السياسة

ساركوزي: لقاءاتي بالرئيس بوتفليقة كانت دائما تنتهي بآلام في العنق

متابعة الثلاثاء 04 أغسطس 2020
87-4
87-4

AHDATH.INFO

 

كشف نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق (2007-2012) النقاب عن العلاقات التي كانت تربطه برؤساء أفارقة وآخرين من المنطقة المغاربية، في كتاب عنوانه "زمن العواصف".

ففي الجزء الأول من مذكراته التي تحمل عنوان "في زمن العواصف" والذي صدر نهاية الشهر الماضي، خصص نيكولا ساركوزي، رئيس فرنسا السابق (2007 -2012) أجزاء طويلة حول العلاقات التي كانت تربطه ببعض رؤساء دول أفريقيا والمنطقة المغاربية، على غرار الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وجلالة الملك محمد السادس والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي المدفون في السعودية وآخرين.

وبخصوص الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، حكى نيكولا ساركوزي أن "اللقاءات التي كانت تجمعه به كانت طويلة وتدوم ثلاث ساعات على الأقل"، مشيرا إلى أن "بوتفليقة كان يرفض أن نتناقش وجها لوجه، بل جنبا إلى جنب". "كان يتوجب علي دائما أن أحرك وجهي باتجاهه لكي أراه، ما جعلني أشعر بآلام في العنق عند مغادرتي مقر الإقامة الذي كان يستقبلني فيه".

وتابع "الساعة الأولى من اللقاءات مع بوتفليقة كانت دائما مخصصة للحديث عن الثورة التحريرية وعن الآلام والأوجاع التي خلفها الاستعمار"، مضيفا أن الرئيس الجزائري السابق كان "يعاتبني بسبب الميول المحتملة للسياسة الخارجية الفرنسية نحو المغرب. لكن كنت أدافع عن نفسي بقوة قائلا في أعماق قلبي على الأقل عندما أتواجد في الرباط، الملك لا يعاتبني ولا يسألني لماذا وقع المغرب تحت الحماية الفرنسية".

وتحدث نيكولا ساركوزي عن ليبيا وزعيمها المقتول معمر القذافي والخيمة البدوية التي نصبها في 2007 في حديقة فندق مريني الفاخر بقلب باريس قائلا " ذلك هو الثمن الذي كان ينبغي أن ندفعه للتعبير عن شكرنا بعد تحرير الممرضات البلغاريات".وانتقد ساركوزي تصرفات الزعيم الليبي السابق قائلا بأنه "لا يتحدث لا بالفرنسية ولا بالإنجليزية، وكان يتوجب على كل واحد منا اللجوء إلى مترجم وكان ينطق بأصوات وكلمات لم أكن أفهمها جيدا".

واختتم نيكولا ساركوزي الصفحات المخصصة لرؤساء دول المنطقة المغاربية بالحديث عن زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي الذي غادر السلطة مرغما في 2011 جراء مظاهرات شعبية غير مسبوقة.

ووصف ساركوزي زين العابدين بن علي  بـ"الرجل الغريب" ذي الوجه "المنفوخ"، معتقدا "أن الجراحة التجميلية تركت عليه آثارا كثيرة".

ورغم أن ساركوزي كان ينظر إلى بن علي على أنه الرئيس الذي ينظر إلى العالم بأكثر "واقعية" مقارنة بالزعماء المغاربيين الآخرين، إلا أنه كانت "تنقصه العفوية في تصرفاته" حسب الرئيس الفرنسي السابق.

واعترف أنه لم يتنبأ بسقوط الرئيس التونسي في 2011. "سفراؤنا والمتخصصون الفرنسيون والاستخبارات ورجال الأعمال الذين كانوا يعملون هناك (في تونس) لم يشعروا بأي شيء ولم يتوقعوا سقوط النظام التونسي السابق".