مجتمع

مستشفى القرطبي بطنجة..تاريخ المدينة الصحي يقاوم التفويت والإهمال

محمد كويمن الجمعة 23 أكتوبر 2020
b
b

Ahdath.info

 

"لا لتفويت مستشفى القرطبي"، شعار رفعه مجموعة من الأطباء والممرضين في وقفة احتجاجية، نظموها أمس الخميس، أمام مقر المندوبية الإقليمية للصحة بطنجة، للتعبير عن رفضهم لمشروع إلحاق هذا المستشفى بالمركز الاستشفائي الجامعي المرتقب افتتاحه قبل متم السنة الجارية عند مدخل مدينة طنجة.

وأعرب مجموعة من المشاركين في هذه الوقفة عن رفضهم لقرار "تفويت مستشفى القرطبي"، الذي يرونه "عشوائيا" وتم "بدون تشاور مع المهنيين"، ومن شأنه أن "يحرم ساكنة المدينة من العديد من الخدمات الطبية"، باعتبار أن هذا المستشفى يستقبل العمليات الجراحية من الدرجة الثانية على مستوى تخصصاته في طب العيون والأنف والحجرة، كما يعتبرون تنفيذ هذا القرار "تهديدا للاستقرار النفسي والمادي للشغيلة الصحية بالمستشفى".

وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر من وزارة الصحة عدم صدور أي قرار رسمي لحد الآن يؤكد اتخاذها إجراءات إلحاق مستشفى القرطبي بالمركز الاستشفائي الجامعي، باستثناء ما راج حول هذا الموضوع خلال اجتماع المجلس الإداري لهذا الأخير، فإن العاملون بهذا المستشفى يترقبون جواب وزير الصحة على رسالتهم حول التفويت، بعدما أشعروه ب "الانعكاسات السلبية لهذا القرار"، من قبيل "تراجع جودة الخدمات الطبية المقدمة للساكنة" بعد تقليص المؤسسات الصحية ذات المستوى العلاجي الثاني،.

وأيضا دعوتهم للوزير بتوضيح مصير الموظفين أمام "تهديد استقرارهم النفسي والوظيفي"، كما تساءلوا عن غياب "دراسة مالية لتكلفة هذا المشروع، بعدما سبق أن كانت هناك محاولات لإعادة هيكلة مستشفى القرطبي إلى مستشفى الأم والطفل وباءت بالفشل بسبب رداءة بنيته التحتية".

ومن جهة أخرى تعالت بعض الأصوات الجمعوية بالمدينة للمطالبة بالمحافظة على هذا المستشفى، الذي يعود تاريخ افتتاحه إلى سنة 1920، باعتباره "علامة تاريخية" وبالنظر إلى موقعه الاستراتيجي بمنطقة مرشان المطلة على البحر، وهو ما لا يختلف عليه ساكنة المدينة حول ضرورة حماية هذا المستشفى أمام حاجة طنجة إلى تقوية بنيتها التحتية الصحية مع ترقب افتتاح المستشفى الجامعي المشروع الذي طال انتظاره بجهة الشمال.

لكن بالمقابل يدعو سكان المدينة إلى إعادة النظر في وضعية مستشفى القرطبي بعد تهالك بنايته وافتقاده لمجموعة من التجهيزات ومعاناة المرضى الذين يتوافدون عليه مع ظروف الاستقبال والاستشفاء وطول مواعيد العمليات نتيجة نقض موارده البشرية الطبية والتمريضية، الأمر الذي جعله يبدو كمرفق صحي "شبه مهجور" لعدم الاهتمام به بالشكل المطلوب بالرغم من تواجده في موقع مميز على حافة الضفة المطلة على المتوسط تجعله يحظى بمؤهلات الاستشفاء وسط الهدوء والراحة النفسية، التي تفتقدها باقي المستشفيات بالمدينة.