AHDATH.INFO
أصبح التعيين استجابة لتوازنات قبلية يمليها ميزان القوى الإجتماعية، "بالرابوني " هذا مع عبرت عنه عدد كبير من شرائح المجتمع بمخيمات الصحراويين بتندوف، التي أكدت أن القاعدة الأساسية و القديمة عند جبهة البوليساريو هي (القبلية أساسا) التي جعلت منها "دستور " تصريف أعمالها،، حيث تسخر القبيلة لنسف هذا الواقع، إستنادا إلى القوى القديمة التي تأسست عليها قيادة البوليساريو، و في ذلك معركة كسر العظم مع القوى المتطلعة للتغيير.
و في هذا السياق يرى العديد من الصحراويين بمخيمات تندوف و غيرهم أن أي تنازل تقدمه قيادة البوليساريو لقوى القبلية هو خيانة حقيقية للأمانة،
معتبرين أن كل ما تقوم به قيادة البوليساريو يؤكد بجلاء ما وصلت إليه هذه القيادة من إستعمال مفرط لقوى القبلية التي أصبحت هي الآمر والناهي في دوائر الحكم، الذي سينسف آجلا أم عاجلا مشروع قيادة البوليساريو المبني على التفكير في العشيرة و القبيلة، حسب العديد من المثقفين و المهتمين، لأن مشروع القيادة هو مشروع في أيدي حماة القوى القبلية التي تتغنى على أمجاد الماضي.
كل هذا يرى من خلاله هؤلاء بأنه مجرد عمل لصرف الأنظار لما يجري داخل قيادة البوليساريو من أجل ملأ الفراغ الراهن في ظل وضع جد قاتم، نتيجة ما يلاحق أغلب القيادة من محاكمات دولية، و وضع إجتماعي، و سط إرتباك سياسي ظهر خلال الأشهر الأخيرة، حين ظهر تيار يعاكس فكر القيادة، و الذي جندت له تيار جديد لا لشيء سوي أنهم إختلفوا معها في في الفكر و ليس في مصلحة الصحراويين، لتعود هذه القيادة و كعادتها إلى القوى القبلية
المتحكمة لتحقيق أهدافها، و ذلك قصد فرض رؤيتها التي تنهل من الماضي والتي تتخذ من التركيبة الإجتماعية القبلية مرتعا لها لتغذى على النعرات من ورائها لنسف كل مشروع يحاول الظهور بفكر و رؤيا تخالف مشروع جبهة البوليساريو، و ذلك عن طريق إعتماد القيادة على “تسويق” رؤيتها الهدامة لتشكل إهتماما متداولا و “رأيا عاما” من خلال خلق تيارات تتغنى بأهداف كبرى (كالدولة، المواطنة ، المؤسسات، و تدبير الشأن العام والبناء واستكمال التحرير).
هذا الأمر الذي ينظر إليه الكثيرون بأنه مفارقة عجيبة، دفعتهم إلى التساءل كيف يصبح الشارع الذي يفترض أن يقوم بترميم الوضع السياسي من خلال إختلاف أرائه، بدلا من أن يكون متنفس للقبليين؟ بعد ما يتعرض لعملية غسيل دماغ في وسائل الإعلام، خاصة وسائل التواصل الإجتماعي والتي يتم بموجبها إعادة توجيه اهتمامات الرأي العام حتى تتفق و أهواء تلك القيادات القبلية.