مجتمع

بعد الإرتفاع المهول في عدد الإصابات بآسفي: تدابير احترازية للخروج من الأزمة

عبدالرحيم اكريطي الاثنين 06 يوليو 2020
IMG-20200706-WA0009
IMG-20200706-WA0009

AHDATH.INFO

خلقت مدينة آسفي في الأيام الأخيرة الحدث من خلال الأنظار التي توجهت إليها بعد الارتفاع المهول في عدد حالات المصابين بوباء كورونا بعد اكتشاف بؤرة صناعية والتي هي عبارة عن معمل لتصبير السمك المتواجد بطريق جرف اليهودي والذي يشغل عددا كبيرا من العاملات اللواتي اخترن هاته المهنة لسد رمق الحياة بالرغم من الرواتب الهزيلة التي يتقاضيناها وساعات العمل الكثيرة .

البؤرة الصناعة هاته التي خلفت عددا كبيرا من المصابات بوباء كورونا بعدما انتقلت العدوى لهؤلاء النساء االلواتي فوجئن بها جعلت عدد الاصابات المؤكدة بآسفي يرتفع بشكل ملفت للنظر ، الأمر الذي خلف استياء عميقا في صفوف ساكنة المدينة بعدما ظل الإقليم محافظا على رقم عادي في الإصابات إلى أن ارتفع بشكل مهول بين عشية وضحاها.

الارتفاع المهول في عدد الاصابات المؤكدة جعل المدينة تحتل المرتبة الثانية بعد إقليم بمراكش بجهة مراكش آسفي عندما عادت إلى نقطة الصفر بعدما حافظت على عدد قليل من الاصابات لمدة قاربت الثلاثة أشهر.

الإصبات المسجلة المتعلقة بفيروس كورونا جعل عددا من العاملات المصابات تصرحن على أنهن تعانين العديد من المشاكل داخل المعمل، منها على الخصوص عدم احترام التدابير الاحترازية كالتباعد الاجتماعي واستعال الكمامات ، بل منهم من صرحن على أنه إبان هاته الجائحة وعند زيارة مسؤول ما يتم إخفاء بعضهن في الطابق تحت الأرضي حتى لا يفتضح أمر المسؤولين ، ثم الإرهاق في العمل من خلال العدد الكبير من الساعات والتصريح بعدد قليل منها .

عدد كبير من العاملات اللواتي تعرضن بالاصابة توصل بالخبر بطريقة غير رسمية بعدما تم نشر لائحة لأسماء المصابات باللغة الفرنسية،بحيث ظلت أغلبهن داخل منازلهن ووسط أفراد عائلاتهم تنتظرن سيارات الإسعاف التي لم تصل لنقل اغلب المصابات إلا في اليوم الموالي بعدما ظلت العائلات تتصل بالرقم 141، لكن دون مجيب ، ما اضطر ببعض ابناء المصابات إلى التوجه صوب الملحقات الإدارية بحثا عن أعوان السلطة ، وهو ما يزيد من احتمال انتشار العدوى بين أفراد العائلات، ما قد يزيد في عدد الإصابات .

ومن الشهادات التي خلفت استياء عميقا في صفوف الساكنة تلك المتعلقة بالسيدة الأولى المصابة بالفيروس التي تشتغل بهذا المعمل ، والتي كانت قد أجريت لها تحليلة مخبرية السبت ما قبل الماضي باعتبارها مخالطة لإحدى الحالات المؤكدة بحي اوريدة بآسفي ،والتي أكدت على أنها توجهت للعمل يوم الاثنين ما قبل الأخير ، وهناك قدمت لها التعازي في وفاة أحد أفرد عائلتها بالجديدة من طرف جميع العاملات بالمعمل ، إلا أنه مساء اليوم نفسه توصلت بخبر إصابتها بالفيروس ، بحيث أكدت في تصريحاتها على أنه من المحتمل أن تكون العدوى قد انتقلت إلى أغلب العاملات ،وهو ما تأتى بالفعل من خلال إصابة أغلبية العاملات.

عبدالاله الواثيق عضو المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ومنسق التكتل الحقوقي بآسفي أكد في تصريح أدلى به للجريدة على أن التكتل الحقوقي بآسفي سبق وأن حذر لجنة اليقظة بالإقليم من الخطر الداهم الذي قد يأتي من معمل التصبير خاصة في ظل الشهادت الحية لعدد من العاملات والتي أجمعت على غياب الشروط والإجراءات الاحترازية في هذه المعمل ، مضيفا على أنه اليوم وللأسف الشديد حصلت الكارثة بعد أن كان آسفي يضرب به المثل في التزام مواطنيه بالحجر الصحي، حيث ظلت مدينتهم في منأى عن الوباء لأشهر ، لذلك يضيف الواثيق يجب فتح تحقيق لمعرفة من المسؤول عن ما وقع، والمطالبة أيضا برأس أي مسؤول كيفما كان موقعه تسبب في تعريض حياة مدينة بأكملها للخطر.

الكارثة هاته حلت بآسفي عجلت بزيارة رسمية لوالي جهة مراكش آسفي إلى مقر عمالة آسفي والتي تمخض عنها العديد اتخاذ عدد من القرارات بخصوص التدابير المتعلقة بحالة الطوارئ الصحية من خلال بلاغ رسمي جاء فيه على أن هناك إغلاق تام للمنطقة الحضرية الثالثة بمدينة آسفي والتي تتمركز فيها الحالات الإيجابية ، وإغلاق ومنع التنقل من وإلى مدينة آسفي إلا في حالات محدودة،والإغلاق الفوري لمصنع لعليب الي يصل عددها إلى 18 معمل المتواجد بالمدينة وتوقف نقل عمالها ، وإغلاق المحلات التجارية في الساعة السادسة مساء وإلاغلاق المقاهي في الساعة الثامنة ليلا ، ومنع ولوج شاطئ مدينة آسفي ، وإغلاق سوقي القرب السلام والصحة المتواجدين بالمنطقة الحضرية الثالثة ،والرفع من وتيرة عمليات التعقيم ، وتعقيم الساحات العمومية والحدائق ووسائل النقل العمومية والرفع من وتيرة الحملات التحسيسية والتوعوية لإعلام المواطنين بالتدابير المتخذة، والتكفل بالحالات الإيجابية بمستشفيات آسفي ومناطق أخرى.

تطبيق جزء من هاته الإجراءات تم مساء يوم السبت الأخير عندما تفاجئت الساكنة وبسرعة البرق وضع حواجز أمنية بالمنطقة الجنوبية لآسفي ، وإغلاق جميع منافذ المدينة المؤدية إلى مدن أخرى.

هذا وينتظر المواطنون بآسفي بفارغ الصبر عدد المخالطين لهاته الحالات المؤكدة بعدما سجل الإقليم منذ انتشار الوباء بالمملكة المغربية في الثاني من شهر مارس الماضي إلى حدود السادسة من مساء يوم الأحد الأخير ما مجموعه 630 إصابة مؤكدة،شفيت منها 73 حالة ، بينما سجلت 3 وفيات ، وبقيت 554 حالة تحت العلاج.