مجتمع

سارة وآدم... نفس الألم !

بنعبد الله المغربي الأربعاء 17 يونيو 2020
88208C3E-8642-4814-BD4D-158A662850B3
88208C3E-8642-4814-BD4D-158A662850B3

AHDATH.INFO

الذين رفضوا الترحم على الشابة سارة حجازي في مصر بعد وفاتها بحجة أنها "شاذة" لاتستحق إلا اللعنات هم أنفسهم الذين يقولون في المغرب إنه لايحق للشاب محمد آدم أن يرفع شكاية بالاعتداء الجنسي عليه لأنه أيضا في نظرهم "شاذ". التسمية معيبة، نعرف ذلك لكننانضعها بين مزدوجتين لأنها العبارة التي يستعملها عديمو الرحمة والإنسانية لإقصاء الآخر المختلف عنهم جنسيا أو دينيا أو عرقيا.

في حكاية الشابة المثلية سارة حجازي والشاب المثلي محمد آدم رأينا حقيقة نرفض أن نراها في العادي من الوقت: هذه الحقيقة هي أن بعضنا من حملة الشعارات الحقوقية الكبرى يفقدون كل اتزانهم والصواب حين يمس أمر ما عشيرتهم المقربة إليها.

الشعارات بالنسبة لهؤلاء الكاذبة صالحة للتطبيق على الآخرين فقط لاغير. أما عندما تنهزم شابة أمام ضغوط ظالمة وقوية استمرت لسنوات وتقرر الرحيل هربا من انعدام رحمة البشر فإن الكذبة يقررون أن رحمة الله هي الأخرى لاتجوز عليها، مع أن رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء . وعندما يقرر شاب أن يقاوم ظلما وقع عليه وظل سرا بينه وبين ظالمه أشهرًا طويلة يقول له الكذبة "لايحق لك ذلك أنت مجرد شاذ".

قسوة الكذبة من حملة الشعارات هي قسوة لاتضاهى، وعندما كانوا يسبون الفتيات والنساء اللائي اشتكين بمدير جريدة قلن إنه اعتدى عليهن بألفاظ سباب لايمكن تخيلها أو تخيل وقعها وأثرها عليهن وعلى عائلاتهن.

كان الكل يتساءل «من أين يأتي أهل الفظاظة هؤلاء بكل انعدام الرحمة هذا؟». بعض من الجواب تلقيناه منهم مجددا وهم يستثنون سارة حجازي من رحمة الله، وأيضا وهم يجردون محمد آدم من كل حقوقه الآدمية فقط لأنه تجرأ واتهم واحدا منهم بماستنظر العدالة فيه وفي صحته من عدمها.

الكذبة... نوصيكم دوما بعدم تصديقهم، فهم يقولون باستمرار عكس مايفعلون.