ثقافة وفن

وداعا شكيب بنعمر: سيرة غنية لفنان أصيل

محمد الغيداني الخميس 17 يونيو 2021
A74F6C56-9E6E-455B-81A9-C44F77F4A80A
A74F6C56-9E6E-455B-81A9-C44F77F4A80A

AHDATH.INFO

ودعت الساحة الإعلامية اليوم أحد رواد ورموز الإخراج التلفزي بالمغرب، الراحل شكيب بنعمر ، الذي راكم تجربة إعلامية متميزة، فقد ولج الفقيد التلفزة وهو طفل يدرس بمدارس محمد الخامس، اشتغل في برنامج بستان الأطفال الى جانب شكيب بوهلال وحاتم لوكيلي ومحمد اكديرة وامحمد الجفان وبنعيسى الفاسي، وكلن الراحل ادريس العلام معد البرنامج يشترط عليهم الحصول على نقط جيدة مقابل المشاركة في البرامج، وكان الأستاذ عبد الله شقرون ومحمد حسن الجندي يحضرون تسجيل بعض الحلقات، مما دفع الجندي أن يقترح عليه ومعه نعيم كمال للمشاركة في تمثيلية بمسرح محمد الخامس ، وبما أنه يمتلك هذه الموهبة نصحه الجندي بصقلها وذلك بالتسجيل بالمعهد الموسيقي بالرباط وهناك وجد أمامه كلا من امحمد الجفان وبنعيسى الفاسي، تعلموا تقاليد الميم من فريد بنمبارك والتعبير الجسدي من محمد سعيد عفيفي، تابع شكيب تكوينه الى مستوى الباكلوريا، وبعده ولج الجامعة وتابع دراسته في مادة العلوم السياسية، وفي سنة 1969، وبأمر من مدير التلفزة انقطع عن الدراسة، وتفرغ لتدريب في مادة الإخراج أطره خبير من المعهد الوطني للسمعي البصري الفرنسي، مكنه هذا التدريب من الاشتغال كمساعد مخرج مع الراحل محمد بوجنة. وفي نفس السنة انتقل التلفزيون الى مقر زنقة البريهي، وكان الأستوديو يخصص للأخبار نهارا وبالليل كانوا يجهزونه لتسجيل أو تقديم البرامج، وحتى يتمكن من تقنيات العمل نصحه عبد الله شقرون بمداومة قراءة الجرائد والكتب ، وسلمه كتاب الكزنائي وأمره بتلخيصه.

خضع شكيب بنعمر لتدريب ثان بفرنسا في مؤسستين الأولى المعهد الفرنسي للسمعي البصري حيث كان يتلقى الدروس النظرية وبمؤسسة الاذاعة والتلفزة الفرنسية كان يتلقى الدروس التطبيقية ، ومن هناك حصل على شهادة مكنته من الترقي في السلم الاداري حيث حصل على السلم العاشر .

بعد التدريب اشتغل شكيب الى جانب خالد مشبال المسؤول على مصلحة المنوعات والذي يعد برنامج " أشكال وألوان " وكان المسؤول عن الديكورآنذاك هومحمد التلمساني ، تعامل مع كل المخرجين وخاصة محمد بوجنة ومصطفى صدقي ، وأشرف شكيب على إخراج برنامج " المجلة الثقافية" الذي كان يقدمه مصطفى القباج ، و"المجلة الفنية " التي يقدمها العربي بنتركة ، وبرنامج " همزة وصل " الذي كان يقدمه ادريس التادلي ، وبرنامج " دين ودنيا " الذي يقدمه عبد البر ، وبرنامج " الوجه الآخر " مع احمد ريان ، وبرنامج " سمر" مع محمد بنعبد السلام . وفي نفس الآن دعاه عبد النبي الجيراري لإخراج برنامج " مواهب " الشهير الذي تخرجت منه مجموعة من الأسماء الفنية كسميرة بنسعيد ورجاء بلمليح وعزيزة جلال ومحمد الغاوي وآخرون ، هذا البرنامج كان يقدم باستوديو التلمساني المخصص للبرامج المسجلة والمباشرة والذ شرع في استخدامه منذ سنة 1973.

دعاه خالد مشبال لإخراج مسلسل " يامنة " ، وتم التصوير بمنطقة زعير بكاميرا واحدة و بواسطة حافلة طومسون ، استغرق العمل ثلاثة أشهر .وبعد تحمل بوجنة المسؤولية الادارية كلفه باخراج سهرات المغرب العربي ، وشارك بإحدى حلقاته في مسابقة عربية بتونس حصل بها على الميدالية الدهبية .

ومن البرامج الضخمة التي قام باخراجها " يوم في ربوع بلادي " برنامج يسهر على إعداده وتقديمه فريق تلفزي ضخم ، يبث يوما كاملا من الاقليم الضيف ما عدا الاخبار التي تقدم من استوديو الرباط ، يعده احمد قروق ومحمد يوجنة والاشراف العام كان للصديق معنينو ، ومن فقراته " هكذا نحن " لأحمد قروق و"شباب التنمية " لأحمد الزوكاري و سباق الثانويات لمحمد شيبان ....

أما برنامج " موزاييك " والمخصص للجالية فهو من اعداد احمد قروق وينجز بالتعاون مع القناة الثانية الفرنسية نفس القناة كنت تنجز برنامج " المغرب نحن " من خلال استجواب تجريه القناة الثانية مع رؤساء الدول وهي فرصة للتعريف بخصوصيات البلد الضيف ، وفي حلقة المغرب تم التعريف بالطبخ والزليج والعمران والملحون ...الاخراج لشكيب بنعمر بالتعاون مع المخرج الفرنسي

لعبد الله شقرون الفضل على شكيب كان يتابعه دائما ، وتعرف على التطور الذي حصل على عمل شكيب فكلفه باخراج مسلسل " الشعراء وشعرهم" مسلسل من خمس حلقات ، وكانت هذه بداية ممارسة اختصاصه في الاخراج ، ولكن رغم ذلك كان يتناوب مع محمد بوجنة في اخراج السهرات ، التي اصبحت بعد ذلك تحمل اسم "سهرات الأقاليم ".

تكفل بنعمر بسيناريو وإخراج مسلسل " عزيزة " من تأليف أحمد عبد السلام البقالي ، شارك في التمثيل محمد الجم ونزهة الركراكي وفاطمة الركراكي ، المسلسل لقي إقبالا كبيرا وأعيد بثه ما يقارب ثمان مرات . وقام شكيب أيضا بإخراج مسلسل " الشرع عطانا ربعة " عن رواية للراحل محمد أحمد البصري شارك في التمثيل سعد الله عزيز ومحمد مفتاح وثريا جبران وخديجة أسد .

أعد سيناريو وأخرج مسلسل " نساء آل الرند " من تأليف الميلودي شغموم من خلال رواية حصلت على جائزة المغرب للكتاب .

وفي سنة 1983 اقترحه الصديق معنينو لإجراء تدريب تمهيدا لاحتضان المغرب لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها الدار البيضاء في نفس السنة .

وفي سنة 1987 تقلد مسؤولية مصلحة المنوعات وتم تعيين ادريس الادريسي رئيسا على مصلحة الدراما وكان الراحل محمد ملين مسؤولا على قسم الانتاج . وبالموازات مع عمله الاداري واصل شكيب بنعمر إنجاز مجموعة من الأعمال التلفزية ، ومن بينها برنامج وثائقي تحت عنوان " عندما ينضج التمر " خاص عن مرض البيوض الذي يصيب التمور بالراشيدية ، وحصل به على جائزة المركز الدولي للاذاعات والتلفزات الناطقة بالفرنسية . وقام بإخراج برنامج " الشاهد " حيث كان الاعداد مشترك مع محمد الضو السراج . وانتقل الى اخراج الأفلام ومن بينها " خيوط العنكبوت " والسيناريو مشترك مع محمد حاي . وعن مسلسل " ذئاب في دائرة " حصل شكيب على جائزة مناصفة مع محمد فاضل من مهرجان القاهرة الدولي للاذاعة والتلفزيون .

وفي مرحلة التقاعد انتقل شكيب لتلقين ما راكمه من تجربة لطلبة المعهد العالي للاعلام والاتصال ، حيث كان يركز على الجانب التطبيقي والاستاذ محمد بلغوات يلقنهم الجانب النظري . كما درس مادة الاخراج والسيناريو بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما . وكان عضوا بمكتب النقابة الوطنية للصحافة المغربية .