل الحبال الراشية. كان واعيا بتناقضات السياسة، ولم يكن صاحب وعي زائف يعتبر إمارة المؤمنين إسلاما سياسيا.

بقيت أستعيد كل ذلك وأنا أحاول العودة لاستكمال قراءة مقالة بهلوانية.

أحاول العثور على فكرة ولا ألوي على شيء.

ثم تساءلت: أليس بإمكان وهبي أن يناقش مثل إلياس وكلاهما من اليسار؟.

ثم لاحظت أن إلياس كان يمشي على قدميه، بينما يمشي وهبي على رأسه.

وكان إلياس يضع موسطاشا رغم عاطفيته، بينما يضع وهبي حجابا لا يخفي فجوره سياسيا.

كان إلياس سيئا في أمور كثيرة، لكنه كان جيدا في وضوحه السياسي والفكري.

كان صاحب قضية إيديولوجية، وليس صاحب همزة سياسية.

ومع وهبي صار البام همزة سياسية، وليس مشروع مجتمع.

يا للهول! أي انحدار هذا.

.