ثقافة وفن

من كلمات وألحان عبد السلام خلوفي.. الفنان عبد الدايم يطلق " صرخة"

حسن حليم الأربعاء 21 أكتوبر 2020
Sarkha
Sarkha

Ahdath.info

لم تعد الظواهر الاجتماعية السلبية حكرا على الصحافة ووسائل الاتصال الاجتماعي ،أو حديث الصالونات، بل أضحت هما يؤرق بال الفنان أيضا، ينفض الغبار عنها ويناقشها من منظور فني خالص بهدف إيصالها بطريقته الخاصة إلى من يهمهم الأمر.

و أصبح موقع الفنان ضمن الصفوف الأولى لمآزرة المظلومين ومناصرتهم واسترجاع حقوقهم والدفاع عنهم. ولم يعد الاستوديو أو المسرح والبلاطوهات مكانهم الرسمي فقط ،إذ فضل الفنان أن يكون في جميع الفضاءات ليسمع صوته ويدلي بدلوه في أمور اجتماعية شغلت بال المواطنين, أليس الفنان إنسان، له قلب وجوارح وأحاسيس يتنفس بها هواء المجتمع الذي يعيش فيه؟.

اختطاف واغتصاب الأطفال وقتلهم بصورة بشعة ،ظاهرة تحركت لها الأفئدة، وانتفض لها المجتمع برمته، ومن ضمنهم طاقم فني جمع خيرة الموسيقيين، أطلقوا صرخة مدوية في وجه الجناة، وجعلوا الظاهرة من أولياتهم، صرخة من شأنها إيصال خطاب مستعجل إلى الأمهات والآباء والمسؤولين للتعبير عن السخط والتضامن ولم كل الجروح النفسية التي عاشها ويعيشها الضحايا وعائلاتهم.

" صرخة " عنوان أغنية جميلة جدا ، من كلمات وألحان الباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي وتوزيع المبدع محمد خلفاوي حسني وأداء الفنان أسامة عبد الدايم، أطلت علينا لتلامس ظاهرة اغتصاب الأطفال في قالب موسيقي راقي ،مؤطر بكلمات شاعرية ذات معاني إنسانية وكونية ،ولحن مميز يضم جملا موسيقية تبحر بنا إلى الزمن الجميل، وتوزيع صحيح طوع المقام وأعطاه لمسة سحرية جذابة وأداء راقي جعل من الأغنية تحفة نادرة.

يقول الباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي كاتب كلما وملحن الأغنية " لأن حوادث اختطاف الأطفال واغتصابهم وقتلهم، أصبحت تتكرر بسيناريوهات مختلفة، في أكثر من مدينة مغربية، ولأنه وجب التفكير في حلول ناجعة للتصدي لهذه الظواهر، كانت " صرخة"، من كلماتي وألحاني ،وتوزيع محمد خلفاوي حسني وأداء أسامة عبد الدايم، العزف على الناي وكولة هشام أغبالو وإيقاع محمد قجوار، تم تسجيل وميكس وماستورينغ KHALFAOUI STUDIO ،تسجيل الصوت MK PRODUCTION، تسجيل الناي والكولة ARTONE STUDIOk ، توضيب الصورة والكرافيزم، كريم تركي " .

وعن الجانب التقني يقول الفنان الموزع محمد خلفاوي حسني " عرف لحن الأغنية تنوعا مقاميا يخدم معاني الموضوع فبدأت الأغنية بمقام الحجاز على درجة صول ثم راست على درجة دو ثم نوا-أثر على درجة دو ثم سيكا على درجة مي ثم أخيرا حجاز-كار على درجة صول.

بالنسبة للتوزيع الموسيقي تم استهلال المقدمة الموسيقية بمقطع صولو لآلة البيانو صيغت على شكل موسيقى نوم الأطفال "berceuse" بلمسة حزينة ترمز لنوم الأطفال الضحايا لكن هذه مرة نوم إلى الأبد، بعد ذلك دخول الآلات الموسيقية في عزف جماعي يرمز للتضامن الجماعي لكل مكونات المجتمع مع هؤلاء الضحايا وأسرهم .

تم الاعتماد على آلات موسيقية عربية عود - قانون - ناي - رق مع توظيف هارموني للوتريات، واستعمال إيقاعات متنوعة، إيقاع الوحدة والمقسوم وإيقاع البطايحي المغربي بطريقة جعلت التوزيع الموسيقي يخدم موضوع الأغنية ولباسها اللحني".