مجتمع

الكلوروكين.. المغرب يعزز مخزونه

طه بلحاج الاحد 07 يونيو 2020
The drug hydroxychloroquine, pushed by U.S. President Donald Trump and others in recent months as a possible treatment to people infected with the coronavirus disease (COVID-19), is displayed by a pharmacist in Provo
The drug hydroxychloroquine, pushed by U.S. President Donald Trump and others in recent months as a possible treatment to people infected with the coronavirus disease (COVID-19), is displayed by a pharmacist in Provo

AHDATH.INFO-سميرة فرزاز

استعدادا لمرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي، أفادت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة استوردت عبر مصالحها المختصة حوالي 1100 كلغ من المادة الخام التي تدخل في تركيبة الهيدروكسي كلوروكين، وكذلك 6 ملايين قرص مصنع من طرف مختبر هندي، إلى جانب ما تم اقتناؤه على الصعيد الوطني، وذلك في أفق الإعداد الجيد لمرحلة ما بعد رفع الحجر.

يشار إلى أن الهيدروكسي كلوروكين لا تقدمه وزارة الصحة للمصابين بكوفيد 19 فقط، إنما تعمل على توزيعه بالمجان على المرضى المتوفرين على وصفة طبية تؤكد حاجتهم لهذا النوع من الدواء، بالإضافة إلى استعماله أيضا في علاج الأمراض الالتهابية، وبالتالي فإن الكميات التي يستوردها المغرب من المادة الخام لن تذهب سدى، كما يقول نفس المصدر، لأن دواء الهيدروكسي كلوروكين يدخل في علاج أمراض أخرى.

وباستيراد وزارة الصحة لكميات من هذه المادة لن يعرف المغرب أي خصاص على هذا المستوى كونه، حسب نفس المصدر، يعمل على جلب تلك المواد بشكل منتظم من المؤسسة الأم بالخارج، ولديه مخزون كاف للشهور القادمة.

و«هيدروكسي كلوروكين» مادة أثارت الكثير من الجدل الدولي، بين من يدعو إلى منع استخدام العقار في علاج المرضى، ومن يوصي باستعماله، في الوقت الذي أظهرت فيه منظمة الصحة العالمية تذبذبا في اتخاذ قرارها، فبعد أن أوصت بتعليق استعماله عادت لتستأنف التجارب السريرية حوله، لكن المغرب رغم ذلك بقي متشبثا بالبروتوكول العلاجي المعتمد على دواء الملاريا هيدروكسي كلوروكين في علاج المصابين بكوفيد 19 منذ مارس الماضي، بطريقة سيادية ومستقلة، وبتشاور مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية من الأنفلونزا والأمراض التنفسية، واستمر في نفس النهج بعد أن أثبت هذا العلاج دوره في الحد من تكاثر الفيروس في أنسجة المصاب، بل تدميره في كثير من الأحيان.

والهيدروكسي كلوروكين، حسب مصدرنا، تم تسويقه واستعماله منذ سنة 1949، بالولايات المتحدة ثم بأوروبا، لعلاج الملاريا، حيث أدرك الاختصاصيون فيما بعد أنه يمكن أن تعالج به أمراض أخرى مثل بعض أنواع الروماتيزم وأمراض المناعة الذاتية. وهو عقار أثبت، في نفس الوقت، أنه يقوم بنشاط مضاد للفيروسات، لكنه للأسف لم يستخدم على نطاق واسع في الماضي لعلاج العديد من الفيروسات.

من جهة أخرى، ولأن وزارة الصحة تتوقع تسجيل ارتفاع طفيف في الحالات ما بعد رفع الحجر الصحي، تم اقتناء لحد الآن 23 جهازا للكشف «سكانير»، و40 جهازا متنقلا للفحص بالأشعة «إيكوغرافي»، فضلا عن تجهيز 1600 سرير خاص بالإنعاش و5 مختبرات، ومختبر ثان متنقل، زيادة على إطلاق تطبيق «وقايتي»، الذي تم تحميله لحد الآن من طرف مليون مغربي..

يذكر أن وزارة الصحة دعت إلى تمديد الحجر الصحي على الأقل خمسة عشر يوما حتى يستقر الوضع الوبائي بالمغرب، خصوصا بعد انطلاق الحملة الوطنية الخاصة بإجراء اختبارات كوفيد 19 في صفوف الأجراء والعمال بمختلف الشركات والمقاولات الخاصة، والتي ستتبعها اختبارات أخرى بالقطاع العام بعد 10 من شهر يونيو الجاري.

تجدر الإشارة إلى أن قرار تمديد الحجر الصحي ليس قرار وزارة الصحة وحدها، بل هو قرار تتخذه المنظومة المشرفة (لجنة القيادة) على تدبير البلد في ظل الأزمة الصحية التي تطلب باستمرار ودون كلل التصدي للجائحة الوبائية، وبالتالي تتبع الميكانيزمات نفسها التي اعتمدت لأجل الدخول في الحجر الصحي أول مرة، والذي عرف انخراطا كبيرا واستجابة للمواطنين المغاربة، رغم تسجيل بعض التجاوزات والهفوات من قبل بعض الأشخاص.