السياسة

الأحداث المغربية تعود إلى الأكشاك

طه بلحاج الجمعة 03 يوليو 2020
image 2020-07-03 à 16.49.52
image 2020-07-03 à 16.49.52

AHDATH.INFO

نعود الإثنين إلى الصدور الورقي.

نعود إلى الميدان الذي «بشرنا» أو «أنذرنا» الكثيرون أنه انقرض ولم يعد له أي داع على الإطلاق.

لم يشرح لنا هذا البعض المبشر أو المنفر لماذا ازدهر الورقي في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا وفي ألمانيا وفي إيطاليا وفي إسبانيا في الآونة الأخيرة تزامنا مع أزمة كوفيد.

لم يشرح لنا كيف يستقيم الوضع بين دول وديمقراطيات عريقة تتيح لهذا المتوج الجاد ذي العراقة وذي المصداقية أن يصل إلى الجميع، وكيف سارع البعض إلى دفننا ووضعنا أحياء تحت الأرض، وقرأ الفاتحة ووزع «الشريحة وقطع الخبز» على اليتامى المنتمين لهاته الحرفة المسكينة، وذهب يبحث عن مجده على حساب هاته الأشلاء التي اعتقدها غير قادرة على الانبعاث من جديد.

لحسن حظنا بقينا مؤمنين بمهنتنا ومارسناها رغم الحجر في ظروف صعبة - اليوم نعترف بذلك - لكن واصلنا الممارسة. قدمنا منتوجنا عبر صفحات «البي دي إيف»، وقلنا إذا كان ضروريا أن نموت فلن يكون هناك أي إعلان وفاة. سيكون هناك بالمقابل إعلان قتل غير رحيم لكل من لا يحب هاته الصحافة الورقية المشاكسة، لكن الجادة والجدية والوطنية.

لحسن حظنا ثانيا التقط عقلاء في هذا الوطن الأمين النداء حق التقاطه وأتاحوا للصحافة الورقية ولنظيرتها الرقمية وللإذاعات ولمسار الطبع والتوزيع في البلد عودة مرتاحة وفق تعاقد جديد مبني على منطق رابح/ رابح الذي تجاهله العديد ممن دبروا هذا المجال قبلا حتى أصبحنا جميعا خاسرين.

تعود «الأحداث المغربية» إلى الإصدار الورقي. تعرف أن حال الأكشاك ليس على ما يرام. تعرف أن نقط البيع لازالت تلملم شتات خسائرها وأثر صدمة كورونا. تعرف أن المقاهي لازالت تتحرج من إدخال الجرائد إليها، لكن تعرف بالمقابل أن عليها دورا تاريخيا ومهنيا ووطنيا، مثل زميلاتها من الصحف الورقية الأخرى دون أي استثناء ومثل زملائنا الآخرين في مختلف وسائط الإعلام، ألا نترك القارى المغربي بين مطرقة التفاهة والرداءة، وبين سندان التطاول والجهل المركب المعيب.

عائدون الإثنين، ونتمنى العود أحمدا ونتمنى أن يكون القادم أفضل للجميع.