مجتمع

باحثون يسلطون الضوء على سياسة الهجرة بشمال إفريقيا

و م ع الأربعاء 07 أكتوبر 2020
0cf67b56-b3fc-4279-b152-c61fa52199f7
0cf67b56-b3fc-4279-b152-c61fa52199f7

ahdath.info

ناقش ثلة من الباحثين والمختصين، اليوم الأربعاء خلال ندوة عن بعد، سياسة الهجرة ببلدان شمال إفريقيا، خاصة ما يتعلق بدور المنطقة في العلاقات الجيوسياسية بين أوروبا وإفريقيا.

ورامت الندوة الافتراضية، التي نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد حول موضوع "دور إفريقيا الشمالية في العلاقات الجيوسياسية بين أوروبا وإفريقيا: التركيز على الهجرة والحركية"، تحليل دور بلدان شمال إفريقيا، بصفتها جسرا بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، والانكباب على قضية الهجرة، وذلك عشية القمة الأوروبية الإفريقية المرتقب انعقادها ببروكسيل هذا الشهر.

وفي مداخلة بالمناسبة، أبرزت الباحثة في العلاقات الدولية بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، آمال الوصيف، دور المملكة باعتبارها جسرا بين إفريقيا جنوب الصحراء والاتحاد الأوروبي، مستعرضة العلاقات الجيدة التي تربط المملكة بكل من إفريقيا جنوب الصحراء والاتحاد الأوروبي.

وأكدت الباحثة أن قضية الهجرة تعد إشكالية كبرى بالنسبة لكافة بلدان شمال إفريقيا، مضيفة أن السياق الاستثنائي المرتبط بجائحة "كوفيد-19" ساهم في تعميق حدتها.

وفي هذا السياق، سلطت الباحثة الضوء على نجاح النموذج المغربي في تدبير الهجرة، متطرقة إلى تسوية وضعية العديد من المهاجرين من جنوب الصحراء بالمغرب.

كما أشارت إلى ضرورة بلورة رؤية إفريقية لتدبير قضية الهجرة، من شأنها ضمان تحقيق التنمية البشرية لفائدة الساكنة الإفريقية في القارة وباقي أنحاء العالم.

من جهته، قال الأستاذ بجامعة سوسة (تونس) ورئيس مركز تونس للهجرة واللجوء، حسن بوبكري، إن شمال إفريقيا توجد بين جوارين استراتيجيين، ويتعلق الأمر بإفريقيا جنوب الصحراء والقارة الأوروبية، مبرزا ضرورة إرساء حكامة للتدبير تأخذ بعين الاعتبار إشكالية الحركية والهجرة في كل بلد من بلدان شمال إفريقيا.

وأشار إلى أن شمال إفريقيا تتوفر على إمكانات مهمة لتطوير سياسة هجرة قادرة على تلبية مصالحها الذاتية، وكذلك مصالح المهاجرين، مشددا على الحاجة إلى الانتقال إلى سياسات إرادية لاستقبال المهاجرين في أفق إقامة علاقات دبلوماسية أخوية بين دول شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء.

من جهة أخرى، لم يفت السيد بوبكري تسليط الضوء على إعلان برشلونة والشراكة الأورو-متوسطية، فالأمر يتعلق، بحسبه، بالتأسيس الفعلي لشراكة شاملة بين الاتحاد الأوروبي و12 بلدا في جنوب البحر الأبيض المتوسط ، بهدف جعلها فضاء مشتركا للسلام والاستقرار والازدهار، من خلال تعزيز الحوار السياسي والأمن والتعاون الاقتصادي والمالي والاجتماعي والثقافي.

من جهتها، أكدت مديرة البحث والشراكات والتظاهرات بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بشرى الرحموني، أن الهجرة توفر فرصا مفيدة لجميع الأطراف المعنية (مهاجرين وبلدان المنشأ وبلدان الاستقبال).

وقالت السيدة الرحموني إنه في ظل هذه الفترة الاستثنائية المرتبطة بوباء كوفيد -19، يبدو من الضروري إعادة النظر في قضية الهجرة بالنظر لأهميتها واعتماد رؤية إنسانية ومدمجة.

تناول هذا اللقاء الافتراضي مواضيع مختلفة همت على الخصوص التعاون بين أوروبا وإفريقيا، والدور الريادي للمغرب على صعيد القارة الإفريقية، فضلا عن الدروس التي يتعين استخلاصها بعد 60 سنة من وجود المهاجرين الأفارقة في أوروبا.

يذكر أن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الذي تم إطلاقه سنة 2014 في الرباط بأزيد من 40 باحث مشارك من دول الشمال والجنوب، يعد منبرا منفتحا لبلورة منظور الجنوب للرهانات التي تواجهها البلدان النامية.

كما يهدف إلى تيسير القرارات الاستراتيجية والسياسات العمومية المتعلقة ببرامجه الرئيسية المتمثلة في إفريقيا، والجيو سياسة والعلاقات الدولية، والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، والفلاحة، والبيئة والأمن الغذائي، والمواد الأولية والمالية.