ثقافة وفن

افتتاح مقهى قصبة الأوداية بالرباط في حلته الجديدة

ع. عسول الاثنين 17 مايو 2021
IMG-20210516-WA0052
IMG-20210516-WA0052

Ahdath.info

 

تم يوم  السبت افتتاح مقهى مور  المعروف بمقهى  قصبة الأوداية التاريخية  بالرباط في حلته الجديدة  بعد عملية ترميم ، حيث جرى ذلك بحضور وفد يضم والي جهة الرباط سلا لقنيطرة، محمد اليعقوبي، ورئيس جمعية رباط الفتح، عبد الكريم بناني، وسفير روسيا بالمغرب، فاليريان شوفاييف، وممثل اليونسكو بالمغرب، ألكسندر شيشليك، وشخصيات أخرى دبلوماسية وثقافية وجمعوية.

وبهذه المناسبة، أبرز بناني أن افتتاح المقهى يشكل لحظة تاريخية من خلال إعطاء انطلاقة جديدة لهذه المعلمة الزاخرة بالتاريخ، التي تم ترميمها في احترام لهوية المقهى ومكوناتها الهيكلية والهندسية الأصيلة، مسجلا أن السلطات والتقنيين والمؤرخين وعلماء الآثار حرصوا على أن يحتفظ هذا الفضاء الساحر والتاريخي بهويته.

من جهته، أشاد شيشليك بكافة المهنيين الذين ساهموا في أشغال الترميم، معتبرا أنه تم إنجاز عمل جد معقد من أجل ترميم هذا المقهى، إذ كان يتعين القيام بالأشغال في احترام للتراث وإعادة المقهى إلى شكله الهندسي الأصلي.

ويستقطب المقهى  العديد من الزوار والسياح من داخل وخارج المغرب، حيث  اشتهر بتقديم كؤوس الشاي بالنعناع والحلويات المغربية “كعب غزال وغريبة” لزواره، بمكان تاريخي يمتاز بإطلالته الفاتنة على وادي أبي رقراق وأمواج الأطلسي وشاطئي الرباط وسلا.

من جهته قال نائب رئيس جمعية (فضاء الأوداية)، عبد الرحمان البدراوي، إن ترميم المقهى الذي يسمى اليوم “مقهى الأوداية” عرف مشاركة خبراء ومعلمين قاموا بعمل كبير للترميم من أجل الحفاظ على طابعه الأصلي الذي كان عليه عند بنائه، مؤكدا على تدبيره بطريقة جديدة بناء على دفتر تحملات يشدد على الجودة والنظافة وحسن الإستقبال ، مع الحفاظ على الأثمنة السابقة .

وكانت عملية هدم المقهى في الشهور السابقة قد أثارت جدلا واسعا وسط المجتمع المدني بالعدوتين ، قبل أن تؤكد “جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة” و”جمعية ذاكرة الرباط سلا”،  أن مشروع ترميم المقهى الموريسكي بقصبة الأوداية يندرج في إطار مشروع كبير يشمل تأهيل قصبة الأوداية بكاملها.

وأوضحت الجمعيتان في بلاغ مشترك لهما أن “ مشروع ترميم المقهى الموريسكي بقصبة الاوداية  يهدف إلى إعادة بناء بعض المواقع والبنايات المعمارية على شكلها الأصلي، طبقا للدراسة التي تم إنجازها حول أثر هذا التدخل على الموقع التراثي، وطبقا للوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية التي تؤرخ لهذه المواقع.

وأضاف البلاغ ، أنه على مستوى البنية التحتية،تبين من خلال تدخل مكتب للدراسات، أن الموقع الذي يحتضن المقهى يعاني من مشاكل هيكلية خطيرة، بسبب الإضافات والتدخلات التي شهدها خلال العقود الأخيرة، والتي أدت إلى تعرض الأرض والجدران والدعامات للتعرية، بالإضافة إلى تآكل فولاذ الخرسان المسلح، وتعرض الدعامات الخشبية للتلف وعدم وجود أساسات لبعض الدعامات.

ومن الناحية المعمارية، شددت الجمعيتان على أن هذا المشروع سيحافظ على الهوية الحقيقية للموقع دون تغيير، كما سيتم الحرص على إزالة كل الاضافات أو التدخلات التي عرفها، والتي قوضت معالم الواقع المعماري التاريخي لهذا المكان الراسخ في الذاكرة الجماعية للمغاربة.

واندرجت عملية ترميم المقهى، الذي يشهد توافدا هاما للزوار والسياح، في إطار مشروع لتأهيل كافة معالم قصبة الأوداية، ويشمل الأسوار والأبواب التاريخية والمتاحف والحديقة الأندلسية.