مجتمع

مبادرة لتلوين أزقة الحسيمة تتحول لاتهام فتيات بنشر «ثقافة العري»!!

سكينة بنزين الاثنين 08 يونيو 2020
Capture
Capture

AHDATH.INFO

وهن ينخرطن بحيوية وشغف المتعطش لترك بصمة حياة داخل أحيائهن، لم يكن يخطر ببالهن أن البعض سيترك كل الرسائل الإيجابية والتوعوية التي تحملها صورتهن، ليركز على ما اعتبرها "استعراض مفاتن" يبدو أنها تسكن في مخيلة صاحبها.. مما أثار استياء عدد من رواد مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، الذين استغربوا كيف لملابس هي في "عرف اليوم" عملية وعادية، أن تتحول بقدرة قادر لدعوة فساد وتهديد لأخلاق وقيم منطقة من مناطق المغرب!!

تدوينة تعتبر مظهر الفتيات نوعا من التعري

بداية القصة كانت بتناقل صور تخص مبادرة عدد من الشباب بالحسيمة، تهدف تزيين أزقة المدينة، لكن ملابس عدد من الفتيات المنخرطات في هذه المبادرة، لم يرق بعض المعلقين ممن أعطى لنفسه الحديث باسمه مدينة الحسيمة، معتبرا أن هذه "الملابس الخليعة" و محاولات " إبراز المفاتن" لا تمثل بنات الحسيمة والريف، الأمر الذي أغضب عددا من المدونين المنحدرين من المدينة، الذين اعتبروا أن التعليقات تعكس عقلية منغلقة تحاول فرض الوصاية على المنطقة والحديث باسمها.

" طفلات صغيرات من الحسيمة قمن بمبادرة جميلة وهي صباغة الأرصفة، تعرضن لحملة جماعية مجنونة من أصحاب التفوق العرقي والدواعش المحليين وحثالة الريف، تعرضن لكل أنواع السباب والشتم بسبب لباسهن، وما يحز في النفس أن حتى بعض المحسوبين على "المتعلمين" و"المثقفين" ساهموا في هذه الحملة الغير أخلاقية" يكتب عماد ابن مدينة الحسيمة الذي استنكر ما وصفها بأفكار الدواعش.

صورة من سنوات الستينات بالحسيمة

بدوره لم يجد حسن من الحسيمة، سوى كلمة "مريض" ، يلخص بها غضبه وهو ينقل تدوينة لشخص نقل نشر صورة الفتيات مرفقة بتدوينة تعتبر أن الموضة الجديدة التي وصلت إلى منطقة الريف باسم التحضر، ترمز للتعري الذي هو مدخل للفساد والاغتصاب، والعنف الأسري ... وعلق عدد من أبناء الحسيمة على الأمر بكونه وصاية " من رأوا في لباس الفتيات انزياح عن قيم وثقافة الريف، هذا ادعاؤهم، لكن قولي لهؤلاء، أن ريف اليوم والغد هو ريف التعدد والتنوع، فعليهم أن يعدلوا عقارب عقولهم على الزمان الذي نحياه، أما الحنين لأشكال ماضاوية لها سياقاتها، والتي لا "تسعها عقولهم، فذلك لن يُوقف أبدا من سير تيار الحياة المتدفق"

بالمقابل اختار بعد المدونين اختزال ردهم في صور من أرشيف المدينة، تكشف أن الحسيمة سبق أن فتحت ذراعيها لأنماط مختلفة من اللباس، " الحسيمة 1960، قبل الفكر الوهابي الدخيل"، يكتب رشدي المتحدر من المنطقة..