بوابة الصحراء

صحراؤنا المغربية والفلسطينيون: أشياء يجب أن تقال !

افتتاحية "الأحداث المغربية" - عدد الأربعاء 18 نونبر 2020 الأربعاء 18 نوفمبر 2020
Rabat : Marche nationale de solidarité et du soutien constant du Maroc en faveur de la cause palestinienne _SF_KC
Rabat : Marche nationale de solidarité et du soutien constant du Maroc en faveur de la cause palestinienne _SF_KC

AHDATH.INFO

للمغاربة الحق الكامل في أن يغضبوا منبعض التذبذب الذي لاحظوه على موقففلسطين من قضية صحرائنا المغربية.

نعلم منذ القديم أن حركة التحرير الفلسطينية تتعامل ب »تعاطف » مع البوليساريو، وتعلن في اجتماعاتها الداخلية أنها تعتبر مرتزقة الجبهة بمثابة « حركة تحرير تشبهها »،ولكننا نعلم أن هذا الموقف يظل سجين الردهاتوالاجتماعات الداخلية، وقد تكشفه زلة لسانعابرة أو صورة ملتقطة في مكان ما أو تورط في اجتماع لم يكن مرادا الإعلان عنه كفى…

هاته المرة الحكاية تختلف: المغاربة انتظروا موقفا فلسطينيا واحدا وموحدا من طرف الأشقاء في أرض المقدس، ومن طرف كل من يمثلونهم سواء كانوا في الجزائر العاصمة أو بريتوريا أو في فيرها من عواصم العالم.

انتظرنا ذلك بشكل يقيني لأننا بلد من البلدان التي قالت لا لبيع القضية الفلسطينية في لحظة حاسمة وحازمة. لم ننجر نحو شيء، ولم نمل لشيء. قلنا إن هاته القضية وبغض النظر عن قيادتها هي قضية عادلة يلزمنها استمرار التضامن.

هذا الشعب هو الوحيد الذي يخرج بمئات الآلاف كلما نادت جهة ما - مهما كانت تفاهة أو أهمية هاته الجهة - بنصرة فلسطين.

وهذا الشعب هو الذي يتغنى أنصار أكبر وأشهر نادي كروي فيه بالانتماء الرجاوي الفلسطيني ويرددونها على مسامع الجميع.

وهذا الشعب هو الذي ظل ينتظر هذا الوضوح الفلسطيني ورد الجميل بالجميل على امتداد التاريخ، من أيام الختيار أبي عمار وصورته الشهيرة مع عبد العزيز المراكشي، مرورا بانتقاد زيارة شيمون بيريز في إطار مساعي المغرب لإحلال السلام واصطفاف الختيار ذاته مع معمر القذافي رحم الله الجميع، وحتى استفاق ياسر عرفات من الأوهام والشعارات التي كان يبيعها له العديدون، وفهم أن التضامن الحقيقي الذي يقرن القول بالفعل يوجد في المغرب أكثر مما يوجد في بلدان وعواصم أخرى..

للأسف أحسسنا بألم شديد ونحن نرى أن من نعتبر قضيتهم قضيتنا الثانية، يفكرون، ويتأملون ويبحثون عن الكلمات الحربائية وعن مفردات لغة الخشب، وعن الكلام الساكت الذي لايقول شيئا لكي يصدروا موقفا يعطونه للمغاربة هنا في الرباط، ولكي يصدروا موقفا آخر يعطونه هناك للجزائر، مع العلم أن الجزائر تقول إنها لا علاقة لها بهذا الاعتداء السافر على وحدتنا الترابية مع أننا نعلم العكس تماما.

متألمون فقط، ونحس بنوع من المرارة ولا نضيف على الكلمات كلاما آخر. إن هو إلا التنفيس عن صدمة أخرى تلقيناها من طرف قيادة لم نتوقف يوما عن تقديم كل العون لقضيتها ولشعبها ولتلك الأرض المقدسة بدياناتها، المثقلة بجراح ما أفسدته السياسة فيها.

فقط لاغير