السياسة

دورة المجلس الوطني لحزب المصباح .. القيادة توقع على "طلاقها البائن" مع شبيبتها

فطومة نعيمي الاثنين 25 يناير 2021
PJD 1
PJD 1

Ahdath.info

دورة المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية تعمق الفجوة بين شبيبة الحزب وشيوخه .

وبعد أن رفع بعض الشبيبة في وجه قيادة الحزب نقطة عقد مؤتمر استثنائي، وهو المقترح الذي تم رفضه خلال دورة برلمان الحزب، فهاهم الآن يرفعون تحدي فتح حوار داخلي تقيمي أمام الأمانة العامة، التي يصفونها بالاستفراد بالقرارات والتحكم.

وإذا كان تنفس رئيس الحكومة والأمين العام لحزب المصباح، سعد الدين العثماني، الصعداء بعد أن مرت أشغال الدورة العادية لبرلمان حزبه "في سلام"، فإنه مع ذلك يظل متأكدا أنه السلام غير المكتمل .

العثماني، الذي سعى وهو يقدم التقرير السياسي أمام أعضاء المجلس الوطني المشاركين ال133 من أصل 203 في دورته العادية، التي انعقدت يومي 23و24 يناير 2021، (سعى) لامتصاص غضب شبيبته خاصة، من خلال التأكيد على أن الحزب لم يتخل عن مبادئه المؤسسة، ولم يغير جلده، وجد نفسه متهما وقياديي الحزب ب"عدم الديمقراطية" و"التحكم" . وذلك، من خلال عدد من التدوينات، التي خرج بها مجموعة من الغاضبين منتقدين مجريات دورة المجلس الوطني .

وأجمع عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية، من خلال تصريحات متفرقة، على أن أشغال الدورة العادية لمجلس العدالة والتنمية وسمها "الاختلاف" وشهدت انسحاب بعض المشاركين كما عرفت "تدخلات حادة عبر من خلالها المشاركون عن مواقفهم الغاضبة ". فقد كتب وزير الشغل السابق، محمد يتيم على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، :" المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية: عشرون ساعة من العمل وحوالي 200 مداخلة . اختلاف وائتلاف . تصويت حر وديمقراطية المصادقة على البيان الختامي . لمن كان ينتظر إنشقاقا وتصدعا".

هذا، فيما كتبت القيادية وعضو مكتب المجلس الوطني للحزب، أمينة ماء العينين قائلة: " الدورة شهدت نقاشات عميقة اتسمت بقدر كبير من الجرأة والوضوح والمسؤولية في التعبير عن مختلف الآراء المتعددة والمختلفة حد التناقض بخصوص بعض الموضوعات".

واستأثر موضوع قبول الحزب بتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل بالنقاش المحتدم، الذي وصل حد الاختلاف حول صياغة البيان الختامي في ما يتصل تحديدا بهذه النقطة مما جعل المشاركين يلجؤون إلى التصويت لاختيار إحدى الصياغتين المقترحتين من خلال مسودتين للبيان الختامي .

وفيما اعتبر البعض أن التصويت تجسيد للديمقراطية داخل الحزب وفيه احترام للآراء وتجاوز لمأزق التعصب، فإن الغاضبين تمسكوا بالقول إن المبادئ المؤسسة للحزب، وفي مقدمتها موقفه من القضية الفلسطينية ومن الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن إخضاعها للتصويت واعتبروا ذلك إعلانا صريحا على تغيير هوية الحزب وعنوانا ل"تحكم" القيادة .

وجاءت ردود الفعل على أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب المصباح، منتقدة لمخرجاته، التي تم اعتبارها مخيبة للآمال، بالنسبة للبعض، ومتوقعة للعديدين، الذين قالوا إنهم لم ينتظروا أن تحدث "ثورة"، ووصفوا أشغال المجلس ب"الجعجعة بدون طحين" و" محطة التنفيس السيكولوجي" لا أقل ولاأكثر . هذا فيما دعى عدد من الأصوات لتدشين مرحلة للنقد الذاتي من خلال فتح نقاش داخلي فعلي يعيد فيه الحزب ترتيب أوراقه وتحديد مقوماته وفق المتغيرات والإنصات للشباب، البعيد بعض الشيء عن الارتباط بتأثيرات حركة التوحيد والإصلاح.

وفي هذا السياق، كتبت أمينة ماء العينين في تدوينتها حول أشغال دورة المجلس الوطني قائلة :"بعد دورة المجلس الوطني، تأكد لدي حاجة الحزب للنقاش الداخلي، وحاجته الى فضاءات غير محكومة بصرامة الأنظمة والمساطر لمراجعة الكثير من القضايا، وضمنها ما اعتُبِر لفترة طويلة من المسلمات" وختمت النائبة البرلمانية :" سأظل متشبثة برأيي دون مزايدة أو تعالٍ:

حزب العدالة والتنمية يشرف على إنهاء دورة من تاريخه السياسي، وصار لزاما إطلاق مبادرات داخلية حقيقية لتقييم المرحلة السابقة فكريا وسياسيا وتنظيميا، واستشراف مرحلة جديدة بأفق جديد وأطروحة جديدة ونخبة جديدة".