السياسة

النيران تلتهم أجمل غابات المضيق

مصطفى العباسي الاثنين 03 أغسطس 2020
FB_IMG_1596402384151
FB_IMG_1596402384151

AHDATH.INFO

ليلتان وزيادة هي المدة التي انتشرت فيها النيران بين غابات جبل زمزم بالمضيق، في واحدة من أكبر وأخطر الحرائق التي تعرفها المنطقة، إذ لم تتم السيطرة عليها إلا بصعوبة كبيرة بسبب رياح الغربي من جهة، وصعوبة تضاريسها التي عرقلت تدخل فرق الإنقاذ ميدانيا، رغم الإمكانيات الكبيرة التي رصدت لإخمادها.

النيران، التي اشتعلت فجأة على مساحة كبيرة بعد مغرب يوم السبت المنصرم، انتشرت بسرعة كبيرة، وهمت غابات العليين انطلاقا من بوجميل الكوف وغيرهما، والتي تعد من أجمل المناطق الإيكولوجية المطلة مباشرة على البحر، تجمع بين الطبيعة الجبلية، الغابات والبحر، حيث تنتشر مناطق طبيعية عذراء دون ممرات ولا مصدات للنيران، وهو ما سهل من سرعة انتشار اللهب.

وتدخلت السلطات المحلية، وفي محاولة منها لإخماد النيران، عن طريق رصد إمكانيات ضخمة من شاحنات صهريجية، سواء منها التابعة للوقاية المدنية أو لمندوبية المياه والغابات، إذ تم استنفار جهود العشرات من رجال الوقاية المدنية وأعوان المياه والغابات وعمال الإنعاش الوطني، إضافة إلى عناصر القوات المسلحة الملكية، ممن اشتغلوا ميدانيا قبل أن تتدخل طائرات الكنادير طيلة يوم الأحد معضدة جهود البقية.

بعض المصادر من عين المكان، أكدت لـ«أحداث أنفو» أن سرعة انتشار النيران وانتقالها لمناطق أخرى، صعب من مأمورية السيطرة عليها والحد من انتشارها وخطورتها، على الرغم من تدخل الطائرات، ناهيك عن صعوبة الوصول لغالبية الأماكن الملتهبة، وارتفاع درجة الحرارة مما أنهك قوى أغلبية عناصر الوقاية المدنية.

خلق انتشار النيران موجة هلع وفزع في صفوف ساكنة عدد من المداشر، خاصة وأن أهالي المنطقة يعتمدون في غالبيتهم على تربية المواشي، وبعضهم يملتكون إسطبلات جياد، كما الحال بالنسبة لمداشر بوجميل المعروفة بتربية الجياد البرية والأبقار.

إضافة إلى الحرائق التي التهمت لحد الساعة، وفي إحصاء تقديري قرابة 70 هكتارا من الأشجار الغابوية، حول الدخان المنطقة لما يشبه مدخنة فران، وذلك تزامنا مع يوم أحد قائظ عرف ارتيادا مكثفا للشواطئ المجاورة، غير أن انتشار النيران خلق الرعب في صفوف السكان ودب الرعب في أوصالهم.