مجتمع

هيئة الأمم المتحدة للمرأة: مغربيات يشجعن التسامح مع العنف للحفاظ على بقاء الأسرة!!

سكينة بنزين الاثنين 17 أغسطس 2020
4E75DEAF-8D82-47D0-A69E-EBFEEF6C1CD5.
4E75DEAF-8D82-47D0-A69E-EBFEEF6C1CD5.

AHDATH.INFO

الجهة الأضعف تتحمل التبعات الأثقل دائما، هي الخلاصة التي أعادت نفسها في أكثر من دراسة ترصد تداعيات جائحة كوفيد-19، منذ مارس 2020، تاريخ إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 كجائحة تطلبت من الدول اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية للحد من العدوى، وفي مقدمتها العزل الاجتماعي، وإغلاق الأماكن العامة، والمدارس، مما زاد من أعباء الأعمال على النساء.

هيئة الأمم المتحدة للمرأة، قدمت دراسة أجراها المكتب الإقليمي للهيئة الأممية داخل 9 بلدان بالمنطقة العربية، ضمت المغرب،ليبيا، تونس، اليمن، لبنان، الاردن ،فلسطين ،العراق و مصر، كخطوة لتقييم أثر الجائحة على الأعراف الاجتماعية القائمة على النوع الاجتماعي والعنف ضد المرأة ، حيث تحولت الاجراءات الوقائية التي تلزم المواطنين بالبقاء في البيت، إلى مصدر تخوف بالنسبة لعدد من النساء اللواتي اعبترن البيت غير آمن ومكان للتعنيف والخوف.

وكشف 16 ألف و462 من المستجوبين الذين شكلت النساء 30 في المائة منهم، أنهم عانوا من زيادة عبء الراعية غير المدفوعة والعمل المنزلي للرجال والنساء على حد سواء، إلا أن النساء اللواتي يقضين في المتوسط 4.7 مرات أكثر في الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي مقارنة بالرجال، وجدن أنفسهن خلال الحجر مطالبات بالمزيد من الجهد في الأعمال المنزلية ودعم الأطفال في التعليم عن بعد ورعاية كبار السن والمرضى.

وكشفت 43 في المائة من المغربيات المتزوجات، عن زيادة الوقت المخصص للأعمال المنزلية، بينما صرح 33.9 في المائة من الأزواج المغاربة أنهم ساهموا أيضا في الأعمال المنزلية خلال الحجر، وتزامنا مع اعتماد الدراسة عن بعد، أوضح 39 في المائة من الآباء المغاربة أنهم ضاعفوا الوقت المخصص لتعليم أطفالهم، في الوقت الذي عبرت فيها 35 في المائة من المغربيات عن تحمل مسؤولية تعليم الأبناء، وفيما يخص الاعتناء البدني بالأطفال أشارت الدراسة أن العبء زاد على النساء بنسبة 36.6 في المائة، بينما صرح 35.3 من الآباء المغاربة أنهم تولوا رعاية أطفالهم خلال الحجر.

وعن غياب الأمن داخل المنزل بسبب الخوف من عنف الزوج أو أحد أفراد الأسرة، عبرت 35.8 في المائة من المغربيات عن خوفهن، بعد أن عانت واحدة من كل خمس نساء من التعنيف، بينما عبر 28.9 في المائة من الرجال المغاربة بأنهم لم يشعروا بالأمان خلال فترة الحجر.

أما المضايقات عبر الانترنيت، فقد شكلت أعلى أنواع العنف الممارس على النساء، وصرح عدد من الرجال المغاربة أنهم شاهدوا العديد من حالات تعرض النساء للتحرش، لكن رغم كل العنف الممارس ضدهن، لم تتمكن سوى 23 في المائة فقط من المغربيات من التبليغ عن العنف، لكن المثير في الأمر أن عددا من المستجوبات من النساء داخل الدول العربية، شجعن المرأة على التسامح مع العنف خلال فترة الجائحة، بمبرر الحفاظ على بقاء الأسرة، وهو ما عبرت عنه 31 في المائة من المغربيات المستجوبات، و40 في المائة من الرجال المغاربة، في الوقت الذي شكلت فيه اليمن أعلى نسبة لتشجيع النساء على التسامح مع العنف، بنسبة 49 في المائة من اليمنيات، بينما كانت النسبة الأقل تسامحا بين صفوف التونسيات ب 24 في المائة.