ثقافة وفن

حروب زيان "دي لامانشا": طبقة ترفض الذهاب والرحيل !

AHDATH.INFO الخميس 17 سبتمبر 2020
MeZiane1
MeZiane1

AHDATH.INFO

للسيد محمد زيان حرب حقيقية وواقعية وملموسة ضد الأمن الوطني، وضد شخص مدير الأمن الوطني، وضد نجاحات هذا الرجل في ميدانه في المغرب اليوم.

للسيد زيان أيضا حرب ضد العدالة في المغرب وضد كل من يمثل العدالة في البلاد، حتى وإن كان السيد زيان محسوبا على هذا المجال الرفيع.

وللسيد زيان حرب فعلية ضد القضاة الذين يصفهم، مثلما وصف قضاة طنجة بأوصاف نتعفف عن ذكرها في هذا المقام.

للسيد زيان أيضا حرب ضد الصحافة المغربية، إلا الصحافة التي تستضيف استيهاماته، والتي تسمح له بأن يقول كل شيء واللاشيء في الوقت ذاته.

وللسيد زيان باختصار حرب ضد المسار الذي يحياه الآن، هو الذي كان وزير حقوق الإنسان في زمن لم تكن حقوق الإنسان في المغرب تعني الشيء الكثير.

وللسيد زيان قصص مع الحافلات التي كانت تعبر المغرب نحو أوربا، وله أيضا قصص مع السياسة التي اعتقد أنه سيصبح واحدا من علاماتها يوم أسس للأسد حزبا وقال له ولنفسه « هيت لك »، بعد أن لعب بالعاطلين من حملة الشهادات الجامعية لوقت طويل، وقرر ذات يوم أن يطردهم من مقر حزبه بعد أن قضى منهم وطره.

وطبعا للسيد زيان قصص وحكايات مع الريف المغربي الأصيل، ومع من ورطوا أبناء الريف المغربي الأصيل في أفعال جنائية يؤدون مقابلها ثمنا غاليا اليوم. وله الحكايات ذاتها مع المؤخرة الشهيرة التي قال إنها لدب أشهر، وبقية التفاصيل تعرفونها ولا داعي للحديث عنها أكثر في هذا المقام.

كل هذا لا يهم. أهم منه السؤال الذي يفوق زيان ومن يشبهون زيان: متى سيتخلص المغرب من هاته الطبقة الحزبية التي عاشت زمنها وتريد الآن عيش زمن الآخرين؟

متى سيقتنع هؤلاء أن التقاعد حق مشروع بل هو منحة إنسانية، يستحقها المرء قبل أن يذهب لملاقاة وجه رب كريم بعد المسار الحافل أو غير الحافل -هذا لايهم- وتتيح له في الوقت ذاته أن يترك مكانه للأجيال الوافدة والصاعدة في إطار سنة الله التي لن تجد لها تبديلا؟

متى سيفهم هؤلاء الشائخون أنهم لا يستطيعون - وإن أرادوا ذلك - أن يغيروا سنة الله وأن يظلوا في الصدارة - وإن دون وجه حق - فقط لأنهم يصرخون ولأنهم يقولون أشياء تدخل في إطار الخرف أكثر من دخولها في إطار أي شيء آخر؟

متى يستوعب هؤلاء أن زمن « خرايف جحا » ودن كيخوتي ديلا مانشا الذي خاض الحروب الخيالية ضد الطواحين في الرواية الشهيرة قد انتهى وأن المغرب يبحث عن الجادين الصادقين من أبنائه الأصليين؟

متى؟

علم ذلك عند ربي، وفي انتظار العثور على جواب هانحن نفتح « اليوتوب » كل يوم ونسمع مايليق ومالايليق بنا أن نسمعه، وننتظر أن نجد ذلك الذي يقول لنا المثل المغربي إنه أفضل من الذي يعطينا، أي الذي يفهمنا، والسلام…