مايفوتكش

"لا يحق لمن يزني أن ينتقد المثلي" .. ابنة هشام سليم المتحولة تثير نقاش المثلية بعد انتحار سارة حجازي

سكينة بنزين الاحد 21 يونيو 2020
a81b259f8cd4ce4f398b509c3a83a00b
a81b259f8cd4ce4f398b509c3a83a00b

AHDATH.INFO - متابعة

حين اختار والده النجم هشام سليم، خلال شهر رمضان الحديث عنه بكل جرأة، في برنامج "الجريئة وشيخ الحارة"، انتهى الأمر بأن حصد الكثير من "التعاطف والتفهم"، لكن نور سليم يتعرض خلال 24 الماضية لحملة انتقادات شرسة من طرف من وصفوا أنفسهم بأنهم "كانوا متعاطفين عميان"، والسبب أن نور وعلى عكس ما قال والده في البرنامج من كونه يعاني من خلل هرموني منذ ولادته انتهى بتحوله من أنثى إلى ذكر، أشار نور أنه كان أنثى واختار التحول لذكر.

نورا رفقة والدها قبل أن تتحول إلى ذكر

تصريح نور الذي كان انفعاليا في إطار تعاطفه مع الناشطة المثلية سارة حجازي، التي انتحرت يوم الأحد 14 يونيو، انتقد ما اعتبرها ازدواجية متابعيه الذين تقبلوه وشجعوه، مقابل انتقاد سارة ومهاجمة كل من ترحم عليها بدعوى أنها كانت ملحدة ومثلية،وهو ما عرضه لموجة من الانتقاد من طرف من اعتبروا أنهم تعاطفو معه وتقبلوه لأن والده صرح بأنه كان يعاني منذ ولادته من خلل هرموني، وأنه قام بعملية تصحيح وليس تحويل جنس، وهو ما جعل البعض يصفه بالمتهور " والدك تمكن من جلب التعاطف لك، وأنت اليوم تظهره بمظهر الكذاب والمتلاعب .. لقد كان تصريحك غبيا جدا وتحمل مسؤولية ما ستتعرض له في الفترة القادمة"، يكتب أحد الشباب المصري معلقا على فيديو نور.

نور بعد تحولها إلى ذكر رفقة والدها

واعتبر عدد من المتابعين أن هناك فرق بين المثلية، التي اعتبروها "خطيئة لا تغتفر"، وبين الخلل الهرموني الخارج عن إرادة الشخص، لكن نور اعتبر أن الخطأ واحد، معتبرا أن من يزني، ومن يتعاطى الحشيش، ومن يشرب الخمر ... لا يحق له انتقاد الناس من منطلق أخلاقي، واعتبر أنه لا يختلف عن سارة حجازي وملك الكاشف ( من أشهر المتحولين في مصر ولدت ذكر وتحولت إلى أنثى )، مطالبا من ينتقدهما بعدم التواجد على حسابه، معتبرا أن حب سارة للبنات ليست جريمة،وأن الناس في النهاية ليسوا ملائكة للحكم على غيرهم.

وقال نور أنه يتلقى عشرات الرسائل من أطفال في العاشرة من عمرهم، يفكرون في الانتحار بسبب خوفهم من اخبار أسرهم بأنهم مثليين، مشيرا أن من في سنهم يجب أن يفكر في اللعب والاستمتاع بالحياة بدل الموت، مؤكدا أن المثلية لم تكن أبدا اختيارا حسب تعبيره، وأن الأمر خارج عن الإرادة " لا أحد منا يختار أن يتعذب وأن يكون مرفوضا من طرف الناس" وهي العبارة التي جعلت عددا من التابعين يصفون أنه كان مرتبكا خلال تصريحه "عزيزي نور أنت تقول مرة أن الامر كان باختيارك، وهذا يعني أنك كنت أنثى كاملة ثم قررت بسبب ميولك المثلية تغيير قدرك، ونحن ضد الأمر، ومرة تقول أن لا أحد يختار أن يتعذب بمعنى أن هرموناتك شيء خارج عن ارادتك وهذا تقويم الدين لا يعارضه" يكتب أحد المتعاطفين الذي طلب منه الابتعاد تحت الانفعال.

سارة حجازي في صورة تسببت في سجنها

تجد الإشارة أن وفاة الناشطة سارة حجازي، خلف من جديد الجدل حول موضوع الحريات الفردية، بعد أن اختار البعض عدم الترحم عليها وانتقاد كل من ترحم عليها بمبرر أنها كانت مثلية وملحدة، وقد وجدت الشابة المصرية ميتة داخل غرفتها وإلى جانبها رسالة كتب عليها" إلى اخوتي ، حاولت النجاة وفشلت، سامحوني، إلى أصدقائي التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها سامحوني، إلى العالم : كنت قاسيا إلى حد عظيم ولكني أسامح"، وذلك في محل إقامتها بكندا.

وعاشت الشابة المثيرة للجدل، منذ رفعها علما يرمز لمجتمع المثليين والمتحولين جنسيا ومغايري الهوية الجنسية، في حفل فني بالقاهرة، سنة 2017، أحياه مغني مثلي الجنس، تحت ضغط نفسي كبير،بعد مرورها بتجربة السجن سنة 2017، لتحاول بدأ صفحة جديدة بمنفاها بكندا، لكن يبدو أنها كانت عاجزة عن تجاوز تجاربها السيئة،والضغوط المجتمعية الكبيرة بسبب ميولها وطبيعة القضايا التي تدافع عنها، والتي اعتبرها القضاء المصري "ترويجا لأفكار منحرفة".

وكتبت ساره ليا وتسون المديرة السابقة لادارة الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان "التقيت سارة حجازي أخيرا في كندا. كان واضحا أنها متألمة ومتأثرة بالتعذيب (الذي تعرضت له في مصر أثناء سجنها)، كانت تعاني وهي بعيدة عن وطنها ولكنها كانت تريد فتح صفحة جديدة .. ويبدو أنه كان من الصعب تحمل كل ذلك".

ورغم ملامحها المشعة بالحياة كما وصفها بعض المغردين، إلا أنها لم تتمكن من تجاوز تجربة السجن لمدة 3 أشهر، والتي تعرضت فيها للكثير من الإساءة والتعذيب والتحرش الجنسي من طرف السجينات، مما دفعها للبحث عن عن النجاة خارج مصر، حيث تمكنت من العيش في كندا مدة تقارب السنتين، لكن يبدو أنها لم تتجاوز صدمة السجن التي تسببت لها في اضطرابات نفسية زاد من حدتها نظرة الرفض والنبذ.

تجدر الإشارة أن الراحلة التي كانت اختصاصية في مجال تكنولوجيا المعلوميات،تبلغ من العمر 30 سنة، وهي من أسرة محافظة، وقد ارتدت الحجاب لحدود سنة 2016، حيث قررت تغيير عدد من قناعاتها، في مقدمتها خلع الحجاب والمجاهرة بمثليتها لتبدأ رحلة التضييق والملاحقة القانونية بتهم كثيرة، أبرزها التحريض على الفسق والفجور، التي انتهت بالسجن حيث توفيت والدتها قبل معانقتها الحرية.

وتفاوتت ردود أفعال المتابعين مع خبر وفاة الناشطة، حيث عبر البعض عن تعاطفه مع الراحلة، حيث كتب محمد البرادعي " قضية سارة حجازي تثير قضايا عامة شائكة، لم تطرح بوضوح في معظم الدول ذات الأغلبية المسلمة، العلاقة بين القيم المجتمعية والقانون، ترسيم الحدود بين المجال العام والخاص، التطبيق العملي لحرية العقيدة وحرية التعبير، معنى قبول المختلف، مواجهة ما سبق لا غنى عنه للعيش المشترك".

من جهتها لم تتردد الممثلة منى هلا من دعمها لحقوق المثليين خلال اعلانها خبر وفاة سارة، مما عرضها للكثير من الانتقاد بعد أن نشرت صورة الناشطة المنتحرة، مرفقة بتدوينة" سارة حجازي انتحرت واستريحت منكم ومن العالم .. ألف رحمة ونورن أدعم مجتمع الميم لا للعنف ولا للكراهية"، بينما غرد الإعلامي الساخر جو شو " الحمد لله إن ربنا العدل المطلع على نوايانا ونهاياتنا، رحمته وسعت كل شيء وهو سبحانه اللي هيفصل بين عباده يوم القيامة، مش شوية الناس اللي على سوشيال ميديا عديمي الرحمة والعدل اللي نصبوا نفسهم حكام على البشر" .. ليتلقى بدورها بعض الانتقاد.

واختار نجل النجم محمود ياسين، إعلان تعاطفه مع سارة معتبرا أن انتحارها كان يدل أنها بحاجة لدعم نفسي ورعاية كبيرة، مضيفا أن اللجوء للانتحار دليل ضعف وقلة حيلة.

وأضاف عمرو محمود ياسين أن مسألة إلحادها تعد مرحلة من حياتها تبحث فيها عن ماهية الحياة والخالق، "جايز لو كانت عاشت أكثر من كده كانت عادت عن إلحادها .. زي أحمد حرفان اللي ملأ الدنيا كلام عن الحاده ثم عاد وأشهر إسلامه مرة أخرى .. الأمور يا جماعة معقدة ومش بسهولة كده نحسمها أو نقيس عليها .. أتركوا الأمر لصاحب الأمر".