مجتمع

ابن كيران والقنب الهندي: لهذا أغضب التقنين عبد الإله !

بنعبد الله المغربي الأربعاء 03 مارس 2021
MDK_5810
MDK_5810

AHDATH.INFO

يعتقد رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، أن الانتصار لمشروع تقنين القنب الهندي، هو انتصار لمشروع سبق وقاده خصم له سابق لم يعد يظهر له أثر في الحياة السياسية المغربية هو إلياس العماري.

لدى ابن كيران، وهذا كلام نقله عنه مقربون منه من المجالس التي تجمعهم به، اقتناع صارم وراسخ أن في تقنين القنب الهندي انتقاما منه هو شخصيا - ولو بعد حين - وانتقام آخر مما وقع في انتخابات 2016 ، لذلك لم يتردد الرجل في كتابة رسالة بخط يده، ولم يتردد في إرسالها إلى موقع لينشرها له، ولم يتردد في القول للجميع دونما أي استثناء إنه يعتبر « هذا التقنين بمثابة دفن له وهو على قيد الحياة ».

يعرف إبن كيران، وهو وحش سياسي يدرك اتجاهات الرياح كلها، أن في تقنين القنب الهندي ارتياحا كبيرا لعدد كبير من المزارعين في شمال المملكة، يعيشون تناقضا غريبا للغاية بين نبتة أو « عشبة » أو منتوج فلاحي تستطيع أراضيهم إنتاجه، ويعرفون فيما بعد أنه قادر على إنتاج كثير من الرساميل، وبين التحريم أو التجريم الذي يعانيه هذا المنتوج وهو تحريم وتجريم يستفيد منه الذين يتاجرون فيه بطريقة قانونية. لذلك سيصوتون على من سيأتي لهم بهذا الرفع للتجريم دون أي إشكال.

السؤال الآن هو: هل يلعب ابن كيران لعبة المنتفعين بشكل غير قانوني من هاته النبتة المغربية التي ذاعت شهرتها في الآفاق؟

لن نذهب إلى هذا الحد في الرد السريع. لكن الرجل الذي سبق له وقاد الحكومة المغربية، يعرف أن مانتحدث عنه هو واقع متحقق لن يرتفع، وأن الاستمرار في التجريم يستفيد منه كبار « البزنازة » وأباطرة المخدرات في البلد، أي القوم الذين يتعاملون بالمال الأسود دونما حاجة إلى وضعه في أي بنك تفاديا لكثير من التبعات…

لذلك يبدو صعبا للغاية أن يفهم الشعب المغربي، وضمنه طرف كبير صوت لابن كيران المرة الأولى والثانية، أن يضع الرجل مساره الحزبي كله مقابل التصويت أو عدمه على هذا القانون الذي سينتفع مه صغار المزارعين وسيتضرر منه كبارة « البزنازة » .

ذات يوم قالها أحد العارفين الأجانب بالمغرب بصوت واضح: « كثير من الأحداث السياسية التي تقع في هذا البلد سببها هذا النبات ». كان يشير بأصبعه إلى القنب الهندي، وكان يعرف أن هذا النبات له دور أساسي في كثير من التطورات.

لعله لم يكن مخطئا إلى الحد الذي تصورناه حينها. لعله كان يعرف كثيرا من المحرمات السياسية لدى العديدين التي ينبغي أن تعثر على مفتي ما لكي يحللها ويعطيها طريقا ما نحو المسير…