ثقافة وفن

كلمة الأحداث: الجزائر التي تستحق الأفضل...

افتتاحية جريدة " الأحداث المغربية "- عدد الثلاثاء 23 فبراير الثلاثاء 23 فبراير 2021
Capture d’écran 2021-02-23 à 09.25.56
Capture d’écran 2021-02-23 à 09.25.56

AHDATH.INFO

يستحق شعب الجزائر مستقبلا أفضل. وتستحق منطقة المغرب الكبير مستقبلا أفضل بالمناسبة ذاتها.

لن يتحقق الأمران إلا إذا انقرضت العقيدة البومدينية، تلك التي أسست وجودها في الحكم على اختلاق صراع وهمي، كاذب، زائف. مفتعل مع الجار الغربي أي معنا نحن المغرب، وقررت أن بقاءها على رؤوس الجزائريين لن يتم إلا إذا واصلت زرع عقدة الكره وعقيدة الكراهية هاته تجاه المغرب، وفهمت أو تم إفهامها أن تمسكها بالمناصب هناك في الجزائر لن يكون إلا إذا واصلت مد البوليساريو بالمال والزاد والعتاد لكي يقطعوا وحدة المغرب الترابية تقطيعا.

لحسن الحظ، أن سقف هذا البيت المغربي من حديد وأن أركانه كلها من حجر ، لذلك قاوم المغرب بضراوة كل محاولات الجزائر المساس بوحدته الترابية، لأن الأمر لديه مرتبط بوجوده، ولأن الصحراء ليست صورة نضعها في البرواز حين نريد ونزيلها عن ناظرينا حين نرغب في ذلك. الصحراء جزء من هذا المغرب الذي لايستطيع أن يفرط في أي شبر من ترابه وإن خاض المعركة إلى يوم الدين.

اليوم فهمنا نحن في المغرب، وفهم الشعب هناك في الجزائر، أن حجرة العثرة التي تقف أمام مستقبل المنطقة المغاربية ككل هي العقيدة البومدينية، التي جلبت عساكر من ثكناتهم وكلفتهم بتدبير أمر الجزائر الشقيقة دون أن تتوفر لهم الكفاءة لذلك، وحين عجزوا عن هذا التدبير اخترعوا عداوة من الفراغ شغلوا بها الناس وملؤوا بها الدنيا أربعين سنة ويزيد، دون أن يفطنوا إلى أن أجيال جديدة ولدت وكبرت وفهمت المقلب وأنها لن تتتجرعه مثلما تجرعه الأسبقون.

نقولها مجددا لكل من يريد سماعنا: نحن هنا، لا مشكل لدينا إطلاقا مع الجزائر. هي البلد الجار الذي نحبه ونتمنى أن يحبنا. هي البلد المكمل لنا الذي نتمنى أن يفهم معنى التكامل هذا، وهي البلد الذي حكم علينا القدر التاريخي والجغرافي بأن نذهب سوية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

بالمقابل سنقولها مجددا لكل من يريد سماعنا: مصلحة هذا البلد المسمى المغرب مسبقة على من وماعداها لدينا. المساس بوحدته الترابية أمر دونه الموت. القبول بالتفريط في حبة من رماله مسألة مستحيلة لدى أصغر مغربية وأصغر مغربي.

لذلك لاحل إلا الانتهاء من هاته العقيدة البومدينية الحاقدة، التي زرعها بوخروبة انتقاما من نفسه ومن أهله ومن بلده ومن رفاقه الذين انقلب عليهم وزج بهم في السجون ومن الجار الذي بدا له سائرا في طريقه، عريقا لا يلوي على شيء لأنه جرب مئات القرون من الحضارة قبل أن تتأسس الدولة هناك.

هذه هي الخلاصة لهذا الصراع الغبي الذي يفرضه أغبياء العسكر في الجزائر على شعبهم أولا، وعلينا نحن الجيران ثانيا، ومتأكدون نحن أن الغمة مهما طالت ستنزاح، وبيننا الأيام وتطورات القادم من الأوقات