مجتمع

قائدات آسفي في زمن كورونا

عبد الرحيم اكريطي السبت 06 يونيو 2020
IMG-20200605-WA0055
IMG-20200605-WA0055

AHDATH.INFO

شكلت نساء السلطة المحلية بآسفي المتمثلة في رئيسات الملحقات الإدارية الاستثناء طيلة مدة ظهور وباء كورونا بآسفي، والتي كانت أول حالة قد طفت على السطح بالمملكة بالمغربية يوم الثاني من شهر مارس الماضي.

الاستثناء هذا اتضحت ملامحه بعدما كانت تنحصر علاقة المواطن بممثلات وممثلي السلطة المحلية من قائدات وقياد فقط في بعض الوثائق الإدارية المحسوبة على رؤوس الاصابع كشواهد السكنى والحياة، إلى غير ذلك من الوثائق دون أن يكون للمواطن اتصال مباشر بهاته الفئة من المسؤولين التابعين لوزارة الداخلية.

إلا انه وفي الوقت الراهن، اي منذ ظهور الوباء تطورت هاته العلاقة بعدما أصبح رجال ونساء السلطة في الواجهة، وفي الصفوف الأمامية، وبالضبط طيلة فترات الحجر الصحي.

الحديث هنا يجرنا إلى فئة بعينها من جهاز السلطة المحلية هذا ،ويتعلق الأمر بالقائدات اللواتي أظهرن للعام والخاص عن كفائتهن في مجال التدبير الإداري والخروج إلى الميدان بجرأة وعزيمة قويتين، من خلال عملهن الجبار الذي يستمر إلى اوقات متأخرة من الليل، حتى أصبح منهن من يضرب بهن المثل في الكيفية الصحيحة في تدبير مرحلة الطوارئ والحجر الصحيين، اذ ابانت أغلبهن عن كفاءات عالية ومؤهلات قوية لا يمكن نكرانها في مجال استتباب الأمن والمحافظة على صحة المواطن.

فأسماء قائدات آسفي سجلت بمداد الفخر، واللواتي تتوزع بين القائدة حورية رئيسة الملحقة الإدارية عزيب الدرعي التي أصبح اسمها متداولا على الصعيدين الوطني والدولي بعدما ابانت هاته السيدة عن كفاءة عالية من خلال حسن تواصلها مع المواطن واندماجها بشكل كلي وبكل بساطة مع جل مكونات الشعب بجميع أشكاله بعدم وضعها لفرق بين القوي والضعيف، والغني والفقير، والمثقف والجاهل، والامي والقارئ. وذلك بتطبيقها للمثل الذي يقول "لكل مقام مقال"، كما أنه بالسياسة التي نهجتها هاته القائدة في تدبير الأمور .

تمكنت من هدم ذلك الحاجز الذي كان يفصل بين المواطن ورجل السلطة، بعدما كان المواطن يرى في رجل السلطة ذلك الانسان السلطوي الذي لا ثقة فيه ، إلى أن بينت كورونا عكس ذلك،نفس الشيء بالنسبة للقائدة كريمة قائدة الملحقة الإدارية انس التي لعبت دورا كبير في جعل المواطن يطبق الحجر الصحي في العديد من المناطق التابعة لنفوذها ، حتى تعودنا نحن أثناء جولاتنا الليلية رؤيتها في مدار المستوصف الصحي عقبة ابن نافع الى اوقات متأخرة من الليل رفقة اعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة والأمن الوطني.

إضافة إلى جولاتها الليلية وسط الأزقة والدروب ، كما ساهمت بشكل كبير في تهدئة الأوضاع بمعامل تصبير السمك أثناء محاولة احتجاج بعض العاملات في وقت سابق، دون أن ننكر أيضا الدور الفعال الذي قامت به في هذه المرحلة قائدتين اخريتين، ويتعلق الأمر بقائدة لقليعة وقائدة سيدي بوزيد .

فحقيقة على المواطن ان يرفع القبعة لهؤلاء النساء اللواتي شمرن على سواعدهن منذ انطلاقة الحجر الصحي من أجل حماية صحة المواطن بالدرجة الأولى ، حتى أصبحت آسفي مثالا يقتدى به في مجال تطبيق الحجر الصحي بامتياز ، والذي كانت نتائجه جد إيجابية من خلال عدم إصابة اي شخص بالإقليم بهذا الوباء الفتاك، باستثناء الخمس حالات الوافدة من مدن أخرى، مع العلم أنه بالرغم من دخول الفيروس للإقليم، فإنه ولله الحمد لم يصب بالعدوى ولو فرد واحد من مخالطي هاته الحالات الخمس.