الكتاب

لكم أوطانكم ولنا هذا الوطن الواحد !

Ahdath.info الاثنين 09 نوفمبر 2020
3E468A1E-880B-4E73-AF3E-31B0925B90DD
3E468A1E-880B-4E73-AF3E-31B0925B90DD

AHDATH.INFO

بقلم : المختار لغزيوي

راقتنا هنا في « الأحداث المغربية »، ردة فعلالمغاربة. يوما واحد بعد تخليد ذكرى المسيرةالخضراء المظفرة، أي يوم السبت، على تدوينةافتراضية كتبها هشام العلوي، (الأمير مولاي هشام سابقا) عن انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

كتب هشام العلوي بالحرف على صفحته الفيسبوكية التي يعيش فيها «  سعيد بأنوطني الثاني الولايات المتحدة قد استعاد روحهالحقيقية ويستمر التاريخ »، ولم يمض وقتطويل على كتابته ونشره هاته التدوينة، حتى أتى رد فعل الناس من كل المشارب ومن كل الأعمار ومن كل القرى ومن كل المدن داخل المغرب وخارجه.

عاب الناس على الأمير الذي يقول إنه تخلى عن لقب الإمارة، أنه نسي أن للمغاربة وطنا واحدا، يقدسونه، يعبدونه، يعتبرون حبه من الإيمان، ويعتبرون أنهم لا يساوون أي شيء دونه.

قال المغاربة لهشام العلوي الذي يحيا حياته الافتراضية مثلما شاء، إن لدينا هنا في المغرب وطنا واحدا لا تسقط جنسيتنا عنه، ولا تسقط جنسيته عنا مهما كان.

لا نضع على الرف جنسيات أخرى احتياطا لما سيأتي. لا نفعل ذلك لأننا نؤمن بالمغرب، ونؤمن بأن كل ماسيأتي للمغرب طيب، ونؤمن أيضا أن هذا المغرب يستحق منا إذا ماساءت الأمور - لا قدر الله ولن تسوء - أن نكون إلى جانبه في الضراء قبل السراء، في لحظات الشدة قبل لحظات الرخاء، في أوقات الأزمة قبل أوقات الدنيا وقد انفرجت…

طبعا هشام لا يعرف عن كل الذي نتحدث عنهاالآن شيئا. المغرب بالنسبة له وكالة قروض لا أقل ولا أكثر. يقترض منها مما كشفت عنه المواقع الإعلامية الشيء الكثير، ويقدم لها الدروس تلو الدروس.

ينسى هشام هذا البلد في العادة، ويتذكر أن موطنه الثاني هو الولايات المتحدة الأمريكية وأن موطنه الثالث هو لبنان، وأن موطنه الرابع هو فرنسا، ولاينتبه لتفصيل صغير جدا يعني للمغاربة كل شيء: لدينا وطن واحد فقط لاغير، وهو يكفينا عن بقية الأشياء…

لا عقد لنا مع التاريخ، فالتاريخ ملكنا، ولا عقدلنا مع الجغرافيا فهي الأخرى منحتنا ترف الانتماء لأفضل وأشرف وأرفع مكان يوجد على سطح هاته البسيطة وهو المكان الذي يسمى المغرب.

لانصفي عقدنا لا مع التاريخ، ولا مع الجغرافيا، ولا مع الالتباسات الأخرى الموجودة في الأذهان الصغيرة، بكل بساطة لأننا لانعاني من أي عقد. نواصل النضال الحقيقي، اليومي، الشاق، الذي يقوم به المغاربة كلهم دونما خطب ودونما شعارات، لأجل أن يكون لهذا المغرب صوته الذي يستحقه، ومكانته التي يستحقها ورفعته التي هو قمين بها، وسطوته التي هو جدير بها وأكثر.

نبني البلد مع ملك البلد، ومع الحقيقيين الذين يؤمنون بالبلد، ونفهم أن تفرض الوقت على البعض حمل جنسية أو أكثر، لكن لا نفهم أن ينسى بعض هذا البعض في لحظات الشدة أن الانتماء الأول والأخير هو للوطن الذي منحك كل شيء، ولم تمنحه أنت أي شيء.

نقولها بالصوت المغربي الواحد، وقد أكدتها لنا ردة فعل المغاربة التلقائية: لهؤلاء، الذين يتفاخرن علينا بأنهم متعددو الجنسيات، أوطانهم العديدة. ولنا نحن هذا الوطن الواحد الوحيد، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق.

نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء إلا للمغرب. وهذه لوحدها تكفينا، اليوم، وغدا وفي باقي الأيام، إلى أن تنتهي كل الأيام…

قل يا أيها المتعددون، لكم أوطانكم، ولنا هذا الوطن المتين. إنتهى الكلام.