مجتمع

الجامعة.. أوعويشة يطرح أسئلة المستقبل

طه بلحاج الخميس 01 أكتوبر 2020
driss-ouaouicha
driss-ouaouicha

AHDATH.INFO

تميزت الندوة عن بعد التي نظمتها منظمة أصدقاء أوروبا ومؤسسة «أنا ليندت» عبر شبكة زوم مساء يو الأربعاء 29 شتنبر الجاري، حول موضوع «أقسام دراسية فارغة، تأثير كوفيد 19 على التعليم»، بمداخلة تفاعلية لإدريس أوعويشة الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي للحديث عن التجربة المغربية، إلى جانب إليزابيث غيغو الوزيرة الفرنسية السابقة ورئيسة مؤسسة أنا ليندت.

تضامن علمي وتعليمي

وقال ادريس أوعويشة في مداخلته باللغة الإنجليزية، إن جائحة كورونا «أظهرت أفضل ما في الجامعات المغربية من قيم التضامن والتعاون، من التأقلم وعدم مقاومة الجديد، إلى مواجهة المجهول واستخدام أي تقنية يمكن للمرء أن يقدم محتوى الدروس  للطلاب أينما كانوا، في أمان منازلهم».

وأضاف أن الجامعة المغربية تتوفر حاليا على 120 ألف محتوى أغنى الخزانة البيداغوجية، وأظهر كفاءة أعضاء هيئة التدريس في استخدام Moodle أو Google classroom أو Microsoft TEAMS للتفاعل مع طلابهم، إلى جانب الرفع من قدرات البث الإذاعي والتلفزيوني  لتغطية معظم المناهج الدراسية باستخدام أعضاء هيئة التدريس لأي تقنية يشعرون بالراحة معها لتغطية مناهجهم الدراسية.

وعن مرحلة التحضير للامتحانات النهائية، استرسل الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، أنه كانت هناك بعض المشاكل والمعاناة لدى الطلاب حيث اشتكوا من أن الاتصال كان بطيئًا جدًا أو متقطعًا جدًا أو غير منضبط، واشتكى البعض مثلا من وجود جهاز كمبيوتر واحد مشتركً بين الأشقاء الآخرين المتمدرسين، ولم يكن من الممكن الوصول إليه دائمًا، كما اختلف نفس الأشقاء حول ما يجب مشاهدته على تلفزيون العائلة، عندما يتم بث محاضرة مهمة لأحدهم، حسب مداخلته.

وخلص المتحدث أن هذا الوضع «جعلنا ندرك فجأة أن المساواة وتكافؤ الفرص هي قضايا لا يمكن التغاضي عنها، وأن العملية لا ينبغي أن تؤدي إلى تفاقم الفجوة الرقمية»، مستنتجا أن العدالة تتطلب عدم تقييم التعلم بواسطة التدريس عن بعد، مما دفع إلى اتفاق رؤساء الجامعات مع الوزارة على تحديد قبول الطلاب في المستويات الأعلى بناءً على نجاحهم في المواد التي تمت تغطيتها فقط حتى ذلك الحين، أي تاريخ تعليق الدراسة الحضورية وهو 16 مارس من هذه السنة.

نتيجة هذا الوضع حسب الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، هو الاتفاق على استخدام المواد المتراكمة للمراجعة في بداية العام الدراسي وللدعم في الفصول اللاحقة. كما كانت إحدى خلاصات هذا السياق المأزوم هو أن هناك حاجة ماسة إلى الاستثمار في الأجهزة والبرامج الرقمية حتى  يتمتع جميع الطلاب بفرص متساوية للوصول إلى التكنولوجيا، غير أن هذه الحلول لوحدها لن تؤدي إلى النتائج المرجوة إذا لم يتم الاستثمار في بناء القدرات لأعضاء هيئة التدريس في استخدام التكنولوجيا ومواكبتهم من طرف أخصاء في التعليم عن بعد.

وقد أسفرت عملية التقييم في جامعة الرباط إلى ملاحظات أساسية حول التجربة أهمها، أنه من بين الطلاب الذين شملهم الاستطلاع 29٪ غير راضين عن التجربة، و72٪ من أعضاء هيئة التدريس أنهم لم يستخدموا التعليم عن بعد من قبل وأن 8 من كل 10 مقتنعون بفائدة التدريس المدمج، فيما يعتزم حوالي 87٪ استخدام التعليم عن  بعد في المستقبل، بالإضافة إلى 75٪ على الأقل يرغبون في التدريب والدعم مع بذل المزيد من الجهود في التعليم عن بعد.

أهداف المرحلة الجديدة

وعن أهداف المرحلة قال ادريس أوعويشة إنه «بالإضافة إلى تكافؤ فرص في الربط بالانترنيت، يتعين مواكبة أعضاء هيئة التدريس إلى مستوى يتقنون فيه التكنولوجيا جيدًا بما يكفي للانتقال من إلقاء المحاضرات في الإذاعة والتلفزيون إلى التدريس عبر الإنترنت. وأنه من شأن التفاعل مع الطلاب ومراقبة تعلمهم أن يساهم في تغييرات تربوية مهمة، والانتقال بشكل كبير من المناهج المتمحورة حول المدرس إلى المقاربة التي تركز على الطالب. في نهاية المطاف، من شأن ذلك أن يساهم في زرع المزيد من بذور تنمية التفكير النقدي وممارسات التعلم مدى الحياة لكل من الأساتذة والطلبة»، حسب تصريحه.

وقد أثرت أزمة وباء كورونا على التبادل الدولي والثقافي وجعلته أكثر صعوبة نظرًا لتدابير قيود السفر وفقًا للوضع الوبائي COVID-19 وعلى تنقل الطلاب وبرامج التبادل الدولي التي تسمح للطلاب باكتشاف ثقافة ولغة البلد المضيف. ومع ذلك فإن هذا السياق لم يمنع المغرب من الحفاظ على عرضه التعليمي المخصص للطلاب الدوليين للعام الدراسي 2020-2021 مع تكيفه مع الظروف الوبائية الحالية والاستفادة من الخبرة المكتسبة خلال العام السابق، حسب مداخلة الوزير المنتدب.

وأكد الوزير أنه «تحقيقا لهذه الغاية فإنه يتم تقديم خيارين للتدريس للطلاب الدوليين، إما التعليم وجهًا لوجه لأولئك المقبولين في المؤسسات الهندسية والطبية والتجارية حوالي (150000) طالب، أو التعليم عن بعد للطلاب في مؤسسات الوصول المفتوح التي لديها بالفعل المنصات الرقمية اللازمة المزودة بمحتوى تعليمي ولديها إمكانيات متعددة للتفاعل بين المؤسسات وطلابها أينما كانوا. أو تقديم بديل مندمج لأقسام كبيرة الحجم وفصول صغيرة».

أسئلة لابد منها

وبالنظر إلى كون الاتصال والتفاعل وجهًا لوجه بين الطلاب أصبح اليوم أكثر صعوبة مما كان عليه، مما يجعل التبادل الاجتماعي والثقافي مستحيلًا في هذه الأوقات الصعبة حسب الوزير. ومع ذلك يرى أوعويشة أن هناك إيجابيات في التقنيات الجديدة، بحيث أنها أصبحت أكثر فاعلية من حيث التعلم واكتساب المعرفة، مما جعل الطلاب يتواصلون بشكل مختلف: الصداقات الافتراضية والمعارف، ولم تعد بعد المسافة عالقا حيث يمكن للطلاب التواصل مع بعضهم البعض والوصول إلى الأماكن البعيدة والأشخاص أينما كانوا على المستوى الوطني أو الدولي، وتطور مهارات جديدة مفيدة للحياة مثل خلق نوع من الاستقلالية والتعليم الذاتي والتعلم بالاكتشاف والتنشئة الاجتماعية من خلال الدردشات الجماعية والأصدقاء الظاهريين.

وفي ختام مداخلته طرح ادريس أوعويشة الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي على الحاضرين في الندوة وعلى متابعيها سؤالا تفاعليا لإغناء النقاش الدولي، حيث قال إلى أي مدى يمكن للتعليم عن بعد أن يحل محل تجربة التعليم الحضوري وجهاً لوجه في مجال التبادل الثقافي والحضاري، وكيف يمكن العيش معا، وكيف يمكن مراقبة السلوك وتعديله، وكيف يمكن خلق الانغماس الثقافي في ظل هذا الوضع؟.