آراء وأعمدة

الدكتور ودغيري يكتب: إلى كل المشككين في فعالية دواء الكلوركين!

طه بلحاج الأربعاء 30 سبتمبر 2020
DR OUADGIRI
DR OUADGIRI

AHDATH.INFO

كم من مرة صدمت بتصرفات بعض المرضى الذين يرفضون تناول بعض الأدوية بداعي الأعراض الجانبية التي قد يتعرضون لها. هذه الدريعة قد تكون صحيحة لكن يجب أن يعرف هؤلاء أن ليس هنالك دواء على وجه الأرض ليس له أعراض و انعكاسات غير مرغوب فيها. عامل السن والحالة الصحية للمريض وكذلك كمية ومدة استعمال الأدوية تلعب دورا مهما في ظهور هذه الأعراض.

منذ ظهور جائحة كورونا فيروس، سارع مجموعة من الأطباء والباحثين في العالم في تجربة عدد كبير من الأدوية المضادة للفيروسات قصد الحد من خطورة هذا الفيروس. لكن مع الأسف، كل هذه التجارب كللت لحد الآن بالفشل رغم التكاليف الباهضة لكل هذه الأدوية.

الكلوركين ومشتقه هيدروكسكلوركين دواء معروف مند زمن طويل (أكثر من خمسين سنة) حيث كان يستعمل في البداية في علاج الملاريا (paludisme) ثم من بعد في مجموعة من أمراض الروماتزم كمرض الروماتويد (polyarthrite rhumatoïde) ومرض الذئبة الحمراء (lupus) حيث أن هدا الدواء يساهم بشكل فعال في تقوية المناعة والتدخل الإيجابي في مسار الإلتهاب.

هذا الدواء، الموجود والرخيص التكلفة، تم استعماله منذ بداية الجائحة من طرف عدد من الأطباء في فرنسا، و على رأسهم البروفيسور راولت، وكذلك في الصين و الولايات المتحدة الأمريكية. النتائج كانت جد طيبة على العموم و خصوصا عندما يضاف مضاد حيوي من نوع أزتروميسين. الدراسة التي أنجزت مؤخرا و التي ستجدون خلاصتها في هذه الصفحة ، همت أكثر من ثمانية ألف شخص تم علاجهم في مستشفيات بلجيكا و أظهرت النتائج تقليص ملموس في نسبة الوفيات عند الأشخاص الذين تناولوا الهدروكسيكلوركين.

المغرب كان من الدول السباقة في استعمال هذا الدواء في البرتكول الوطني و قد كان قرارا جريئا أخذته الوزارة، تحت توصية الهيئة العلمية المكونة من ثلة من الأطباء و الأساتذة. النتائج المحصل عليها إلى يومنا هذا و التي تهم خصوصا نسبة الإماتة (indice de létalité) الذي هو في حدود  1,7%، و الذي يبقي الأقل في العالم، لهو خير دليل على نجاعة هذا الدواء.

من خلال تجربتي المتواضعة، حيث تمكنت من  معالجة و متابعة حوالي خمسين مريضا مصابا بالكوفيد 19، لاحظت جليا التغيير الإيجابي  للحالة الصحية للمريض خصوصا عندما يستعمل الهيدروكسيكلوركين في وقت مبكر قبل أن تتدهور الوضعية الصحية للمريض.

الكلوركين أو الهيدروكسيكلوركين يستعمل كذلك في عدد كبير من الدول كدول المغرب العربي، السنغال، إيران و الهند، لكن هناك حملة إعلامية مسعورة  يتعرض لها هذا الدواء، تحت ضغوطات لوبي المختبرات ، تستعمل كل الوسائل المتاحة لتشويه صورته و الطعن في الدراسات التي أثبتت فعالياته.

رسالتي أن الخبر الصحيح يؤخذ من المصادر العلمية الموثوقة، كما يجب أن نثق في كفائاتنا الطبية الوطنية التي أكدت بالاجماع فعالية دواء كلوركين . كفانا من الإشاعات ونشر الاخبار الزائفة التي لا تخدم بتاتا صحة المواطنين. عدد لا يستهان به من المرضى فقدانهم او هم الآن تحت التنفس الإصطناعي والسبب تعنتهم ورفضهم أخد الأدوية التي وصفت لهم.

(*) د المصطفى ودغيري

أخصائي في الطب الباطني وطب المسنين

رئيس الجمعية المغربية لعلوم الشيخوخة