مجتمع

طنجة تسقط في "بؤرة القرارات" وصحتها في حالة حرجة

محمد كويمن الثلاثاء 14 يوليو 2020
0-5
0-5

AHDATH.INFO

"افتحي يا طنجة.. اغلقي يا طنجة"، هكذا لخص السكان الحالة التي صارت عليها مدينتهم، وهم يتابعون قرارات السلطات العمومية المتضاربة بين الفتح والإغلاق، على أنغام أنشودة "افتحي ياوردة"، بعدما لوحظ ارتباك كبير في كيفية تجاوز الخطر الوبائي، الذي أسقط مدينة البوغاز في "بؤرة القرارات"، وهي تبحث عن حلول لبؤر مهنية وعائلية انتشرت بشكل سريع وجعلت وضعية طنجة في حالة حرجة.

تسريبات ولاية طنجة لمساء الأحد، جعلت مجموعة من أحياء المدينة معزولة بداية منتصف الليل، قبل أن يؤكد بلاغ وزارة الداخلية قرار تشديد القيود الاحترازية والعودة إلى الحجر الصحي ببعض المناطق دون ذكرها في البلاغ الرسمي.

ثم بعد ذلك استفاق سكان المدينة على قرار جديد للداخلية تشير فيه إلى تعميم هذه الإجراءات على كافة تراب عمالة طنجة أصيلة، وبعد الزوال عادت سلطات ولاية طنجة إلى اعتماد نفس أسلوبها في التواصل بطريقة التسريبات لترويج قرار جديد يقضي بفرض التدابير المعلن عنها في بلاغ الداخلية فقط بمنطقة بني مكادة حيث الأحياء التي تعرف ارتفاعا في أعداد المصابين.

كما لم يستمر عزل المدينة طويلا بعد القرار الذي اتخذته الداخلية بإغلاق المحطة الطرقية ومحطة القطار ومنع التنقل من وإلى طنجة.

ليتم التراجع عنه بعد 24 ساعة بدون بلاغ رسمي فقط  أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية عن استئناف رحلات القطارات على محاور طنجة / الدار البيضاء عبر قطارات البراق، وطنجة/فاس عبر قطارات الأطلس، ابتداء من يوم الأربعاء 14 يوليوز الجاري، وذلك تطبيقا للقرار المتخذ من طرف السلطات العمومية بشأن رفع تقييد حركة سير القطارات من وإلى طنجة الصادر يوم الاثنين.

وفي ظل هذا الارتباك، انقسمت طنجة إلى منطقتين، ووجدت السلطات العمومية نفسها "تالفة" ما بين قرارات الإغلاق والفتح، لدرجة أن في بعض المناطق هناك من فرض عليهم الإغلاق في الساعة الثامنة مساء باعتبار أنهم يتواجدون ضمن النفوذ الترابي المطبق عليه إجراءات الحجر الجديدة.

وغير بعيد عنهم في الجهة المقابلة لهم تم السماح لآخرون بممارسة أنشطتهم التجارية إلى غاية منتصف الليل بحكم انتمائهم للمنطقة غير المعنية بالعزل، وهذا ما جعل مسؤولية مراقبة التنقل بين الضفتين تكاد تكون مستحيلة لضمان تنفيذ تدابير القيود الاحترازية المعلن عنها بعد تحول طنجة الكبرى إلى بؤرة كبيرة في مواجهة وباء كورونا.

وكان رد فعل تجار بني مكادة بعد إشعارهم بضرورة إغلاق محلاتهم بداية من الثامنة مساء، احتلالهم الشارع العام وتنظيمهم وقفة احتجاجية للمطالبة برفع الحجر بدعوى أن ظروفهم الاجتماعية تحول دون التزامهم بالإجراءات الجديدة بعد ركود تام دام لأربعة أشهر، خاصة وأن مجموعة منهم، يقول صاحب محل لبيع الألبسة، بدلوا مجهودا كبيرا من أجل الحصول على رأسمال لاقتناء بضاعة جديدة لتسويقها في موسم الصيف الذي تكون فيه حركة الرواج التجاري مزدهرة في فترة المساء قبيل المغرب.

وهي الفترة التي قررت السلطات إغلاق محلاتهم، الأمر الذي قد يكبدهم خسائر كبيرة، مع العلم أنهم، يضيف نفس المتحدث، تعهدوا بالحفاظ على شروط الوقاية خلال استقبال زبنائهم داخل متاجرهم.

لكن السلطات أكدت من خلال ما كشف عنه بلاغ الداخلية الأخير،  عل أنها "لن تتساهل مع أي تهاون في احترام الإجراءات الاحترازية المعتمدة، وأنها ستلجأ إلى إغلاق الأحياء السكنية التي قد تشكل بؤرا وبائية جديدة، حيث سيتم تطويقها وتشديد إجراءات المراقبة بها وإغلاق المنافذ المؤدية إليه".

كما أنها لم تتراجع عن منع مغادرة الأشخاص بالأحياء المعنية بالإغلاق، مساكنهم إلا للضرورة القصوى مع اتخاذ الاحتياطات الوقائية والاحترازية الضرورية من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية، مع اشتراط استصدار رخصة للتنقل الاستثنائي مسلمة من طرف رجال وأعوان السلطة.

إلى جانب عودة إغلاق الحمامات والقاعات والملاعب الرياضية، وكذا إقفال الأسواق والمراكز والمجمعات والمحلات التجارية والمقاهي والفضاءات العمومية (منتزهات، حدائق، أماكن عامة…) على الساعة الثامنة مساء.

وجاءت هذه الإجراءات بعدما بلغت نسبة الإماتة بجهة الشمال 2٪، حيث ارتفع عدد الوفيات إلى 63 حالة منذ انتشار هذا الوباء، من بينها 52 حالة بطنجة، بعدما شهدت هذه الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد الوفيات خلال الأيام الأخيرة، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين فارقوا الحياة بسبب كورونا 13 ضحية بمعدل حالة وفاة كل يوم منذ بداية شهر يوليوز الجاري.

كما ارتفع عدد الحالات الحرجة بمستشفى محمد السادس دون تقديم أي توضيحات حول وضعية المصابين وأسباب تزايد الوفيات، في الوقت الذي ترفض فيه مديرية الصحة التواصل، لدرجة أنه في عز هذه الأزمة قررت خمس نقابات مهنية في قطاع الصحة العمومية بطنجة تنظيم وقفة احتجاجية أمام المندوبية الإقليمية يوم الخميس 16 يوليوز الجاري بعد الاستجابة لمطلب فتح الحوار معهم واتهامهم المسؤولين ب "تكرار نفس السيناريوهات الفاشلة في معالجة التكفل بمرضى كوفيد 19 بالإقليم والتستر على الواقع المر الذي يعيشه القطاع".