مجتمع

الهلال الأحمر يرفع التحدي في مواجهة كورونا بطنجة ويدعو لانخراط المجتمع لكسب رهان "مسعف في كل عائلة"

محمد كويمن السبت 08 أغسطس 2020
PHOTO-2020-07-27-12-13-45 (1)
PHOTO-2020-07-27-12-13-45 (1)

Ahdath.info

 

يستقبلون يوميا فيروس كورونا، بل لا يفارقونه في كل لحظة وحين، لدرجة أن فقدوا الإحساس بالخطر، وهم يتعاملون معه منذ ظهور نتائجه الإيجابية إلى أن تصير سلبية.

لا يكادون يشاركون فرحة المريض وهو يفارقهم إلى أن تجدهم مرة أخرى في سباق مع الزمن لمحو آثار الحزن والألم عن مصاب جديد، إنهم جنود الهلال الأحمر المغربي المرابطون بالمستشفى الميداني بالغابة الديبلوماسية بطنجة.

إنها تجربة غير مسبوقة يخوضها الهلال الأحمر المغربي، في مواجهة جائحة كوفيد 19، بعدما انخرط في عمل تشاركي إلى جانب الصحة العمومية والسلطات المحلية بطنجة، للتصدي لهذا الوباء، من خلال إشراف أطره الطبية والتمريضية على استقبال مرضى كورونا بالمستشفى الميداني، الذي تم إعداده بمركز التخييم وسط الغابة الديبلوماسية عند مدخل المدينة.

حوالي 112 شخصا، 80 بالمائة منهم من العنصر النسوي، يحملون راية الهلال الأحمر، أغلبهم يعملون بمصحاتها بالشمال وآخرون ينتمون لمركز للامليكة لتكوين المتطوعين وأطر الصحة بتطوان، كانوا يتوزعون داخل هذا المستشفى بخطوات مدروسة، تجعلهم على أهبة الاستعداد لأي طارئ، من بينهم 4 أطباء للمستعجلات و6 أطر لتدبير الكوارث و10 مسعفين و72 إطارا تمريضيا و20 ممرضا احتياطيا.

كل واحد منهم يقوم بدوره بكل نكران الذات، بشهادة المرضى قبل المسؤولين، وبعض الممرضين راكموا تجربة فاقت 20 سنة في مصالح الإنعاش والتخدير والمركبات الجراحية.

وآخرون كانوا من الأوائل الذين التحقوا بوحدة كوفيد 19 بمستشفى سانية الرمل بتطوان، ومصالح التشخيص المختبري على مستوى إقليم الفحص أنجرة، مع أن أعمار غالبيتهم لا تتجاوز 25 سنة، الأمر الذي ساهم في جعل روح الشباب تعم هذا الفضاء الاستشفائي بحماس كبير نحو القيام بالواجب حين كان إجماع الأطر التمريضية على البقاء في "المعسكر" أيام العيد بعيدا عن أهاليهم.

واستقبل هذا المستشفى الميداني بالغابة الديبلوماسية، حوالي 3 آلاف مصاب بكورونا، جلهم من طنجة، وذلك منذ افتتاحه يوم 27 يونيو المنصرم إلى غاية 6 غشت تاريخ الشروع في تطبيق البروتوكول العلاجي الجديد الخاص بالتكفل الطبي المنزلي، حيث كانت طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 558 سرير مع انطلاقة العمل به قبل أن تصل إلى 1257 سرير مع بداية شهر غشت الجاري، عقب ارتفاع أعداد الحالات المؤكدة الجديدة بطنجة، الأمر الذي تسبب في ضغط كبير على المستشفى، الذي صار في الأيام الأخيرة يستقبل أزيد من 100 مصاب كمعدل يومي.

مشاركة الهلال الأحمر المغربي، الذي أنشئ سنة 1957 بظهير كمنظمة تسعى إلى تقديم المساعدة للسلطات العمومية في الميدان الإنساني والإغاثة والإسعاف، في دعم البنية التحتية الصحية المحلية التي تعاني من خصاص ملموس في مواردها البشرية، أثارت استحسان ساكنة طنجة.

وكشفت الأدوار المهمة لهذه الهيئة، التي تسهر على تكوين 50 ألف متطوع على مستوى المملكة، وتساهم من خلال معهد التكوين والتدرج للامليكة في تخرج ما يفوق 200 ممرض ومسعف سنويا في جميع التخصصات بديبلومات معتمدة من قبل الدولة.

"مسعف في كل عائلة"، هو رهان تسعى منظمة الهلال الاحمر المغربي إلى كسبه وطنيا، تنفيذا لقرارات المؤتمر30 للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي حمل هذا الشعار للدعوة إلى انخراط الجميع من أجل تحقيق هذا المبتغى، بل أضحى هدفا أساسيا في ظل معاناة العالم مع جائحة كورونا.

وهو ما جعل الهلال الأحمر المغربي يوجه نداء للمجتمع المغربي للمشاركة في برامجه التكوينية باعتبار أن ضمان وجود مسعف في كل عائلة يشكل في حد ذاته قيمة مضافة لحملات التوعية الصحية والتحسيس بطرق الوقاية عن قرب قصد التقليل من المخاطر والتعجيل بالكشف المبكر والتدخل السريع.